
شفا – تشهد التجارة بين الصين وأفريقيا تحولا جذريا من نموذج تقليدي قائم على الموارد إلى نموذج أكثر تنوعا عالي القيمة المضافة وكثيف التكنولوجيا، وفقا لكتاب أزرق صدر يوم الجمعة الماضي خلال الدورة الرابعة من المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني-الأفريقي.
ويسلط الكتاب الأزرق الذي حمل عنوان “التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا: تقرير التنمية 2025” الضوء على توسيع التعاون في قطاعات مثل الصناعة والزراعة والاتصالات والاقتصاد الرقمي والبنية التحتية الجديدة والطاقة الخضراء والخدمات المالية.
وأشار الكتاب الأزرق إلى أن التجارة الزراعية بين الصين وأفريقيا تتحول من تصدير المواد الخام إلى السلع المصنعة، وأن التعاون في الخدمات الرقمية والتكنولوجية يكتسب زخما متزايدا، وأن التجارة الإلكترونية عبر الحدود تلعب دورا متناميا إلى جانب قنوات التجارة التقليدية.
وأضاف الكتاب الأزرق أن هذه التطورات تأتي مدفوعة بتوجه أفريقيا نحو التصنيع وكذلك الارتقاء الاقتصادي الصيني والتأثير المستمر لمبادرة “الحزام والطريق”.
وشهد التعاون في مجال البنية التحتية توسعا مطردا، حيث تغطي المشروعات قطاعات مثل النقل والطاقة والاتصالات. كما تم تشكيل شراكات أوسع نطاقا في مجالات التعليم والزراعة والرعاية الصحية والتنمية الخضراء، مدعومة بأطر سياساتية واتفاقيات تجارية وأدوات تمويلية متطورة، وفقا للكتاب الأزرق.
واعتمدت الوثيقة، التي أصدرتها بشكل مشترك منظمات شملت المجلس الصيني-الأفريقي لتعزيز الاقتصاد والتجارة ومديرية التجارة في مقاطعة هونان والخدمة الصينية للمعلومات الاقتصادية، على البيانات العامة والبحوث الميدانية.
وتتميز الوثيقة بتركيزها على موضوع سنوي محدد يعكس التطورات والتحديات الرئيسية في التجارة بين الصين وأفريقيا، وتهدف إلى تقديم توصيات عملية للتعاون في المستقبل.
وعقدت الدورة الرابعة من المعرض الاقتصادي والتجاري الصيني-الأفريقي في مدينة تشانغشا، حاضرة مقاطعة هونان بوسط الصين. وشارك في هذه الدورة، التي استمرت لمدة أربعة أيام، ما يقرب من 4700 شركة صينية وأفريقية، بالإضافة إلى أكثر من 30 ألف مشارك.
وأظهرت البيانات الرسمية أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا شهد حيوية قوية، مع زيادة سريعة في قيمة التجارة على مدى السنوات الـ25 الماضية.
وارتفع إجمالي واردات وصادرات الصين مع الدول الأفريقية من أقل من 100 مليار يوان (حوالي 13.9 مليار دولار أمريكي) في عام 2000 إلى 2.1 تريليون يوان في عام 2024، بمتوسط نمو سنوي بلغ 14.2 في المائة، وفقا للهيئة العامة الصينية للجمارك.
وصرح شيوي شيانغ بينغ، رئيس المجلس الصيني-الأفريقي لتعزيز الاقتصاد والتجارة، بأن الصين وأفريقيا، بصفتهما أكبر دولة نامية والقارة ذات أعلى تركيز للدول النامية على التوالي، تستكشفان معا آفاقا جديدة للتعاون فيما بين بلدان الجنوب.
وأضاف شيوي أن التجارة بين الصين وأفريقيا قد وصلت مرارا وتكرارا إلى مستويات جديدة، مع تطورات ملحوظة شملت التوسع في الحجم والتحديثات الهيكلية ونمو الاستثمار عبر السلاسل الصناعية والقطاعات الناشئة.