شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
سلفيت تختنق تحت الحصار ، نداء من كفر الديك وبروقين إلى ضمير الوطن ، بقلم : د. عمر السلخي
منذ أشهر وسلفيت تعيش على وقع حصار قاسٍ، لكن ما يجري اليوم في بلدتي كفر الديك وبروقين يرتقي إلى مستوى الجريمة المنظمة بحق الإنسان الفلسطيني. فالاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي بالاقتحامات الليلية، وعمليات الاعتقال اليومية، وتجريف الأراضي الزراعية، بل يُحكم الخناق على الأهالي من خلال إغلاق المنافذ الحيوية وقطع شرايين الحياة الواصلة إلى مركز المحافظة.
النتيجة؟ عزلٌ كامل لمركز محافظة سلفيت، حيث توقفت خدمات الصحة والتعليم والتنقل، وارتبكت الحياة اليومية لعشرات آلاف المواطنين، من طلابٍ ومرضى وعمال ومزارعين، وأسرٍ لا ذنب لها سوى أنها تقف على خط المواجهة الأول مع الاستيطان.
في كفر الديك، يُمنع الناس من الوصول إلى مشافي المدينة، وتتعذر على سيارات الإسعاف دخول البلدة إلا بشقّ الأنفس. المدارس تُقتحم، والمساجد تُدنّس، والمخابز تُغلق تباعًا مع نقص حاد في الطحين والغاز. أما بروقين، فتعاني من كارثة مشابهة: اقتحامات عنيفة، تجريف أراضٍ، ومداهمات للمنازل التي تحوّل الكثير منها إلى نقاط تمركز عسكرية. ولا صوت يعلو فوق صوت الخوف.
لكن وسط هذا الظلام، يعلو صوت الأهالي، الذين ما زالوا يقاومون بالصبر، ويثبتون رغم الخذلان. نساءٌ يخبزن في التنكات، وأطفالٌ يدرسون على ضوء الشموع، وأمهاتٌ يوزعن ما تبقى من الحليب على الجيران. إنها ملحمة إنسانية تجري بصمت، لا تلتقطها الكاميرات، لكنها تنغرس في ضمير هذا الوطن.
إن ما تتعرض له محافظة سلفيت اليوم لا يمكن التعامل معه كخبر عابر. إنه اختبار حقيقي للقيادة، وللحكومة، ولجميع مكوّنات العمل الوطني. وعليه، فإننا نُجدد الدعوة إلى عقد اجتماع عاجل للحكومة الفلسطينية في محافظة سلفيت المحاصرة. فالميدان هو المكان الطبيعي للحكومة في مثل هذه اللحظات المفصلية، والحضور الميداني هو الرد الأبلغ على العدوان.
إن سلفيت لا تطلب المستحيل. هي فقط تريد أن تشعر أن هناك من يسمع أنينها، من يقف إلى جانبها، من يشاركها وجعها.
فهل نجيب النداء… أم نتركها تصرخ وحدها في وجه الجلاد؟
