9:41 مساءً / 23 مايو، 2025
آخر الاخبار

ماذا لدينا في مواجهة مشروع استيطاني منظّم؟ بقلم : د. عمر السلخي

ماذا لدينا في مواجهة مشروع استيطاني منظّم؟ بقلم : د. عمر السلخي

في الوقت الذي يزحف فيه المستوطنون على الأرض الفلسطينية بكل ما لديهم من عقيدة ومنهج ودعم، تتبدّى أمامنا الحقيقة الصارخة: نحن نواجه مشروعًا استعماريًا استيطانيًا منظمًا، مدروسًا، ومؤمنًا بفكرته حتى النخاع. لا يتحركون عشوائيًا، بل بخطط دقيقة للانتشار، الزحف، الترويع، المصادرة، وإحراق كل ما له علاقة بالحياة الفلسطينية، مستندين إلى رؤية دينية-سياسية تُقدّس الأرض وتربطها ببقاء “دولتهم”.

فماذا لدينا نحن في المقابل؟

لسنوات، كانت ردات فعلنا موسمية، مشروطة بالحدث، يغلب عليها الطابع العاطفي، وتفتقر غالبًا إلى التخطيط الطويل النفس. نفتقد لرؤية وطنية جامعة تقود المشهد، ونُعاني من تآكل الثقة بين المواطن ومؤسساته، ومن تفكك اجتماعي يحوّل المعاناة الفردية إلى قصص منعزلة، بلا إطار نضالي جامع.

نحن أصحاب حق، بلا شك. ونملك أرضًا مشبعة بالتاريخ والذاكرة. ونملك شعبًا أثبت، مرارًا، أنه لا ينكسر. لكن وحده الحق لا يكفي. المشروع الاستيطاني لا يهاب الخطابات، ولا يتراجع أمام الدموع. هو يقف أمام من يملك مشروعًا مثله: واضح المعالم، طويل الأمد، مبني على التنظيم لا على الارتجال.

فلنتوقف لحظة ونسأل بصراحة: هل لدينا اليوم رؤية وطنية شاملة للمواجهة؟


هل نُحسن توظيف الرواية الفلسطينية عالميًا؟
هل ندعم صمود المواطن في أرضه بالمال والطب والتعليم؟
هل نعلّم أبناءنا أن حماية الأرض تبدأ من زرع وعي الانتماء لا فقط من حمل الحجر؟

ما نحتاجه اليوم:

مشروع وطني موحد، لا يساوم على الحقوق ولا يفرّط في أدوات المقاومة.

إعلام فاعل ومحترف، يُخاطب العالم بلغته ويُحرّك مشاعره ووعيه.

مؤسسات تخدم المواطن ولا تتسلّق على معاناته.

اقتصاد مقاوم يحصّن الأرض من التسريب والتبعية.

وحدة شعبية تنسج التضامن من نابلس إلى الخليل، ومن الزاوية إلى بروقين وكفر الديك.

نعم، المستوطنون لديهم خطة…
لكن بإمكاننا أن نكون الخطة المضادة.
بشرط أن نُؤمن بفكرتنا، كما يؤمنون هم بخرافتهم.

شاهد أيضاً

منسقو التعاونيات في الائتلاف التربوي الفلسطيني يعقدون لقاءً تنظيميًا ويستعرضون إنجازات نموذج المناصرة المجتمعية في التعليم

شفا – في إطار تعزيز العمل التعاوني والتخصصي في الدفاع عن الحق في التعليم، عقد …