5:59 مساءً / 30 أبريل، 2025
آخر الاخبار

الديمقراطية الصينية تساهم بنموذج جديد للحضارة السياسية الإنسانية ، بقلم : السفير قوه وي

الديمقراطية الصينية تساهم بنموذج جديد للحضارة السياسية الإنسانية ، بقلم : السفير قوه وي

إن الديمقراطية قيمة مشتركة للبشرية ومثال يعتز به الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني. ولم يوقف الحزب الشيوعي الصيني أبدا جهوده للسعي وراء الديمقراطية وتعزيزها منذ مائة عام على تأسيسه. ودخلت الديمقراطية الصينية إلى مرحلة جديدة وحققت تقدمًا مطردًا وتاريخيًا بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية. منذ المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني في 2012، طرح الحزب الأفكار الرئيسية المتمثلة في الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة التي تعتبر ابتكارا رئيسيا في النظام الديمقراطي الشعبي. في 4 كانون أول 2021، أصدر مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني كتابا أبيض تحت عنوان “الصين: الديمقراطية الفاعلة”، يسلط الضوء على القيم الديمقراطية الصينية وتاريخ تنميتها ونظامها المؤسسي وممارستها وإنجازاتها، بما يساهم بنموذج جديد للحضارة السياسية الإنسانية والممارسات الديمقراطية المتنوعة.


إن الديمقراطية الصينية ديمقراطية جوهرها سيادة الشعب. وتعتبر الديمقراطية الشعبية بعملياتها الكاملة نظاما كاملا مع الآليات والإجراءات الداعمة، وتم اختبارها من خلال المشاركة الواسعة، ودمجت الديمقراطية الانتخابية والديمقراطية الاستشارية، وأسست نظاما ديمقراطيا يغطي أكثر من 1.4 مليار نسمة من 56 مجموعة قومية في البلد الشاسع، مما يتيح مشاركة واسعة ومستدامة لجميع أبناء شعبها.


إن الديمقراطية الصينية ديمقراطية ذات إطار مؤسسي سليم. وظل الحزب الشيوعي الصيني يتمسك بنظام مجلس نواب الشعب كالهيكل الحاكم. في نهاية 2020، كان 2.62 مليون شخص يشغلون مناصب النواب في مجالس نواب الشعب على كافة المستويات في كل أنحاء البلاد، فيما شكلت النواب في مجالس نواب الشعب على مستوى البلدات والأرياف 94.5% من الإجمالي، ويتم انتخاب النواب على مستوى البلدات والأرياف مباشرة من قبل الناخبين على أساس شخص واحد بصوت واحد. وظل الحزب الشيوعي الصيني يعمل على إكمال والتمسك بنظام التعاون بين الأحزاب المتعددة والمشاورات السياسية تحت قيادة الحزب. بالإضافة إلى الحزب الشيوعي الصيني، هناك ثمانية أحزاب سياسية أخرى. في الصين، لا توجد أحزاب معارضة، لكن نظام الأحزاب السياسية في الصين ليس نظام حكم الحزب الواحد، كما أنه ليس نظاما تتنافس فيه الأحزاب المتعددة على السلطة والحكم بدورها، إنه نظام التعاون ومتعدد الأحزاب يمارس فيه الحزب الشيوعي الصيني سلطة الدولة، وبمشاركة الأحزاب الأخرى في إدارة شؤون الدولة تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. وظل الحزب الشيوعي الصيني يتمسك بتوطيد وتطوير الجبهة المتحدة الوطنية الأوسع نطاقا.

ويتألف المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني من ممثلين من 34 قطاعا، بما فيها الحزب الشيوعي الصيني، والأحزاب السياسية الأخرى، والشخصيات اللاحزبية، والجماعات الشعبية، ومجموعات الأقليات القومية والقطاعات الأخرى، والمواطنون بمنطقتي هونغ كونغ وماكاو الإداريتين الخاصتين والمواطنون في تايوان، والمواطنون الصينيون العائدون من الخارج، والشخصيات العامة المدعوة خصيصا. وظل الحزب يتمسك بنظام الحكم الذاتي الإقليمي للأقليات القومية وإكماله. إن جميع المحافظين ومفوضي المحافظات ورؤساء البلديات في مناطق الحكم الذاتي القومي هم مواطنون من المجموعات الأقليات القومية. وظل الحزب يتمسك بنظام الحكم الذاتي على مستوى القاعدية. في نهاية 2020، أنشأت جميع القرى الإدارية في الصين البالغ عددها 503,000 لجانًا للقرويين، وأنشأت جميع المجتمعات الحضرية البالغ عددها 112,000 لجانًا للسكان.


