
أيها العالم…أين أنتم؟ بقلم: سوما حسن عبدالقادر
نعم، أنتم… أنتم الذين تملأون الدنيا بالشعارات. أنتم الذين رفعتم رايات حقوق الإنسان، والطفل، والمرأة، والحيوان.
أين منظمة العفو الدولية؟ – Amnesty International
أين أنتم من أعناق الأطفال المذبوحين في غزة؟
هل دم الطفل الفلسطيني لا يستحق البيان؟
أم أن إنسانيته غير معترف بها في نظامكم العرقي القائم على التصنيف؟
أين هيومن رايتس ووتش؟ – Human Rights Watch (HRW)
هل فقدتم نظاراتكم الحقوقية في دخان القصف؟ هل لم ترصدوا بعد أن غزة تباد، بيتا بيتا، وشارعا شارعا؟
أم أن تقاريركم نسيت في أدراج المصالح السياسية والخوف من قول الحقيقة حين تكون إسرائيل هي الجلاد؟
أين منظمة الأمم المتحدة للطفولة؟ United Nations Children’s Fund (UNICEF)
أين أنتم من جثث الأطفال تحت الركام؟
هل يليق بكم أن تكتبوا على حساباتكم
(Happy Children’s Day)
بينما أطفال غزة ينتزعون من أحضان أمهاتهم كالدمى المحترقة؟
هل طفل غزة أقل قيمة من اي طفل غربي او امريكي ؟
أين جمعية أنقذوا الأطفال؟ Save the Children
هل رأيتم الأطفال الجوعى الذين يأكلون أوراق الشجر؟ هل رأيتم الطفلة التي تبكي وحدها فوق جثة أمها؟ أم أنكم مشغولون بحملات تبرعات (موسمية) لا تشمل أطفال فلسطين؟
أين منظمة بلان الدولية؟ Plan International
ألا تستحق فتاة غزة أن تتعلم؟ أن تحلم؟ أن تبني مستقبلها؟
أم أن تمكين الفتاة يعفى منه من تعيش تحت القصف؟
أين هيئة الأمم المتحدة للمرأة؟ – UN Women
هل نسيت النساء الفلسطينيات؟ تلك التي ولد لها الطفل تحت الردم، وتلك التي قتلت مع طفلتها في حضنها؟
لماذا لا نراكم حين تغتصب كرامة نساء غزة بالقصف والتجويع؟ أم أن النسوية لا تطبق على الشرقيات؟
أين رابطة حقوق المرأة في التنمية؟ – Association for Women’s Rights in Development (AWID)
هل حرية المرأة تقف عند حدود جواز السفر؟ أم أن نساء غزة غير مشمولات في مشروع (تحرير المرأة)؟
أين أنتم يا دعاة حقوق الحيوان؟
جمعية بيتا PETA (People for the Ethical Treatment of Animals)
الصندوق العالمي للطبيعة WWF (World Wide Fund for Nature)
الجمعية الأمريكية لمنع القسوة على الحيوانات ASPCA (American Society for the Prevention of Cruelty to Animals)
منظمة فور بوز – Four Paws
الرحمة في الزراعة Compassion in World Farming
رأيتم صور السلحفاة الكبيرة التي تم ذبحها في غزة؟
نعم، سلحفاة من الأنواع المهددة بالانقراض، ذبحت لا ترفا، بل جوعا.
هل ستتحركون الآن؟ ربما لأن (الحيوان في خطر) ستجذب اهتماما أكبر من (الشعب الذي يباد).
هل آن الأوان لتطالبوا بوقف المجازر… حفاظا على التنوع البيولوجي في غزة؟
ربما لو كان أهل غزة من فصيلة نادرة، لتحركت مؤسساتكم بقوة القانون الدولي لحمايتهم.
وأين الصليب الأحمر؟
Red Cross (الهلال الأحمر)
هل نسيتم دوركم الأساسي في حماية المدنيين أثناء النزاعات؟
هل باتت غزة (خارج نطاق الخدمة)؟
وأين أطباء بلا حدود؟ Medecins Sans Frontières (Doctors Without Borders)
هل تحتاجون تصريحا لرؤية آلاف الجرحى المحاصرين دون دواء؟
هل الكرامة الطبية خاضعة للرقابة السياسية؟
أيها العالم،
أنتم الكذبة الكبرى.
أنتم الجمعيات التي لا تتحرك إلا إذا كانت الضحية أوروبية اللون، غربية الملامح، أنجلوساكسونية اللهجة.
أما غزة؟ فدعوها تباد… بهدوء، وبإشراف كامل من (الإنسانية المؤسسية).
لكن تذكروا…
أن دم الأطفال لا ينسى،
وأن التاريخ لا يمحو الخيانة،
وأن الحقيقة، مهما بكت الآن وحدها،
ستصرخ غدا بألف لسان.
