شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
من أجل فلسطين ، الرئيس القادم يجب أن يكون خيار الشعب ، بقلم: المهندس غسان جابر
في هذه المرحلة المفصلية التي تمرّ بها قضيتنا الوطنية، تتعالى أصوات الفلسطينيين من كل مكان مطالبةً بإعادة الكلمة إلى أصحابها الحقيقيين: الشعب. فقد طالت سنوات الجمود، وتعمّق الانقسام، وتآكلت الشرعيات، فيما بقيت إرادة الناس غائبة عن مواقع القرار. واليوم، أكثر من أي وقت مضى، بات واضحًا أن الطريق إلى إنقاذ المشروع الوطني الفلسطيني يبدأ من بوابة الانتخابات الشاملة والنزيهة.
إن حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، منذ انطلاقتها، كانت وما زالت تؤمن بأن الشرعية لا تُمنح بمرسوم، ولا تُصادر بتعيين، بل تُبنى من خلال الالتفاف الشعبي حول قيادة تحترم عقول الناس وتخدمهم، لا أن تتحكم فيهم. نحن نؤمن أن فلسطين بحاجة إلى رئيس يُنتخب بقرار حر من أبناء شعبها، لا يُفرض بتوافقات مغلقة أو صفقات تُعقد خلف الأبواب.
الشعب الفلسطيني قدّم عبر تاريخه أغلى التضحيات في سبيل الحرية والكرامة، ولا يمكن أن يُختزل دوره في التصفيق أو الامتثال. نريده اليوم أن يكون في موقع الفعل والتأثير، وأن يقرر مصيره بيده عبر صندوق الاقتراع، لا عبر وصاية سياسية أو حسابات فئوية ضيقة.
الرئيس القادم يجب أن يكون مرآة حقيقية لأحلام الناس، ومعبّرًا عن تطلعاتهم، ومنفتحًا على مساءلتهم، لا أن يكون محاطًا بحواجز من العزلة أو أجهزة لا ترى في الشعب سوى خطرًا يجب احتواؤه. نحتاج إلى قائد يحمل مشروعًا وطنيًا جامعًا، يعيد تصويب البوصلة نحو مواجهة الاحتلال، لا تجاهل أزماته أو الالتفاف حولها.
إننا في “المبادرة” نُجدد التأكيد أن لا خلاص من هذا المأزق إلا عبر انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني، تفتح الباب أمام تجديد حقيقي للحياة السياسية، وتُنهي زمن الاحتكار والجمود. وهذا ليس مطلبًا فئويًا، بل ضرورة وطنية إذا كنا صادقين في سَعينا لبناء دولة حرة وديمقراطية وعادلة.
فليكن صوت الشعب هو الحكم. ولتكن الكلمة الأخيرة لمن دفع الثمن الأكبر – للناس. فإن فلسطين لا تُبنى بالمراسيم، بل بالإرادة الشعبية. وإن الرئيس الذي لا يأتي من صناديق الاقتراع، لا يستطيع أن يقودنا إلى الحرية.
م. غسان جابر (القيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية)
