
د. مجدلاني : يجب تحقيق وحدة الحركة العمالية على أسس ديمقراطية وضمان عمل لائق دون عوائق
شفا – بدأ اتحاد نضال العمال الذراع العمالي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني اعمال مؤتمره العام الخامس، بحضور وطني ودولي دبلوماسي ونقابي وحزبي حاشد.
وتخلل أعمال المؤتمر وقفة خارج مقر انعقاده اسنادا لعمال وأبناء قطاع غزة الذين يواجهون مجازر متصاعدة ومجاعة في ظل مستويات قياسية من البطالة والفقر وكارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الإنساني.
وينظم المؤتمر تحت شعار” قوة الطبقة العاملة في وحدتها وتنظيمها”، في قاعة النضال بالمقر العام للجبهة في مدينة البيرة وعبر تقنية الزوم في غزة و21 فرعا في مختلف الساحات العربية والدولية، بمشاركة 479 عضو مؤتمر بضمنهم 140 عضوا منتخبا من القواعد العمالية في النقابات والاتحادات.
واستهل المؤتمر، بجلسة افتتاحية تولت عرافتها الإعلامية براء عماد، حضرها أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وامناء عامون، وممثلو القوى الوطنية، والنقابات والاطر والاتحادات العمالية والاطر الشعبية، وأعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد لدى دولة فلسطيني على رأسهم سفراء الصين وروسيا وفنزويلا وعمان وممثلي عن سفارة جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية.
فيما تلقت رئاسة المؤتمر عشرات برقيات التضامن والتهنئة من الأحزاب والنقابات والاتحادات محليا وعربيا ودولية تمنت للمؤتمر النجاح في اعماله.
وافتتحت الجلسة بالنشيد الوطني الفلسطيني ودقيقة صمت اجلالا لأرواح شهداء لقمة العيش والطبقة العاملة وشهداء الشعب الفلسطيني أعقبت بترديد الحضور نشيد العمال قبل تكريم كوكبة من قادة العمل النقابي.
وحظي المؤتمر بكلمات القاها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، د. احمد مجدلاني، وكلمة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الأمين العام لحزب فدا صالح رأفت، وكلمة الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد، وكلمة الجبهة العمالية الموحدة لدعم الشعب الفلسطيني سكرتير الحزب الشيوعي العراقي سمير عادل، فيما استهلها سكرتير اتحاد نضال العمال عضو المكتب السياسي للجبهة محمد علوش بكلمة ترحيب.
وحيا المتحدثون الطبقة العاملة الفلسطينية مشيدين بدورها الطليعي البارز والمتقدم في النضال الوطني ضد الاحتلال ومخططاته وبالتضحيات الجسام التي قدمتها على درب الحرية والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطيني وعاصمتها القدس وعلى صعيد النضال المطلبي والنقابي المتقدم والملهم للعمل في المنطقة والعالم.
كما وثمن الخطباء جهود اتحاد نضال العمال ودوره ومساهمته في الحركة العمالية والنقابية ودعواته وجهوده الدائمة من اجل توحيدها على أسس ديمقراطية ووطنية تضمن العدالة وحقوق العمال بما في ذلك العمل اللائق والضمان الاجتماعي وتطوير قانون العمل الفلسطيني بما يحفظ الإنجازات ويراكم المكتسبات التي تحققت بجسام التضحيات وبالنضال المرير على مدى عقود.
واضحو أن المؤتمر ينعقد في ظرف حساس ومرحلة دقيقيه تتفاقم فيها التحديات في ظل حرب إبادة جماعية وعدوان وتدمير شامل يدفع العمال ثمنه الأكبر من دمهم وقوت أطفالهم حيث تفوق البطالة 52% والفقر 58 % مع استمرار فقدان فرص العمل ومصدر الدخل جراء سياسات الاحتلال واجراءاته، داعية الى تكثيف الجهود من اجل ترسيخ وحدة الحركة العمالية والنقابية. وتطوير القوانين الخاصة بالعمال والعدالة الاجتماعية.
ولفت د. مجدلاني في هذا السياق ان المؤتمر ينعقد تحت شعار قوة الطبقة العاملة في وحدتها وتنظيمها. وفي سياق احتفال العالم بالأول من أيار بعيد العمال العالمي لتجديد العزم على التمسك بالإنجازات الكبيرة لحقوق العمال التي تحققت عبر تضحيات كبيرة قدمتها الحركة العمالية العالمية خلال العقود الماضية، هذه الحقوق والمكتسبات يجري الهجوم عليها وإفراغها من محتواها مع عودة أزمات الرأسمالية العالمية وتفاقم الصراع بين مراكزها.
