من التحليل السياسي الى الممارسة (بروقين كفر الديك عبرة) ، بقلم : نعيم حرب

من التحليل السياسي الى الممارسة (بروقين كفر الديك عبرة) ، بقلم : نعيم حرب

بروقين وكفر الديك ليس حدثا عابراً بل نموذجا حيا لتطبيق سياسة قائمة على القتل والحصار وسرقة الأرض وهدم المنازل والامعان في التنكيل والاعتقال بهدف اجبار الناس على التهجير هذان التجمعان بعد (10) ايام متتالية من الحصار والقتل والتنكيل وهدم المنازل وحرقها على يد جيش الاحتلال وعصابات- بن غفير وسموترش ويوسي دكان – من المستوطنين وقيام جرافات الاحتلال بالعمل ليل نهار لشق شارع استيطاني يطوق البلدتين و بمحاذة منازل المواطنين وعلى اسوار مدارس بروقين الأساسية لعزل الاف الدونمات وحرمان أصحابها من الوصول اليها وبالتالي عزل التجمع السكاني عن محيطة من الارض تكريسا لسياسة الضم .

بلدات وقرى محافظة سلفيت والتي تشكل راس الحربة في مواجهة سياسة ومشاريع الضم والتهويد وحيث ان الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة جعلت من المستوطنات المقامة على أراضي المحافظة مدن وذلك بحكم موقعها الاستراتيجي الذي يفصل وسط وجنوب الضفة الغربية عن شمالها ويشكل حلقة الوصل من بين البحر المتوسط غربا ونهر الاردن شرقا عبر نقطة محورية تقع على الشارع الواصل ما بين نابلس ورام الله (زعترة) وما بين اريحا والخط الأخضر غربا.

لقد أطلق الإسرائيليون على منطقة سلفيت برندة تل ابيب او شرفة تل ابيب حيث تشكل من الأهمية ما جعلهم يعلنونها منطقة تطوير أ وهي التي تمثل التواصل الجغرافي ما بين المستوطنات المقامة على أراضي المحافظة من مستوطنة تفوح شرقا (المقامة على أراض ياسوف) الى مستوطنة القناة غربا المقامة على أراضي مسحه والزاوية وقرى قلقيلية والواصلة كفر قاسم داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

ليس ما يجري في محافظة سلفيت بعيدا عن تلك الاحداث الدامية في جنين وطوباس وطولكرم ونابلس وقرى رام الله حتى الخليل فكل الوطن الفلسطيني اصبح مستباحا لعربدة المستوطنين وجيش الاحتلال وتضيق سبل العيش وتقطيع أواصر الوطن بالبوابات الحديدية واغلاق القرى والمدن والبلدات ومنع الحركة دون رادع ، نعم هناك جهود ذاتية بحاجة الى تعزيز اليات المواجهة والوحدة الميدانية وحالة التضامن من التجمعات القريبة للنجدة حيث استدعت الحاجة بما ان قطعان المستوطنون مدعومون من الحكومة الإسرائيلية ورعاية والجيش وحمايته لهم . هذا يستدعى منا جمعيا الوقوف بشكل جدي امام مسؤولياتنا الوطنية والأخلاقية.

كشفت الاحداث الاخيرة اننا غير مستعدون لصد أي هجوم او اعتداء او مواجهة إجراءات الاحتلال وقطعان المستوطنين حيث شح الإمكانيات ونقص اساسيات ومقومات الصمود لدى المؤسسات المحلية سواء البلديات او اية جهات أخرى سواء في الجانب الصحي او الاغاثي طعام وماء ومستلزمات الحياة إضافة الى وسائل الحماية مثل مستلزمات إطفاء الحريق وغيرها وهذا حتما يستدعي من الحكومة الإسراع في اعداد خطة طارئة تعطى الاولوية في توفير مثل هكذا احتياجات في البلدات والقرى الى تواجه خطر استباحة المستوطنين لمنازلها وأراضيها وحرقها .فالوضع القائم من الاعتداءات شبه اليومية لم يعد يحتمل وعلينا جميعا عدم الاكتفاء بالحديث والتحليل والتشخيص وكأن الامر يهم قوما غيرنا .!

لقد ان الأوان الى الفعل الجدي بكل جوانبه ولم يعد مقبول من أحد التردد والتلكؤ. فعلى كل القيادة حكومة وفصائل ومؤسسات ان تكون في الميدان في طليعة المواجهة الشعبية والجماهيرية وان تكون موجهه عمل هذه التحركات سواء في الميدان او مع المؤسسات الدولية لفرض مزيد من العزلة على الاحتلال وكذلك الملاحقة القانونية لمجرمي الحرب.

وان نعمل على استثمار التحول في الراي العام الدولي لصالح قضيتنا وحقوقنا وان يتم الربط المباشر ما بين ممارسات الاحتلال وحرب الإبادة التي تشنها على شعبنا في غزة الصمود وما يجري من محاولات التهجير لسكان الضفة الغربية.

لقد خطت فصائل العمل الوطني العديد من الخطوات التي حظيت بإجماع وطني وشعبي وأخرها اتفاق بكين الذي شكل أرضية قابلة لإنجاز الوحدة الوطنية وفق المتفق علية ودعوة الإطار القيادي المؤقت للاجتماع فورا لغاية إقرار استراتيجية وطنية نضالية تمكن جماهير شعبنا من توحيد ممارسات العمل الجماهيري والشعبي المقاوم عبر قيادة وطنية موحدة تمارسها دورها في التوجيه وتوحيد الجهود.

واليوم الجماهير الفلسطينية مطالبة بالضغط على الكل من اجل الإسراع في انجاز الوحدة الوطنية ولم يعد مقبولا من أحد الاكتفاء بالنظر من البرج العاجي بل اليوم الميدان هو الفيصل في العلاقة والتحدي وممارسة الصمود عملا وسلوكا.

ولتكن فعاليات نضالية جماهيرية مستمرة في كل مواقع المواجهة ولنا في انتفاضة 1987 دروسا وعبر وعدا ذلك فان التاريخ لن يرحم أحد قصر واتقاعس …