6:44 مساءً / 18 يونيو، 2025
آخر الاخبار

مدرسة فلسطينية استثنائية تُدرج ضمن أفضل 10 مدارس نهائية في جوائز أفضل مدارس العالم لعام 2025

مدرسة فلسطينية استثنائية تُدرج ضمن أفضل 10 مدارس نهائية في جوائز أفضل مدارس العالم لعام 2025

مدرسة سارة الثانوية للبنات في الخليل تصل إلى القائمة النهائية لأفضل 10 مدارس في فئة “تجاوز التحديات”

شفا – تم اليوم الإعلان عن اختيار مدرسة فلسطينية استثنائية ضمن أفضل 10 مدارس في العالم في جوائز أفضل مدارس العالم 2025. وتُعد جوائز أفضل مدارس العالم، التي أُطلقتها مؤسسة T4 Education في أعقاب جائحة كوفيد عام 2022، من أرقى الجوائز التعليمية عالميًا، وتهدف إلى مشاركة أفضل الممارسات في المدارس التي تُحدث تغييرًا حقيقيًا داخل الفصول الدراسية وخارجها.

وقد تم اختيار مدرسة سارة الثانوية للبنات، وهي مدرسة حكومية ثانوية في مدينة الخليل، الضفة الغربية، فلسطين، ضمن أفضل 10 مدارس في فئة “تجاوز التحديات”، وذلك بعد أن أعادت تصميم نموذجها التعليمي ليشمل التعلم الاجتماعي العاطفي، واستكشاف العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، والعلاج بالفن، والتدريب على القيادة، من أجل معالجة الصدمات النفسية لدى الطالبات، وتعزيز مسيرتهن التعليمية، وتحويل التحديات إلى قوة.

وسيتم اختيار الفائزين في الفئات الخمس لجائزة أفضل مدارس العالم — وهي: التعاون المجتمعي، العمل البيئي، الابتكار، تجاوز التحديات، ودعم الحياة الصحية — من قِبل لجنة تحكيم خبيرة، بناءً على معايير دقيقة. بالإضافة إلى ذلك، ستشارك المدارس الخمسون المتأهلة في تصويت عام لتحديد الفائز بجائزة “اختيار الجمهور”. وسيُعلن عن الفائزين الستة في أكتوبر المقبل.

كما ستُدعى المدارس الفائزة والنهائية للمشاركة في قمة مدارس العالم التي ستُعقد في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، يومي 15 و16 نوفمبر، حيث ستُتاح لها الفرصة لمشاركة أفضل ممارساتها وخبراتها مع صُنّاع السياسات والقيادات التربوية العالمية.

فيكاس بوتا مؤسس، T4 Education :

يقول

“في عالم يُعاد تشكيله بفعل الذكاء الاصطناعي، وتتغير فيه طرق التعلم وتُستبدل وظائف تقليدية دامت قرونًا، وتحت وطأة تحديات متزايدة مثل تغير المناخ، والنزاعات، والفقر، والشعبوية، لم يكن مستقبل شبابنا يومًا أكثر هشاشة مما هو عليه الآن. ولم تكن أهمية التعليم الجيد، الذي يتمحور حول الإنسان، أعظم مما هي عليه اليوم.

في مدارس مثل مدرسة سارة الثانوية للبنات نجد الابتكار والخبرة التي تمنحنا الأمل في مستقبل أفضل. نُهنئ المدرسة على وصولها إلى المرحلة النهائية في جوائز أفضل مدارس العالم 2025. فلدى القادة والمدارس حول العالم الكثير ليتعلموه من هذه المؤسسة الفلسطينية الملهمة

من جانبه قال رفعت صباح، مدير عام مركز إبداع المعلم، تعليقًا على إدراج مدرسة سارة الثانوية للبنات ضمن أفضل 10 مدارس في جوائز “أفضل مدارس العالم 2025”:

“إن وصول مدرسة سارة الثانوية للبنات إلى قائمة أفضل 10 مدارس في العالم ضمن جائزة ‘تجاوز التحديات’ هو إنجاز وطني بامتياز، ورسالة أمل واعتزاز لكل فلسطيني. لقد أثبتت هذه المدرسة، بقيادتها الملهمة ومعلماتها المخلصات وطالباتها المبدعات، أن الإرادة التربوية قادرة على تحويل الألم إلى أمل، والقيود إلى إمكانيات.

في ظل واقع الاحتلال والضغوط النفسية والاجتماعية التي تعيشها البيئة التعليمية في فلسطين، تأتي هذه المدرسة كنموذج حي على قدرة المؤسسات التربوية على إعادة صياغة دورها، لتكون حاضنة للصحة النفسية، وفضاءً للابتكار، ومنصة لبناء القيادة لدى الجيل الجديد.

نحن في مركز إبداع المعلم نعتبر هذا التقدير العالمي ليس فقط تكريمًا لمدرسة واحدة، بل هو تكريم لمسار طويل من النضال التربوي الفلسطيني، ولكل من آمن بأن التعليم هو بوابة التحرر، وأداة للتغيير الاجتماعي.

