
شفا – قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إن الصين تعطي دائما أولوية لإندونيسيا في دبلوماسية الجوار الخاصة بها.
وأعرب لي عن استعداد الصين لتعميق التعاون الاستراتيجي الشامل مع إندونيسيا، ودعم المصالح الأساسية والشواغل الرئيسية لكل منهما بقوة.
أدلى لي بهذه التصريحات خلال محادثاته مع رئيسة مجلس النواب الإندونيسي بوان ماهاراني.
وأشار إلى أنه في إطار التوجيه الاستراتيجي من رئيسي الدولتين، شهدت العلاقات الصينية-الإندونيسية تطورا مستمرا وقويا.
وأوضح لي أنه في ظل الوضع الدولي المتقلب الراهن، يتعين على البلدين الاتحاد والتعاون بشكل أوثق، ليس فقط باعتبار ذلك حاجة عملية لتعزيز قضيتي التحديث لدى كل منهما، بل أيضا لما لذلك من أهمية في تعزيز السلام والتنمية في المنطقة والعالم بأسره.
وأعرب لي عن استعداد الصين أيضا للانضمام إلى إندونيسيا في المضي قدما بالصداقة التقليدية لكل منهما، وترسيخ التعاون في “الركائز الخمس” المتمثلة في السياسة، والاقتصاد، والتبادلات الشعبية والثقافية، والشؤون البحرية والأمن، بما يعود بمزيد من المنافع على شعبي البلدين.
وقال إن الجانب الصيني مستعد للعمل مع إندونيسيا لتعزيز التبادلات الودية بين الهيئتين التشريعيتين والتعاون الحزبي لدى البلدين، وتعزيز التواصل بشأن السياسات وتبادل خبرات الحوكمة، داعيا الجانبين إلى تحقيق إنجازات أكبر في مسيرة الصداقة لديهما.
وحث لي الجانبين على ضمان تنفيذ المشروعات البارزة والمهمة مثل مشروع خط سكة حديد جاكرتا-باندونغ فائق السرعة، وتيسير التجارة والاستثمار على نحو متبادل، والعمل معا على تهيئة بيئة أعمال نزيهة ومواتية.
وقال إنه ينبغي توسيع التعاون في المجالات الناشئة مثل الاقتصاد الرقمي، والتنمية الخضراء، والذكاء الاصطناعي، بما يعزز المنفعة المتبادلة على مستوى أعلى وتحقيق نتائج مربحة للجانبين.
وأعرب لي عن استعداد الصين لتعزيز التواصل والتنسيق مع إندونيسيا في إطار الآليات متعددة الأطراف، بما في ذلك الأمم المتحدة، والعمل المشترك على التمسك بالأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية، وحماية نظام التجارة متعدد الأطراف وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية.
كما دعا البلدين إلى معارضة الأحادية والحمائية وسياسات القوة، والمضي قدما بروح باندونغ المتمثلة في التضامن والصداقة والتعاون، وضخ الاستقرار واليقين في قضية السلام والتنمية على الصعيد العالمي.
من جانبها، قالت بوان إن التبادلات بين الهيئتين التشريعيتين تلعب دورا حيويا في تعزيز العلاقات الثنائية وتعميق الصداقة بين شعبي البلدين.
وجدّدت التأكيد على الالتزام الثابت لمجلس النواب الإندونيسي بمبدأ صين واحدة، معربة عن أملها في أن يشكل هذا العام، الذي يوافق الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والذكرى الـ70 لمؤتمر باندونغ، فرصة رئيسية للبناء على الإنجازات السابقة والسعي نحو إحراز تقدم جديد.
كما دعت رئيسة مجلس النواب إلى تعزيز التبادلات بين الهيئتين التشريعيتين في البلدين، وتوسيع التعاون في مجالات التجارة والاقتصاد والتعليم والسياحة وغيرها من القطاعات ذات المنفعة المتبادلة، من أجل الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة تحقق منفعة أفضل للشعبين.
ولفتت بوان إلى أن إندونيسيا تقدر دعم الصين للوضع المركزي لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، معربة عن استعداد بلادها لتعزيز التعاون الإقليمي من أجل دفع السلام والازدهار في جميع أنحاء المنطقة.
كما شددت على الموقف الراسخ لإندونيسيا في التمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والدعوة إلى التسوية السلمية للخلافات.
وأعربت بوان كذلك عن استعداد إندونيسيا لتعزيز التواصل والتنسيق مع الصين إزاء الشؤون متعددة الأطراف، والعمل معا على مواجهة حالة عدم اليقين في المشهد الدولي، والتمسك بنظام التجارة متعدد الأطراف وفي القلب منه منظمة التجارة العالمية، وحماية المصالح المشتركة للدول النامية.