2:37 مساءً / 23 يونيو، 2025
آخر الاخبار

مرده المحاصَرة ، قرية تنادي ولا مجيب ، بقلم : د. عمر السلخي

مرده المحاصَرة: قرية تنادي ولا مجيب ، بقلم: د. عمر السلخي

في قلب محافظة سلفيت، وعلى مرمى حجر من مستوطنة “أريئيل” – إحدى أضخم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية – تقع قرية مرده، التي تعيش منذ مايزيد عن ١٠ أيام حصارًا مطبقًا ، وكأن الاعتياد على سياسة الإغلاق بات قدرًا لا يستحق حتى الذكر.

خريطة الحصار: بوابات مغلقة

تحيط بمردة بوابتان حديديتان تغلقهما قوات الاحتلال متى شاءت، دون سابق إنذار أو مبرر، وتفصلها عن محيطها الجغرافي والإنساني ، القرية محاصرة من الجهة الغربية بمستوطنة أريئيل، ومن الشرق بالشارع الالتفافي الذي لا يُسمح للفلسطينيين بالسير عليه بحرية ، هذا الحصار جعل مردة جزيرة معزولة لا ترتبط بأي قرية فلسطينية بشكل مباشر.

تداعيات الإغلاق:

  1. الحق في التنقل… مُصادَر

يعاني المواطنون من انعدام إمكانية التنقل بحرية سواء للعمل أو التعليم أو الوصول إلى المرافق الصحية ، عشرات العمال والموظفين والطلبة عالقون، المرضى يضطرون لقطع مسافات طويلة والتفافات خانقة للوصول إلى أقرب مركز طبي في سلفيت أو قراها.

  1. الاقتصاد المحلي في حالة شلل

الورش الصغيرة، المحلات التجارية، والمزارعون جميعهم يئنون تحت وطأة هذا الإغلاق، البضائع تدخل بكميات قليله ويتضاعف سعرها بسبب طرق النقل، ولا منتجات تخرج، البضائع المكدسة تتلف، والحركة الشرائية في أدنى مستوياتها بسبب الوضع الاقتصادي الصعب لمعظم العائلات فالعمال اكثر من سنتين لم يدخل عليهم اي مال .

  1. الزراعة تحت سيف المصادرة والعزل

أراضي مردة تتميز بخصوبتها، لكن هذا لم يشفع لها، المزارعون يُمنعون من الوصول إلى أراضيهم في مناطق محاذية للمستوطنات، ويعيشون في رعب دائم من اعتداءات المستوطنين.

  1. التعليم في خطر

المدارس داخل القرية تعيش حاله من القلق ، من ان بعض المعلمين يُجبرون على التغيب بسبب الحواجز وصعوبة الطرق ، التعليم الإلكتروني ليس خيارًا متاحًا للجميع في ظل ضعف البنية التحتية، وطلبة الجامعات يتنقلون بين الحواجز والبوابات للوصول الى جامعاتهم مما يعني الوقت والتكاليف المضاعفة.

لماذا مرده ؟

قد يتساءل البعض: هل يُشترط أن تكون القرية مركزًا اقتصاديًا أو موقعًا استراتيجيًا حتى تنتزع اهتمامًا إعلاميًا وسياسيًا؟ مردة ليست مجرد قرية مهمشة، بل هي واجهة الصراع الجغرافي والديمغرافي بين الفلسطينيين والاستيطان، وهي بموقعها وواقعها تمثّل نموذجًا حيًا للنكبة المستمرة.


قرية مرده لا تطالب بالكثير، فقط بحقها بالحياة، أن تُفتح بواباتها، أن يتنفس أهلها، أن لا يُعاملوا كرهائن داخل منازلهم، فهل آن الأوان أن نتوقف عن الصمت، ونسمع صوت مردة وهي تصرخ من خلف الحديد والظلام؟

شاهد أيضاً

وفٌد نقابي فلسطيني – لبناني يزور رئيس بلدية صيدا للتأكيد على التعاون المشترك في ظل التحديات الاقتصادية

شفا – زار وفد من اتحاد نقابات عمال فلسطين _فرع لبنان برئاسة السيد غسان بقاعي، …