8:58 مساءً / 9 يونيو، 2025
آخر الاخبار

لافندر وأين أبي، أنظمة قتل ذكية أم أدوات إبادة رقمية؟ بقلم : بديعة النعيمي

لافندر وأين أبي، أنظمة قتل ذكية أم أدوات إبادة رقمية؟ بقلم : بديعة النعيمي

لافندر وأين أبي، أنظمة قتل ذكية أم أدوات إبادة رقمية؟ بقلم : بديعة النعيمي

برز نظام “لافندر” كأحد أخطر أدوات الذكاء الاصطناعي في إدارة النزاعات المسلحة الحديثة، بعد أن استخدمته دولة الاحتلال على نطاق واسع خلال عملياتها العسكرية الأخيرة في قطاع غزة، حيث لم يعد قرار استهداف الإنسان خاضعا للتقدير البشري بالكامل، بل يصاغ وينفذ من قبل منظومات آلية.


“لافندر” كواحدة من هذه المنظومات تبنى على آليات تحليلية تقوم على رصد الأنماط السلوكية للسكان في قطاع غزة، من خلال مؤشرات مثل تبديل الهواتف والتحركات الجغرافية وأنماط الاتصال، حيث يتم من خلال ذلك منح كل فرد في القطاع تقييما رقميا يحدد درجة “تهديد محتمل”. وينتج النظام آلاف الأسماء تدرج ضمن قوائم الاستهداف دون مراجعة أو إشراف بشري كامل، بحيث أن الضباط الميدانيون باتوا يكتفون بإشارات سطحية لتمرير الأسماء إلى سلاح الجو الذي بدوره يقوم خلال دقائق بتنفيذ الضربات الجوية.


ويذكر بأن ضباطا في “الاستخبارات العسكرية” النابعة لدولة الاحتلال، أشاروا إلى أن “عملية مراجعة الأهداف البشرية أحيانا لا تتجاوز ٢٠ ثانية”. فيما نقلت تقارير صحفية عن مصدر أمني قوله أن “الآلة فعلت ذلك ببرود..لقد سهلت علينا الأمر، لم يكن علينا أن نتساءل كثيرا”.

وتتم الضربات الجوية التي أتينا على ذكرها آنفا خلال وقت الليل بينما تكون العوائل نائمة، وهنا تتكامل منظومة “لافندر” مع برنامج مساعد يطلق عليه “أين أبي”؟.

ويستخدم برنامج “أين أبي” الذكاء الاصطناعي لتحديد أفضل توقيت لضرب المنزل بناء على تحليل كثافة التواجد البشري فيه.


وتشير التقارير أن عدد “القتلى” من بين المدنيين يزداد وفقا لرتبة المستهدف، ففي حال القادة البارزين قد يصل العدد إلى المئات من الأبرياء المدنيين. وهذا ما أكده ضباط يهود تحدثوا إلى وسائل إعلام، موضحين أن النظام خفف الحاجة للتفكير الأخلاقي والقرار الفردي “عندما تراكم الآلة هذا الكم من البيانات يصبح من الصعب على الإنسان أن يعارض نتيجتها حتى لو لم تكن دقيقة”.

وهذا يثبت أن نتائج هذا النظام يتم ألتعامل معها من قبل المنظومة العسكرية اللاأخلاقية لدولة الاحتلال ك “حقيقة” موضوعية لا تقبل الجدل لما يعرف ب “انحياز الأتمتة”، بمعنى تسليم القرار الذي يتعلق بالحياة والموت إلى معادلات رياضية مبرمجة، تدار عن بعد في تغييب تام للبعد الإنساني والسياسي لهذه الحرب.

وبعيدا عن القانون الدولي الإنساني المنحاز لدولة الاحتلال، وأن استخدام هذه المنظومة يتعارض مع مبادئها، وأن هذه الدولة كما هي عادتها تجاهلت القيمة الإنسانية، وتعاملت مع أهلنا في غزة كأرقام لا كبشر، وهذا ليس بجديد عليها، فهو نهجها منذ فكرت بالاستيلاء على فلسطين، واعتبرتها “أرض بلا شعب”. يبقى الأخطر هو توجه هذه الدولة الفاشية إلى تسويق هذه المنظومات ك “حلول عسكرية ناجحة”، تحول غزة فيها إلى “حقل تجارب حي لأنظمة القتل الآلي” في النزاعات المسلحة، تغدو فيها الكلمة الأولى والأخيرة لمنطق الخوارزميات وتبرمج كما قلنا مسألة الحياة والموت بأدوات رياضية مجردة.

والجدير بالذكر أن ما يحدث في حرب غزة ٢٠٢٥/٢٠٢٣ من استخدام الذكاء الاصطناعي ليس بالأمر الجديد، وقد استخدمته دولة الاحتلال في حرب ٢٠٢١.

ففي تصريح لرئيس الاركان السابق “أفيف كوخافي” قال فيه “لقد كانت حرب مايو/٢٠٢١ أول حرب يتم فيها استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل واسع النطاق..استطعنا تحديد ١٠٠ هدف في اليوم بدلا من ٥٠ هدف في العام”.
وهذا إن دل على شيء فيدل على أن مايحدث اليوم ما هو إلا استمرار لتوجه استراتيجي في دولة الاحتلال نحو استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لزيادة إنتاج القتل.

شاهد أيضاً

7 شهداء ومصابون بقصف مسيرة للاحتلال خيمة تؤوي نازحين غرب خان يونس بقطاع غزة

شفا – استشهد عدد من المواطنين، مساء اليوم الإثنين، إثر قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين …