
شفا – أدان مبعوث صيني لدى الأمم المتحدة الولايات المتحدة لشنها ضربات على المواقع النووية الإيرانية وذلك خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي.
وقال فو تسونغ، المندوب الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، نفذت الولايات المتحدة هجمات على ثلاثة منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان. وتندد الصين بشدة بالهجمات الأمريكية على إيران والقصف الذي طال المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشار إلى أن التحرك الأمريكي ينتهك بشكل خطير مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، كما ينتهك سيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها، مبينا أن ذلك فاقم من حدة التوترات في الشرق الأوسط ووجه ضربة قاسية لنظام عدم انتشار الأسلحة النووية الدولي.
وأكد أنه يجب على المجتمع الدولي التمسك بالعدالة وبذل جهود ملموسة لتهدئة الوضع واستعادة السلام والاستقرار.
ودعا فو إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الأعمال العدائية.
وقال إنه “في ظل التصعيد المفاجئ للتوترات في الشرق الأوسط، تشعر الصين بقلق بالغ إزاء خطر خروج الوضع عن السيطرة. ويتعين على الأطراف المعنية في الصراع، وخاصة إسرائيل، أن تتوقف فورا عن إطلاق النار للحيلولة دون حدوث تصعيد متسارع وتفادي امتداد رقعة الحرب بشكل قاطع”.
وأضاف “ينبغي على الأطراف المعنية الالتزام بالقانون الدولي، وكبح جماح اللجوء إلى القوة، وتجنب تأجيج النزاعات وصب الزيت على النار”.
وقال فو إنه لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط باستخدام القوة، مؤكدا أن الحوار والمفاوضات هما السبيل الأساسي للحل، حيث لم تُستنفد بعد الوسائل الدبلوماسية لمعالجة الملف النووي الإيراني، ولا يزال هناك أمل للتوصل إلى حل سلمي.
ودعا الأطراف إلى الالتزام بقوة بالتسوية السياسية للملف النووي الإيراني، والعمل على إعادته إلى مسار الحل السياسي عبر الحوار والمفاوضات، سعيا للوصول إلى اتفاق مقبول من جميع الأطراف.
وأكد فو أن مجلس الأمن يتحمل المسؤولية الأساسية عن صون السلم والأمن الدوليين، ولا يمكنه أن يقف موقف المتفرج في مواجهة أزمة كبرى.
وأشار إلى أن روسيا والصين وباكستان قدمت مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وحماية المدنيين، واحترام القانون الدولي، والانخراط في الحوار والمفاوضات.
وقال فو “نأمل أن يظهر أعضاء المجلس إحساسهم القوي بالمسؤولية من خلال دعمهم المشترك لمشروع القرار، لتمكين مجلس الأمن من الاضطلاع بمسؤوليته في صون السلم والأمن الدوليين”.
وأعرب عن بالغ أسف الصين لارتفاع عدد الضحايا المدنيين جراء النزاع الإسرائيلي-الإيراني، مؤكدا أن “المدنيين والمنشآت المدنية يجب ألا يكونوا أهدافا للعمليات العسكرية. ولا يجوز انتهاك المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي”.
ودعا فو الأطراف المتحاربة إلى “وضع مصالح ورفاه شعوب المنطقة فوق كل الاعتبارات، وبذل كل ما يمكن من جهد لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء، والامتناع عن استهداف المنشآت المدنية”.
واختتم فو قائلا “إن الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي لتعزيز التكامل بين الجهود، وإرساء العدالة، وبذل جهود متواصلة لاستعادة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.