
الإعلام في ظل الطوارئ: واجب وطني ومسؤولية جماعية ، بقلم: د. عمر السلخي
في ظروف استثنائية كالتي تمر بها محافظة سلفيت اليوم – حيث أغلقت الطرق، عزلت القرى، وتعطلت الحركة – يصبح الإعلام أداة بقاء، لا مجرد وسيلة نقل أخبار.
فهو الذي يُطمئن، يُوجّه، يُنظّم، ويُقاوم.
وفي المقابل، فإن أي خلل في الخطاب الإعلامي قد يُحوّل الإغلاق إلى فوضى، والخوف إلى هلع، والانقطاع إلى عُزلة قاتلة.
أهداف الإعلام في حالات الطوارئ
ضبط الرواية الرسمية:
حماية المجتمع من الشائعات والمعلومات غير الدقيقة.
إصدار بيانات موثوقة ومنسّقة من مصدر مركزي واحد (غرفة الطوارئ الإعلامية).
توجيه المواطنين سلوكيًا:
نشر التعليمات المتعلقة بالحركة، التموين، تلقي الخدمات.
شرح آليات الوصول إلى المساعدة أو الطواقم الطبية والتعليمية.
إبراز قصص الصمود:
تسليط الضوء على المبادرات الشبابية، والجهود المجتمعية، وقصص التحدي التي تُلهم الناس.
التوثيق والمناصرة:
توثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق المدنيين، الأطفال، المرضى.
مخاطبة الرأي العام المحلي والدولي، وتغذية وسائل الإعلام الوطنية بالمحتوى اليومي من المحافظة.
مهام الإعلام في غرفة الطوارئ
إصدار بيان يومي يشمل الوضع العام، التعليمات، أبرز التحديثات.
نشر الأخبار على صفحة رسمية تكون مرجعا موثوقا .
الرد على الشائعات بخطاب فوري وواضح ومدعوم بالأرقام والمصادر.
الإعلام المجتمعي المحلي
دعوة الإعلاميين والمواطنين الصحفيين لتوثيق الحياة اليومية تحت الحصار عبر الهاتف أو الكاميرا ونشرها عبر الوسائل الرسمية.
نقل التعليمات والارشادات والتوجيه العامه للمواطنين عبر مجموعات الواتس والحسابات الشخصيه على الفيس بوك والصفحات المحلية .
دعم المبادرات الشبابية الإعلامية لإنتاج فيديوهات قصيرة توعوية وإنسانية من قلب الميدان.
مواجهة الشائعات والتحريض
إنشاء فريق “رصد ومتابعة الشائعات” يتابع منصات التواصل الاجتماعي ويرد علميًا ومهنيًا.
حظر نشر أو تداول أي معلومات مجهولة المصدر أو ذات طابع تخويفي.
تقديم مواد إعلامية بديلة تُقدّم الأمل والانضباط بدلًا من السلبية والارتباك.
في الختام
الإعلام في أوقات الطوارئ ليس خيارًا تجميليًا، بل ركيزة أساسية في الحفاظ على النسيج الاجتماعي، وحماية الوعي، وضمان الاستجابة المنسّقة.
في محافظة سلفيت، الإعلام لن يكون مجرد ناقل للحصار والاغلاق … بل لسان حال الناس الذين يصنعون الحياة، ولو على طريق مغلق.