
تعاونية السياسات حين تموت المبادرات ، الإئتلاف التربوي الفلسطيني مقاليع التعاونيات ، بقلم : نسيم قبها
لا يمكن فصل إصلاح التعليم عن الإصلاح الذاتي السياسياتي والاجتماعي الشامل. فالتعليم ليس مجرد وسيلة للحصول على شهادة، بل أداة لتحرير العقل وبناء مجتمع قائم على المعرفة والعدالة. يجب أن تتحول السياسات التعليمية الفلسطينية من النموذج التقليدي إلى أنموذج ديناميكي يعزز الإبداع والاستقلالية الفكرية في سياق إعادة صياغة الفلسفة ببعدها التقدّمي ، الذي يركز على الإنسان ( أنسنة التعليم) لا على الشهادة ومدارس التحفيظ ، ما يعني تفعيلا للاشتباك المجتمعي التشاركي الإيجابي ، والذي يفضي لصناعة قرارات خطيرة وملهمة في سياسات التعلم والتعليم البنكي .
في هذا المنظور، يمكن أن نتحدّث عن ذاتنا التربوية البسيطة التي نكتبها ليس بصفتنا ( نحن) المطبّعين ( بفتح شدة الباء) والتي تقدمنا للوجود كوجبة تعليمية خفيفة منتهية الصلاحية ؛ وبالنتيجة يحضر هذا الضرب من الحوارات التربوية لتعاونية تقتحم الخصوصيات النفضوحة ، بوصفها وسيطا تخييليا واقعيا لتحقيق المفارقة بين ذات «المرجع الرسمي» وذات «الموضوع المحكي» في هذه الحوارات التعليمية التي تطلق رياح التغيير . هذه التعاونية لن تنحرف عن النموذج القاعدي للميثاق السيرذاتي الذي وجدت لأجله ، فهي لن تتردّد في أن تقترض من إمكانياتها الخطابات المتنوعة في الشكلَ التربوي الذي يتطلّبه السارد الذاتي والغيري والجمعي ، ما يجعلها توائم أفقه النظريات ومصادرها وموادّ بنائها ، على نحوٍ يُزيحها عن واقعها القابل للتجريب لصالح المتخيّل المجرّب، وصنوف شتى من الاستيهام والخطا الجريئة في صياغة سياسات غير عرجاء. ومن هنا، صارت هذه التعاونية لزاما أن تقدم نفسها بوصفها الوسيلة المثلى للإجابة عن أزمة الذات التعلمية الفلسطينية الحاضرة من جهة، ومن أجل تحليل الصعوبات والتكلّسات التي تواجه دحرجة المسيرة في تعليم مغاير ، وقادر على تطويع الزمن في منهاج فرط ضوئي.
فقط بتبني رؤية فلسفية تربوية جديدة يمكن للتعليم الفلسطيني أن ينتج أجيالاً قادرة على مواجهة تحديات المستقبل الذي قد يشابه سوء هذا الحاضر.