3:59 مساءً / 18 يونيو، 2025
آخر الاخبار

وصايا لعصر تائه ، بقلم : رانية مرجية

وصايا لعصر تائه ، بقلم : رانية مرجية

نحن نعيش في زمنٍ يركض. كل شيء فيه يلهث: الوقت، العلاقات، الأخبار، وحتى المشاعر. عصرٌ تختلط فيه الحقائق بالهواجس، وتُمحى الحدود بين الحياة والتمثيل، بين الإنسان والآلة، بين الحب والتسليع.


في هذا العصر، لا بد من بوصلة. لا بد من وصايا تحرسنا من الانهيار البطيء.

إليكَ – وإليكِ – عشر وصايا كتبتها لنفسي أوّلًا، ثم للعالم… علّها تضيء عتمة هذا الزمن.

  1. كن إنسانًا قبل أن تكون ناجحًا

النجاح جميل، لكنه ليس مقياسًا للكرامة. لا تجعل صورتك تسبق حقيقتك.
ولا تفرّط بإنسانيتك في سبيل “العلامة الزرقاء” أو تصفيق عابر.

  1. احمِ روحك من التلوث البصري والروحي

قل لا لشاشة تسرق منك النهار والليل.
اختر ما تراه، ما تسمعه، ما تقرأه، كما تختار طعامك.
فالأرواح أيضًا تتسمم.

  1. تذكّر أن السكينة أعظم من الشهرة

قد يعرفك الملايين، وتبقى غريبًا عن نفسك.
ابحث عن سلامك الداخلي، لا عن عدد المتابعين.

  1. كن بطيئًا أحيانًا… في عالمٍ مسعور السرعة

خذ وقتك لتأكل. لتقرأ. لتُحب. لتبكي.
الحياة ليست ماراثونًا. إنها رقصة – يجب أن تُعاش بإيقاع القلب، لا نبض السوق.

  1. لا تخجل من حزنك

الحزن ليس عيبًا. هو لغة أخرى للوعي.
في زمن الوجوه الضاحكة المزيّفة، من الشجاعة أن تقول: “أنا موجوع… لكني أقاوم.”

  1. ازرع شجرة أو فكرة أو محبة

اترك أثرًا. لا تكن رقمًا إضافيًا في القطيع.
ازرع شيئًا ينمو بعد رحيلك، مهما كان صغيرًا.

  1. اختر معاركك جيدًا

ليس كل صمت ضعفًا، ولا كل صراخ بطولة.
وفر طاقتك لما يستحق.
وتذكر أن بعض الانتصارات تأتي بالانسحاب.

  1. حبّ نفسك دون أن تُعظّمها

ليس نرجسية أن تهتم بذاتك، لكن لا تكن صنمًا تعبده.
نحن بشر… نخطئ، نضعف، نتعلّم.
تواضع، فهذا ما يجعل منك إنسانًا أجمل.

  1. استعد علاقتك بالدهشة

لا تجعل العادي يميت قلبك.
تفاجأ بوردة. بضحكة طفل. بمطر خفيف.
من لا يندهش، مات روحيًا، ولو كان حيًا بيولوجيًا.

  1. لا تنسَ أن الموت حقيقي… فاحيَ بصدق

قد تموت فجأة. نحن لا نُعطى ضمانًا بالعمر.
فأحب الآن. سامح الآن. قل الحقيقة الآن.
عِش كما لو أنّ اليوم هو القصيدة الأخيرة.

خاتمة

ليست هذه النصائح قوانين، ولا وصايا سماوية.
إنها مجرّد محاولات يائسة – وربما جميلة – لحماية ما تبقّى من أرواحنا في زمن يسلبنا أرواحنا بهدوء.
عِش كما أنت، لا كما يريد هذا العالم الاستهلاكي أن تكون.
واحفظ قلبك… فإنّه أكثر ما فيك صدقًا وضعفًا وجمالًا.

  • – رانية مرجية – كاتبة من الرملة – تعتقد أن الإنسان لا يُقاس بما يملك، بل بما يترك من أثر في القلوب

شاهد أيضاً

الضابطة الجمركية تعتزم القيام بجولات رقابية على محطات الوقود ونقاط البيع العشوائية

شفا – أعلن جهاز الضابطة الجمركية أنه سينظم جولات ميدانية رقابية مكثفة بالتعاون مع الجهات …