2:32 مساءً / 5 يوليو، 2025
آخر الاخبار

“مرآةُ الغيابِ تكتبُني” بقلم : وفاء داري

"مرآةُ الغيابِ تكتبُني" بقلم : وفاء داري

“مرآةُ الغيابِ تكتبُني” بقلم : وفاء داري


أنا الظلُّ الذي أفلتَ من قبضةِ المعنى
رفيفُ المعاجمِ حين تخلّت عن سطوتها..
ندبةُ البياضِ التي لم تجدْ اسمًا
فأقامت مأتمَها بين أصابعِ الكلمات
نسيت أن تُصدِّق نزيفها.
لستُ نصّك،
بل الصمتُ الذي تُرِك في الزاويةِ خلسةً
كأنه لم يكن…
أنا ما لم يكتمل لأن اكتماله خيانة،
مسوّدةٌ ترفض المحوَ
لأنها تكتب الغياب بلغةٍ لا تُترجم.
أنا الرنينُ بعد سقوطِ التفعيلة..
الوزنُ حين ينقلبُ على نفسه
ويكسرُ قيدَ الانضباط
الكلمةُ التي لم تُنطق
لأنها كانت فخًّا…
وأنت مررت بها ظنًّا منك أنها خلاص.
كنتَ تفتّش عن قصيدةٍ
فأوقعتَ يدك في هوّة.
أنا تلك الهوّة:
شفاهُ الفراغ حين تنطقُ بما لم يُفهم
ذراعُ اللغة حين تنفصلُ عن الجسدِ
وتشير إليك بأن تكتب… بلا حبر.
أنا المعنى حين يتنكّر في استعارةٍ
ويجرّك من ياقةِ القافية
الصورةُ التي اختنقت
في مجازٍ بلا قلب.
أيها العابرُون في نصوصِ غيركم..
لا تظنّوا أن الشعر والنثر نافذتكم
هي المرآة،
لكنها مشروخة…
ترى فيها نصفك المكسور..
وتظنه قصيدةً.
أنا الشكُّ الذي يتوضأُ بالقصيدة
القصيدةُ التي لا تؤمن بالشاعر
بل تكتبه حين يضعف
تسحبه من يده المرتبكة
وتقول له:
“كُن شاهدًا، لا كاتبًا.”
هل ظننتَ أن النصَّ جرحٌ ينزفُ للفرجة؟
كلا،
هو الألم حين يختار التوقيت
ليقول لك:
الصدقُ صمتٌ
إذا نطق… فضَحَك


وفاء داري – فلسطين

شاهد أيضاً

الشرطة تؤمن انتخابات نقابة المحامين في الضفة الغربية

الشرطة تؤمن انتخابات نقابة المحامين

شفا – نشرت الشرطة منذ ساعات الصباح الباكر اليوم السبت 5/7/2025 عناصرها أمام ومحيط القاعات …