تحية إلى المنسيين على أرصفة القلوب ، بقلم : مجيدة محمدي

تحية إلى المنسيين على أرصفة القلوب ، بقلم : مجيدة محمدي

العابرون في الممرات الباهتة،
و لا يتقنون فن الإشارة،
ولا يجيدون إلقاء التحية دون أن يبتلعهم الخجل ، الذين يغادرون بلا أثر،
وتُمحى ظلالهم قبل أن يلتقطها الضوء،
يتحولون إلى همهمة في الريح،
إلى نوافذ مغلقة على أحلام لا تأتي.
المشردون في الأزقة الباردة،
كخرائط التيه المطوية في جيوب الليل،

خذلهم الرصيف،
وتواطأت ضدهم الأبواب الثقيلة،
يا وجوهَ الزجاج المتشقق،
يا صدى الأسماء التي لم تُنادَ،
كيف حالكم اليوم؟
انسيتكم المدن،
و عبرتكم الحياة كقطار سريع ،
و تجمدتم عند إشارات المرور
و فقدتم الاتجاهات،
و أصبحتم نقطة في فراغ لا ينتمي إلى شيء.
أيها المنسيون في دفاتر التعداد،
المشطوبون من قوائم الأمل،
يا من لا تزينون قصائد العشاق ،
ولا تملكون صوتًا يُعاد صداه،
أنتم القصيدة المبتورة،
و الكلمات التي لم يُكتب لها أن تُقال.
تحية إليكم ،
انتم الذين لا تحسنون الرقص في الولائم،
ولا تملكون ما يكفي من الأيدي للتلويح،
لقوافل الأفراح
يا من تغرقون في البحر
ولا تتركون فقاعات للوداع،
تمشون على الهامش
وكأنكم هامشٌ مكتوبٌ على هامشٍ آخر،
يا من تُغلق أبواب الحكايات قبل أن تدخلوا إليها، وتشطب فهارس أمانيكم من ذاكرة الكتب ،
كيف السبيل إلى الضوء؟
تحية إليكم جميعًا،
يا من أضاعكم الطريق
وضاعت بكم الأزمنة،
يا شتاتَ النجوم المنطفئة،
يا صمتَ الأغنيات الموءودة،
يا صرخةً بلا أُذن،
وخطوةً بلا أثر،
تحيةٌ حرة ، تشبهكم …