إن الديمقراطية الصينية ديمقراطية واسعة وحقيقية وفعالة، ليست ديمقراطية زخرفية، بل أداة لمعالجة القضايا التي تهم الشعب. حافظ الاقتصاد الصيني على نمو طويل الأجل ومستقر وسريع، بما تتحسن معيشة الشعب الصيني بشكل ملحوظ. وأنشأت الصين أكبر نظام للضمان الاجتماعي في العالم الذي يغطي التأمين الطبي الأساسي أكثر من 1.3 مليار شخص، ويغطي تأمين المعاشات التقاعدية الأساسي أكثر من مليار شخص. وأنجزت الصين بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل، بما تخلص أكثر من 1.4 مليار شخص من الفقر المدقع، وتتجه نحو الرخاء المشترك. ما إذا كانت الدولة ديمقراطية أم لا، فإن شعبها هو الأحق بالحديث عن هذا الموضوع. ووفقا لآخر نتائج استطلاع للرأي نشرتها الهيئات الاستطلاعية الأمريكية، بلغت نسبة رضاء الشعب الصيني للحزب الحاكم الصيني والحكومة الصينية 95% و98% على التوالي. وهذا أفضل رد لما إذا كان الشعب الصيني يتمتع بالحقوق الديمقراطية.


إن الديمقراطية الصينية تساهم بنموذج جديد للحضارة السياسية الإنسانية. ليست الديمقراطية براءة اختراع للدول الغربية، وإنما لكل بلد الحق في اختيار مسار التنمية الديمقراطية المناسب له. لا تسعى الصين أبدًا لتصدير النموذج الصيني للديمقراطية، ولا تسمح لأي قوة خارجية بتغيير النموذج الصيني تحت أي ظرف من الظروف، وتدعم بثبات الخيار المستقل لكل بلد في مسار التنمية الديمقراطية له، معارضة استخدام “الديمقراطية” كذريعة لتدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. ويجب أن يكون مستقبل العالم في أيدي جميع شعوب العالم، ويجب أن تضع القواعد الدولية وتحكم الشؤون العالمية من قبل كافة الدول، ويجب أن يشارك كافة الدول في نتائج التنمية.


يمر العالم اليوم بتغيرات كبيرة لم يشهدها منذ مائة عام، ومليئة بالفرص والآمال والمخاطر والتحديات. فقط من خلال احترام المسار الديمقراطي المختار من قبل كافة شعوب الدول، والتمسك بالتنمية السلمية، والحفاظ على العدل والعدالة، وتوسيع الديمقراطية والحرية، وتعزيز سعادة الناس، يمكننا حشد القوة القوية للحضارة والتنمية للبشرية جمعاء واتجاه نحو غد أفضل سويا. إن الشعب الصيني على استعداد للعمل مع جميع الشعوب الأخرى في كل أنحاء العالم للمضي قدما في ترقية القيم المشتركة للبشرية جمعاء والتي تشمل السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، بروح من الاحترام المتبادل واتباع مبدأ البحث عن أرضية مشتركة مع تنحية الخلافات جانبًا، سنضيف عناصر جديدة إلى الحضارة السياسية الإنسانية، ونتقدم نحو إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

السفير قوه وي مدير مكتب جمهورية الصين الشعبية لدى دولة فلسطين

شاهد أيضاً

الشرطة تقدم التهاني وتوزع الهدايا على العمال بمناسبة يوم العمال في بيت لحم

الشرطة تقدم التهاني وتوزع الهدايا على العمال بمناسبة يوم العمال في بيت لحم

شفا – نظمت شرطة محافظة بيت لحم صباح اليوم عدة فعاليات قامت من خلالها بتقديم …