2:48 مساءً / 23 يونيو، 2025
آخر الاخبار

الحل الصيني يسهم في تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط ، بقلم : بقلم: باي يوي وجيه

الحل الصيني يسهم في تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط ، بقلم : بقلم: باي يوي وجيه

الحل الصيني يسهم في تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط ، بقلم : بقلم: باي يوي وجيه

في الآونة الأخيرة، أدى الصراع العسكري بين إسرائيل وإيران إلى تصعيد مفاجئ وخطير في حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، مما دفع بالأوضاع الأمنية الإقليمية إلى حافة الخطر المتزايد. في مساء يوم 19، وخلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ أربع نقاط بشأن تطورات الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، مقدما بذلك حلا صينيا يتّسم بالعقلانية، ويستند إلى التوافق الدولي، ويتّسم بالواقعية وقابلية التنفيذ، بهدف المساعدة على الخروج من الأزمة الراهنة. وفي ظل دخول العالم مرحلة جديدة من الاضطراب والتغيرات، يجسد هذا الموقف الصيني روح المسؤولية التي تتحلى بها دولة كبرى، كما يرشد المجتمع الدولي نحو الاتجاه الصحيح لتعزيز السلام ووقف الحروب.

إن الدفع نحو وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب هو المهمة العاجلة في الوقت الراهن، إذ أن الاستخدام الغاشم للقوة لن يؤدي إلا إلى تصعيد الصراع. وإذا استمر التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران، فلن يؤدي ذلك إلى تكبد الجانبين خسائر أكبر فحسب، بل سيؤدي أيضا إلى سلسلة من التفاعلات السلبية في المنطقة، وقد يعرض أمن الطاقة العالمي والاستقرار الجيوسياسي للخطر. وقد شدد الجانب الصيني على أن “القوة ليست الوسيلة الصحيحة لحل النزاعات الدولية”، في إشارة واضحة إلى جوهر المشكلة. ويجب على جميع الأطراف المعنية، وعلى وجه الخصوص إسرائيل، أن تبادر إلى وقف فوري لإطلاق النار، لتفادي التدهور المتزايد للوضع ومنع انتشار رقعة الحرب إلى خارج الحدود. ويجب على المجتمع الدولي أن يدرك بوضوح أن وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب هو السبيل الوحيد لخلق فرص واقعية لتحقيق السلام. وفي الأيام الأخيرة، أصدر وزراء خارجية 21 دولة عربية وإسلامية، من بينها مصر والسعودية وتركيا، بيانا مشتركا دعوا فيه إلى حل النزاع بين إسرائيل وإيران وفقا لمبدأ حسن الجوار وبالطرق السلمية، وهو ما يعكس تماما النداء القوي لشعوب الشرق الأوسط بضرورة الوقف الفوري للحرب وتحقيق السلام. وفي الجلسة الطارئة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن الدولي يوم 20 من الشهر الجاري، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلا من إسرائيل وإيران إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات بجدية.

ضمان سلامة المدنيين أولوية قصوى، والإنسانية لا يجوز انتهاكها. يعد المدنيون دائما الضحايا الأبرياء في أي نزاع. وقد أكد الجانب الصيني بوضوح أن “الخط الأحمر المتمثل في حماية المدنيين في النزاعات المسلحة لا يجوز تجاوزه في أي وقت”، وهو موقف يعكس التوافق العام في المجتمع الدولي والمبادئ الأخلاقية الأساسية. ينص القانون الدولي بوضوح على وجوب التمييز بين الأهداف العسكرية والمنشآت المدنية، ويحظر شن الهجمات العشوائية دون تمييز. إن السماح باستهداف المدنيين أثناء النزاعات يُعد انتهاكا صارخا للخطوط الأخلاقية الدنيا. علاوة على ذلك، فإن ضمان فتح ممرات الإغاثة الإنسانية، وتسهيل الإجلاء الآمن لرعايا الدول الثالثة، هو مسؤولية قانونية وأخلاقية ملحة تقع على عاتق جميع أطراف النزاع. يجب على المجتمع الدولي تكثيف الرقابة لضمان بقاء هذه الممرات الإنسانية مفتوحة وآمنة.


فتح باب الحوار والمفاوضات هو السبيل الجذري، والحل السياسي هو الضمان لتحقيق الاستقرار الدائم. إن تعقيد قضايا الشرق الأوسط يدل بوضوح على أن الوسائل العسكرية لا يمكن أن تحقق سلاما طويل الأمد. سواء تعلق الأمر بالملف النووي الإيراني أو القضية الفلسطينية، فلا يمكن الوصول إلى حلول دائمة إلا من خلال الطرق السياسية. وأكدت الصين أن “الاتجاه العام نحو الحل السياسي للقضية النووية الإيرانية يجب أن يبقى ثابتا”، وهو ما يعكس إدراكا عميقا لهذا المبدأ. وفي ظل الأوضاع الراهنة، فإن أي محاولة لحل القضية النووية الإيرانية من خلال التهديد باستخدام القوة أو اللجوء إلى الحرب لن تؤدي إلا إلى صب الزيت على النار، وزيادة حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.


لا غنى عن جهود المجتمع الدولي في دفع عملية السلام، ويتعين على الدول الكبرى على وجه الخصوص أن تتحمل مسؤولياتها. عدم الاستقرار في الشرق الأوسط يهدد استقرار العالم بأسره. إن تصاعد حدة التوتر بين إسرائيل وإيران لا يقتصر أثره على أمن المنطقة فحسب، بل يشكل صدمة قوية للأمن العالمي بأسره. وفي هذه اللحظة الحرجة، دعت الصين المجتمع الدولي، وخاصة الدول التي تملك تأثيرا خاصا على أطراف النزاع، إلى بذل جهود ملموسة من أجل تهدئة الوضع. وفي المقابل، هناك بعض الدول التي دأبت على اتباع سياسة المعايير المزدوجة، بل وسعت من أجل مصالحها الضيقة إلى تأجيج الفوضى في الشرق الأوسط، مما أدى إلى تدهور الأوضاع وزيادة تعقيدها. ينبغي على مجلس الأمن، باعتباره الهيئة الرئيسية المسؤولة عن حفظ السلم والأمن الدوليين، أن يضطلع بدور أكثر فعالية. ويجب على المجتمع الدولي أن يعمل بشكل جماعي ومنسق، لدفع وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وتعزيز مسارات الحوار السياسي، بدلا من الوقوف موقف المتفرج وترك الصراع يتمادى بلا رادع.


عدم استقرار الشرق الأوسط يهدد استقرار العالم بأسره. وفي هذا المنعطف الحاسم، يجب على المجتمع الدولي أن يعزز التوافق، ويتخذ إجراءات أكثر انسجاما، ويبذل كل الجهود الممكنة من أجل دفع الأطراف المعنية نحو التهدئة واستئناف الحوار، والعمل بلا كلل من أجل تحقيق السلام. وسيواصل الجانب الصيني تعزيز التواصل والتنسيق مع جميع الأطراف، ولعب دور بنّاء من خلال المنصات المتعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، للمساعدة على وقف القتال واستعادة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

  • – باي يوي وجيه – إعلامي من الصين .

شاهد أيضاً

وفٌد نقابي فلسطيني – لبناني يزور رئيس بلدية صيدا للتأكيد على التعاون المشترك في ظل التحديات الاقتصادية

شفا – زار وفد من اتحاد نقابات عمال فلسطين _فرع لبنان برئاسة السيد غسان بقاعي، …