وقال: قبل خمسة وعشرون عاما، اطلقت منظمة العمل الدولية مفهوم العمل اللائق كضمان للمساواة بين الجنسين، والالتزام باتفاقيات العمل الدولية والحريات النقابية والتعددية النقابية، وتوفير شروط وظروف العمل اللائق في أماكن العمل ، والضمان الاجتماعي والصحي حيث وقعت دولة فلسطين اتفاقية لتطبيق أجندة العمل اللائق في فلسطين عام 2011، وبدأنا في خطوات لمراجعة تشريعات العمل ، ووضع الأنظمة التي من شأنها تجسد التزامنا بها سواء بالحد الأدنى للأجور، وعمالة الأطفال والنساء ، وتوفير فرص العمل اللائق والتشغيل الذاتي، هذه الأجندة اليوم بحاجة لمراجعة وتحديث مع التمسك بمواصلة العمل مع كافة الشركاء الاجتماعيين على مواصلة تطبيقها بدعم وتنسيق مع منظمة العمل الدولية .
ولفت الأمين العام أن احتفالنا بفلسطين بيوم العمال يأتي في سياق استمرار حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشامل لقطاع غزة، الذي كانت تداعياته على شعبنا الفلسطيني بكل شرائحه الاجتماعية وفي مقدمتها عمالنا الذين فقدوا مصدر رزقهم وتدمرت منشاتهم قطاع غزة والضفة الغربية حيث يشل الحصار والإغلاق سوق العمل الفلسطيني ، ووحدة الدورة الاقتصادية وتكاملها جغرافيا وقطاعيا ، وتعطل انتقال العمال الأراضي المحتلة عام ٤٨ ، الذي كانت نتائجه كبيرة ومؤثرة على الناتج المحلي الجمالي وتفاقم البطالة والفقر، مع تراجع قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها اتجاه القطاعات المجتمعية على وجهه التحديد الخدمات الاجتماعية المختلفة، كنتاج لسياسة حكومة الاحتلال بسرقة أموال دافع الضرائب الفلسطيني التي تشكل الأساس في إيرادات السلطة الوطنية الفلسطينية، وتراجع الدعم المالي الدولي والعربي والإقليمي الى مستويات غير مسبوقة.
ورأى ان تفاقم الأزمة المعيشية مع ازياد الغلاء على السلع والخدمات وفي مقدمتها السلع الأساسية بات يهدد السلم الأهلي والمجتمعي محذرا من انفلات الوضع في غزة وسيطرة العصابات المسلحة التي ترعاها حركة حماس وقيامها بعمليات السلب والنهب ليس فقط لمخازن الأغذية للمنظمات الدولية العاملة بقطاع غزة، بل تعدى ذلك لسلب ونهب لما تبقى في جيوب المواطنين البائسين الذين فقدوا كل شيء جراء مغامرات قيادة حركة حماس.
وقال: امام هذه التداعيات الخطيرة اطلقنا مبادرتنا في احتفال الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين لتشكيل لجنة من دائرة العمل والتخطيط، ودائرة المنظمات الشعبية في منظمة التحرير ، ومفوضية المنظمات الشعبية في حركة فتح ، ووزارة العمل في الحكومة الفلسطينية لإنجاز ما تعطل إنجازه خلال السنوات السابقة من تشريعات واتفاقيات تحافظ على السلم الأهلي والمجتمعي بمراجعة قانون تنظيم العمل النقابي في فلسطيني، والذي اعد بسلسلة حوارية طويلة من الشركاء الاجتماعيين ولا نرى مبررا من تأخير اقراره لتنظيم العمل النقابي في فلسطيني. واقرار قانون الضمان الاجتماعي الذي مضى على تعليق تطبيقه نحو عشرة أعوام ، وتطبيقه اليوم ليس بحاجة لسوى إرادة سياسية قوية تتجاوز قوى الضغط التي عطلت تطبيقه لاعتبارات لم تكن خافية على احد .
وشدد د. مجدلاني على أهمية وحدة الحركة العمالية الفلسطينية على قاعدة الاتفاق المبرم منذ عام 2015 ما بين الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، والاتحاد العام لعمال فلسطين بموافقة وضمانه كافة القوى السياسية الفلسطينية، ولا نرى سببا يعيق تطبيقه انطلاقا من المبادئ المتفق عليها، وفي مقدمتها التمسك بالحريات بالنقابية والتعددية النقابية، وتعزيز وتطوير صيغة الاتحاد الكونفدرالي مابين الاتحادين والتمثيل للاتحاد الأكثر تمثيلا في المحافل الدولية والإقليمية، حيث لاقت مبادرتنا القبول الفوري من كافة الأطراف ما يستلزم التحرك الجاد من قبل الجميع للتأكيد على الالتزام بعناصرها، ودعوة اللجنة المقترحة لوضع خطة للعمل الفوري لتحقيقها، وبما يمكنا من تعزيز جبهتنا الداخلية وتقوية نسيجنا الاجتماعي والوطني ، والحفاظ على وحدتنا المجتمعية والسياسية تحت راية منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .
