4:34 صباحًا / 13 يوليو، 2025
آخر الاخبار

في مرمى الخطر ، عائلة الشيخ عمر في بروقين ، سجن بلا قضبان وليل لا ينام ، بقلم : آثار عبية

في مرمى الخطر ، عائلة الشيخ عمر في بروقين ، سجن بلا قضبان وليل لا ينام ، بقلم : آثار عبية

في مرمى الخطر ، عائلة الشيخ عمر في بروقين: سجن بلا قضبان وليل لا ينام ، بقلم : آثار عبية

في الزاوية الغربية لمحافظة سلفيت، وتحديدًا في بلدة بروقين، لا يعيش الناس فقط تحت الاحتلال، بل يواجه بعضهم كابوسًا يوميًا من الخوف والترويع، كما هو حال عائلة حمودة أسعد الشيخ عمر، التي تحولت حياتها إلى حالة حصار دائم داخل منزلها، وسط سكون الليل المرعب وجنون المستوطنين المتربصين.

يتكون بيت العائلة من طابق بسيط على أطراف البلدة، يقع مباشرة بمحاذاة طريق استيطاني شقه المستوطنون مؤخرًا بجرافاتهم، بغطاء من قوات الاحتلال. لم يعد هذا المنزل مكانًا للسكن والسكينة، بل بات سجنًا بلا قضبان، كما يصفه حمودة الشيخ عمر، رب الأسرة، الذي يعيش مع زوجته وطفليه في رعب دائم.

ويقول حمودة “كل ليلة، أتحصن على النوافذ، أراقب الشارع، أخشى أن يتسلل أحدهم. حياتنا انقلبت رأسًا على عقب… نحن هدف مفتوح، لا جدران تحمينا ولا قانون يردعهم.”

تعرض البيت مرارًا للرشق بالحجارة الكبيرة من قبل المستوطنين. وفي آخر الاعتداءات، تناثرت الصخور في ساحة المنزل، كأنها رسائل رعب متعمدة، وسط صمت الجنود الذين وقفوا على مقربة، يشاهدون ولا يتدخلون.

ويتابع حمودة:

“المستوطنون صاروا يتجولون بحرية أمام بيتي، يتقدمون حتى سور الحديقة الخلفية، يتفحصون المكان وكأنهم يخططون لشيء أكبر. نحن لا نملك شيئًا نحتمي به سوى أبواب مغلقة وقلوب خائفة.”

التهديد لا يقتصر على الحجارة، بل يمتد إلى النفس والعقل. طفلا العائلة، خصوصًا الصغير الذي لم يتجاوز الخامسة، يعاني من كوابيس واضطرابات نوم. تقول الأم، جيهان


“طفلي يصرخ في نومه، يختبئ خلفي عند أي صوت… لم يعد يثق بالليل. نعيش كل ليلة في حالة طوارئ وكأننا في منطقة قتال.”

اختارت العائلة العزلة خوفًا من الخروج، فالسهرات توقفت، والزيارات انقطعت، والأقارب باتوا يتجنبون المرور، خشية الوقوع في كمين أو التعرض لهجوم.


جيهان تصف ذلك بمرارة:

“بيتنا بات مثل نقطة مراقبة مهجورة… لا نغادر، ولا يقترب منا أحد. نعيش في وحدة خانقة، ننتظر أي طارق على الباب بقلب مرتجف.”

حتى رب الأسرة، الذي كان يعمل خارج القرية، اضطر للتوقف عن العمل والتفرغ لحماية أسرته. اختار البقاء قرب بيته، لأن لا أحد سواه يمكنه أن يكون الدرع البشري الذي يحمي العائلة من خطر محتمل في أية لحظة.

عائلة الشيخ عمر لم تعد فقط ضحية لممارسات الاستيطان، بل أيضًا ضحية للصمت الرسمي والخذلان الدولي. هم لا يطلبون معجزات، بل سياجًا يحمي أطفالهم، جدارًا يقيهم من الحجارة، وأساسًا من الأمان يسمح لهم بالنوم لليلة واحدة دون رعب.

يختم حمودة بحزن وغضب:

“نناشد كل الضمائر الحية… لسنا أكثر من عائلة بسيطة تريد فقط أن تعيش. نريد أن نُحصّن بيتنا، نحمي أولادنا، نعود بشرًا كما كنا.”

في قرى سلفيت، وفي بقاع كثيرة من فلسطين، تتحول البيوت إلى خطوط تماس، وتصبح الأسرة الفلسطينية خط الدفاع الأول في معركة غير متكافئة، معركة البقاء.

بين الصمت، والحجارة، وصراخ الأطفال، تكتب عائلة الشيخ عمر سطور صمود يومية في دفتر الوطن.

شاهد أيضاً

مقتل امرأة وإصابة أخرى في جريمة إطلاق نار في اللد

شفا – قتلت امرأة عربية وأصيبت أخرى بجروح حرجة، وهما في الخمسينيات والأربعينيات من عمريهما، …