4:18 مساءً / 22 مايو، 2025
آخر الاخبار

تأملات لرواية (الحياة كما ينبغي) للروائي (د. أحمد رفيق عوض) بقلم : المفكر الإسلامي محمد نبيل كبها

تأملات لرواية (الحياة كما ينبغي) للروائي (د. أحمد رفيق عوض) بقلم : المفكر الإسلامي محمد نبيل كبها


أعرف “د. أحمد رفيق عوض” جيداً على الصعيد الشخصي، وهو بمثابة أخ كبير بالنسبة لي، حيث لا ننقطع عن رؤية بعضنا بين الفينة والأخرى، وهو كشخص لطيف الصوت، حلو الشمائل، رخيم النغمة، موزون الحركة، لذيذ المُفاكهة.


أما كمثقف فهو واسع الثقافة، حيث نجتمع ونتناول الأبستمولوجيا بأنواعها “الواقعية، الاجتماعية، البراغماتية.. وغيرها”، والأنثروبولوجيا بأشكالها ” البيولوجية، اللغوية، الثقافية.. وغيرها”، واللاهوت بأذرعه “النظامي، العملي، الكتابي..

وغيرها”، والفلسفة برؤوسها “الطبيعية، المثالية، الواقعية.. وغيرها”، والدين بشرائعه “الاسلامي، المسيحي، اليهودي

.. وغيرها”، والسياسة بطرائقها “الشيوعية، الديموقراطية، الديكتاتورية.. وغيرها”، والعديد من الحقول والمجالات.
أما كروائي وكاتب فهو بارع، يعيد رسم المشهد الفلسطيني في سردية فلسطينية مقاومة ومجابهة لسردية الاحتلال الضِّلّيلة، ويحوّل كل خبرٍ أو حدث إلى لوحةٍ فنيةٍ ينثرها في احدى الصحف الفلسطينية، أو في رواية.. كهذه التي بين يدي “الحياة كما ينبغي”.


تدور وقائع الروايّة حول شخصيّة “راشد المحمود” وهو من بلدة “يعبد” غرب مدينة جنين.
شاب في مقتبل عمره تخرّج في الجامعة، ولم يعثر على وظيفة، فقرر العمل في شركة تجارية كموزع بضائع في مركبة تجوب محافظة جنين بقراها ومدنها.


تزوّج ابنة جيرانهم قهرا وليس عن قناعة منه، وكان لم يتجاوز الثلاثين ربيعا، وانطلق مشواره النضالي عندما رفض سلوك جنود الاحتلال العنجهي والحقير على حاجز الحمرا الواصل بين مدينتي أريحا وجنين أثناء عبوره بمركبته التجارية هناك.
حيث كان جنود الاحتلال يقومون بتعطيل المركبات كعقاب جماعيّ متعمّد دون سبب، فلم يحتمل ذلك وقام بتوبيخهم، لتكون العاقبة أن أطلق جنود الاحتلال النيران على قدمه، ليسقط على الأرض بين دمائه، ثم قاموا بوضع سكين بمقربة منه، وكانت النتيجة هي الحكم عليه بمحاولة الشروع بالقتل، واتخذ قرارا بزجه خلف القضبان في معتقل النقب الصّحراوي لخمس سنوات.


وعندما خرج من السجن بدأ بعمله النضالي، حيث استهدف دوريّة عسكريّة قرب حاجز في سهل عرّابة، وقتل ضابط اسرائيلي، ثم انسحب واختبئ في مخزن بيت أحدهم ليلة بسوادها، حتى الصباح، وفي اليوم التالي نقل إلى مخيم جنين بناءاً على طلبه.


وكان قائد المنطقة الاسرائيلية يبحث عنه في كل أرجاء المنطقة، يجلد البلد بأكملها للوصول الى راشد، فعاقب والده ووالدته المريضة كي يصل الى راشد المتحصن في مخيم جنين.
وتنتهي الرواية بسقوط كابتن المخابرات “ابي السعيد” ضحية مؤامرة حاكتها زوجته ومتخابرين من هؤلاء القادة ومتعاونين معها من نساء أخريات، فقرر قتلها ومن ثم الانتحار، وهذا ما حدث بالفعل قبل أن يتمكّن من الوصول إلى راشد.

انتهت الراوية..


تجاوز د.أحمد رفيق عوض بدوره التقليد -الذي ما زال يسوقه معظم الكتاب والأدباء الفلسطينيين- في نقل الرواية والسردية الفلسطينية، حيث سلّط الضوء في روايته على عدّة محاور، من جملتها تفكك الداخل الاسرائيلي، ولحمة الجسد الفلسطيني، وتكاتف أبناء الشعب الفلسطيني.


عزيزي وصديقي وأخي الكبير د. أحمد رفيق عوض، تنساب الكلمات في روايتك كأنهارٍ من نورٍ وضياء، معلنةً أن الكتابة الملتزمة هي نبراسٌ يستنهض الضمائر والحقائق، وكأنها قطرات ماء زلال بين يدي العطاشى، فتعيد بيدك الحانية رسم المشهد الفلسطيني الثائر كما هو، دون تزييف أو مبالغة، وتلعب أصابعك دوراً هاماً في خلق الوعي الفلسطيني والفكر الوحدوي في مجتمعنا.


أنا لست جيداً أخي د. أحمد في تصفيت العبارات الرومانسية، ولكنك منارةُ لكل من يبحث عن الخبر الصادق والرواية الفلسطينية التي تفرض حضورها النوعي في ميادين الأدب والثقافة والسياسة.


المفكر الاسلامي محمد نبيل كبها
عضو اتحاد كتاب وأدباء فلسطين
عضو اتحاد كتاب وأدباء العرب
عضو الاتحاد الدولي للمثقفين العرب

شاهد أيضاً

الصين تدعو إلى إجراء تحقيق شامل في إطلاق الاحتلال النار نحو دبلوماسيين في جنين

الصين تدعو إلى إجراء تحقيق شامل في إطلاق الاحتلال النار نحو دبلوماسيين في جنين

شفا – دعت الصين، اليوم الخميس، إلى إجراء تحقيق شامل في إطلاق الجيش الإسرائيلي النار …