وشدد علوش في مستهل الجلسة على أن اتحاد نضال العمال ومؤتمره هذا، يشكل أحد روافد الحركة العمالية والنقابية الفلسطينية وأنه يصب في اطار بلورة صيغ والدفع برؤى تسهم تعزير حقوق ومكتسبات العمال بما في ذلك تطبيق قانوني الضمان الاجتماعي والعمل ، وتعجل في وحدة حقيقية للحركة العمالية والنقابية في الممارسة النقابية والعمل التنظيمي المطلبي ضمن شراكة ديمقراطية على أساس كونفدرالي يعزز مصالح العمال وحقوقهم في الوطن والشتات وأن المؤتمر محطة مهمة على هذا الطريق.
وتوقف عضو اللجنة التنفيذية صالح رأفت امام معاناة العمال الفلسطيني في إطار حرب الإبادة والعدوان الشامل داعيا الى تضافر كل الجهود الشعبية والرسمية والأهلية وبما في ذلك أطراف الإنتاج الثلاث الى تكثيف الجهود للتخفيف من وطأة المعاناة وتداعياتها ومن اجل وحدة الحركة النقابية وانعاش بيئة العمل والعمل اللائق، بما في ذلك تطوير قانون التنظيم النقابي وقانون العمل وكذلك الضمان الاجتماعي ووضعها قيد التنفيذ، عبر التعاون الجاد بين أطراف عملية الإنتاج وضمان حرية التنظيم والعمل النقابي وفي مواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي.
واضافة الى ما تقدم من قضايا، تناول شاهر سعد الجهود التي يبذلها الاتحاد على المستوى الدولي كاشفا عن تطورات مهمة على صعيد رفع دعوى قضائية ضد حكومة الاحتلال امام محكمة العدل الدولية، من جانب وجهود رفع مكانة فلسطين في منظمة العمل الدولية من حركة تحرر الى دولة عضو مراقب الشهر المقبل داعيا الأصدقاء وفي مقدمته سفراء الدول ممن حضروا المؤتمر اليوم الى دعم جهود فلسطين على هذا الصعيد.
واعرب سمير عادل في كلمة من بغداد عن سعادته للمشاركة في المؤتمر الذي يعقد في لحظة تاريخية و ظل ابشع الجرائم واللحظات المفروضة على الشعب الفلسطيني وطبقته العاملة، معربا عن امله في الحضور شخصيا الى فلسطين للمشاركة في المؤتمر التالي.
واكد وقفوف الجبهة والشيوعي العراقي بقوة وثبات مع الشعب الفلسطيني ونضاله وحقوقه الوطنية المشروعة وفي مواجهات الاحتلال والعدوان مشددا على السلام لا يمكن ان يتحقق عبر بوابة الاقتصاد وانه لا امن ولا استقرار في المنطقة دون استعاد الشعب الفلسطيني لحقوقه على ترابه الوطني.
ودعا كمن سبقه من المتحدثين الى استنهاض وتحشيد عمال العالم ونقاباتهم من اجل دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقاطعة الاحتلال ومنع الاستثمار في مؤسساته والتظاهر ضد جرائمه لخلق ضغط فاعل على الأنظمة والحكومات يجبرها على إعادة النظر في مواقفها الداعمة والمنحازة للاحتلال.
ويأتي انعقاد مؤتمر اتحاد نضال العمال بعد أن سبقة مؤتمر اتحاد المرأة وبانتظار عقد مؤتمري شباب النضال والنقابات المهنية خلال الصيف الجاري تحضير للمؤتمر العام الثالث عشر للجبهة قبل نهاية العام والذي اكد الأمين العام أن المرأة ستمثل فيه بواقع 42% من أعضاء المؤتمر، فيما يحظى العمال بنسبة اكبر.
هذا ومن المنتظر أن يناقش المؤتمر في جلسات مغلقة جملة من الأوراق بما فيها التقارير الإدارية والمالية والمبادرات العمالية قبل أن ينتخب مجلسا إداريا للاتحاد من 51 عضوا ليقوم بدوره بانتخاب المكتب التنفيذي ومن ثم سكرتير الاتحاد.
وكرم المؤتمر في ختام جلسته الافتتاحية عائلات المؤسسين لاتحاد نضال العمال والذين كان له دروا هاما في الحركة النقابية العمالية ،عائلة الرفيق نبيل القبلاني “ابو حازم”، والراحل النقابي يوسف ورواد ،وابو الرائد العاصي، وجورج حزبون، عاطف السويركي ” ابو حسونه” ، محمد كليبي.




