نأمل أن يشكل هذا الإنجاز دافعًا لكل المدارس الفلسطينية لتعزيز مبادراتها، وتطوير مناهجها، وتوسيع رؤيتها نحو تعليم شمولي وإنساني، يضع الطالب في المركز، ويؤمن بقدرته على صناعة التغيير.

باسم مركز إبداع المعلم، نتوجه بالتحية لمدرسة سارة الثانوية، ولوزارة التربية والتعليم، ولكل معلم ومعلمة حملوا الرسالة التربوية في أحلك الظروف. إن فلسطين تستحق، ومدارسها قادرة على الوصول إلى العالمية، لا بالرغم من التحديات، بل من خلال مواجهتها وصنع الأمل منها.”

حول المدرسة:

مدرسة سارة الثانوية للبنات، وهي مدرسة حكومية في مدينة الخليل، أعادت تشكيل نموذجها التعليمي ليشمل التعلم الاجتماعي العاطفي، واستكشاف مجالات STEM، والعلاج بالفن، وتدريب الطالبات على القيادة بهدف معالجة الصدمات النفسية، ودعم مسيرتهن التعليمية، وتحويل التحديات إلى طاقات بناءة. فقد واجهت البيئة المحلية ظروفًا قاسية، من احتلال إسرائيلي، وعنف، وتهجير، وغياب الدعم النفسي، مما ترك آثارًا سلبية عميقة على نفسية الطالبات ومستقبلهن التعليمي.

وللتعامل مع هذه الأوضاع، تبنّت المدرسة نموذجًا تعليميًا يضمن لكل طالبة فرصة لبناء علاقة إيجابية واحدة على الأقل من خلال الفن أو العلم أو القيادة أو الدعم الزملائي. وتُتيح مبادرة “العالِمات الصاعدات” للفتيات المشاركة في أنشطة STEM، لتطوير مهاراتهن الابتكارية والعملية. كما يُزوِّد التدريب القيادي الطالبات بمهارات التواصل والعمل الجماعي وحل المشكلات. أما المبادرات الفنية والعلاج بالفن، فتوفر مساحة آمنة للتعبير عن المشاعر، وتُشكل مجموعات الدعم الزميلية ملاذًا لمشاركة الخبرات والتعامل مع التوتر والقلق. كما حوّلت مبادرة الحديقة المدرسية الساحة إلى واحة خضراء تعزز الترابط المجتمعي، ويُسهم تحدي القراءة في تهدئة النفوس وتنمية الوعي الثقافي.

ورغم استمرار الاضطرابات، حافظ 90% من الطالبات على مستواهن الدراسي أو حسّنّ من نتائجهن. وارتفعت نسبة الحاصلات على معدلات ممتازة (فوق 90%) إلى 16% مقارنة بـ12% في العام السابق، مما يدل على نمو أكاديمي ملموس رغم التحديات. كما ارتفعت معدلات إنجاز الواجبات والمشاركة الصفية، وظل معدل الحضور يفوق 85% رغم التهديدات الأمنية. وفي معسكر صيفي للـSTEM، طورت 12 مجموعة مشاريع واقعية لحل المشكلات، وحصل فريقان على المركز الثاني في مسابقة وطنية.

كما فازت الطالبات في مسابقة وطنية للقيادة بالتعاون مع مؤسسة “إنجاز فلسطين”، ما يُبرز فاعلية برامج المدرسة القيادية. وقد تم اختيار ثلاث طالبات لبرنامج “مواهب التكنولوجيا التابع لناسا”، وتقوم عشرات الطالبات اليوم بقيادة الطابور الصباحي، والأنشطة، والمجموعات الزميلية، كما تشارك أكثر من 700 طالبة في جلسات استشارية أو العلاج بالفن أو مجموعات الكتابة.

ومن خلال إدراكها للصدمات وتكييف نموذجها التعليمي لمعالجتها، تُثبت المدرسة أن التعليم يمكن أن يزدهر حتى وسط التحديات.

عن مؤسسة T4 Education:

نؤمن بأن لكل طفل، في أي مكان في العالم، الحق في تعليم جيد. نحن نبني أكبر مجتمع عالمي من المعلمين والمدارس لتحقيق ذلك، معًا. ومن خلال منصتنا الرقمية، نتيح للمعلمين فرص التواصل والتعاون وتبادل الممارسات الجيدة، ودعم بعضهم البعض في تحسين جودة التعلم وثقافة المدرسة. كما نُعزز من صوت المعلمين لأننا نؤمن بأن العالم الذي نطمح إليه لا يمكن بناؤه إلا عبر الاستماع لمن هم في قلب العملية التعليمية.

شاهد أيضاً

هنادي طلال الدنف

الالكسيثيميا ، حين تفقد المشاعر صوتها ، بقلم : هنادي طلال الدنف

الالكسيثيميا.. حين تفقد المشاعر صوتها ، بقلم : هنادي طلال الدنف في خضمّ الأزمات والنكبات …