8:29 مساءً / 1 يوليو، 2025
آخر الاخبار

نافذة على العالم أم عبء إضافي؟ بقلم : شيراز فؤاد بكر

نافذة على العالم أم عبء إضافي؟ بقلم : شيراز فؤاد بكر

نافذة على العالم أم عبء إضافي؟ بقلم : شيراز فؤاد بكر


تعلم اللغة الإنجليزية في حياة الطلبة الفلسطينيين في ظل حالات الطوارئ ( الحرب و الاجتياحات).


يُعد تعلّم اللغات العالمية و في مقدمتها اللغة الانجليزية وسيلة فاعلة لتعزيز فرص التعليم و التعلم و الاتصال و التواصل و الانخراط في العالم المعاصر ذو صبغة التحدي ، كما ويعد نافذة على ثقافات متعددة وفيها ، خاصةً في الوقت الحالي الذي أضحت فيه اللغة الانجليزية هي اللغة المعتمدة والطاغية في معظم المجالات المعرفية والعلمية ، و على منصات التواصل الاجتماعي في العالم الموازي ، لذا فإن الإلمام بمقوّمات هذه اللغة ، يوفر فرصة عملية ومثالية للاتصال والتواصل بالعالم الخارجي ، و خاصة لأطفال فلسطين الذين سلبتهم الحروب اللاإنسانية المتعاقبة والاجتياحات الهمجية التي لا تنتهي ، من أبسط حقوقهم بالتعليم والتعلم و العيش بسلام وأمن كما أطفال العالم .

كما و يُعد تعلم اللغة الانجليزية الطريقة المُثلى في الوصول الى المعرفة العالمية ( فورما المعرفة) و تحسين جودة فرص الطلبة الفلسطينيين المستقبلية فيما يخص التعليم الذي يفضي لسوق العمل، كما و يعزز فرصهم بالاطلاع على البرامج التعليمية الدولية ، ذات الأبعاد العابرة للجغرافيا ، والمشاركة بها و الحصول على منح دراسية توفر لهم مستقبلاً أفضلاً و أكثر استقراراً و أمناً وفاعلية .

و مع ذلك يبقى تعلم هذه اللغة في ظل الحرب و الاجتياحات ( الطوارىء) تحدياً استثنائياً يتجاوز الصعوبات الأكاديمية الروتينية التي يعاني منها الطلبة عادة ، ليشمل أعباءً نفسية و اجتماعية واقتصادية و سياسية تجعل من عملية التعلم والتعليم عملية معقدة ومرهقة ، و مشحونة بالكثير من المعيقات و الصعوبات المتتالية ، بدلاً من كونها تجربة ممتعة تنتج ثمرة موسمية.

ان الظروف القاسية و الأوقات الصعبة التي يمر بها الطلبة في فلسطين تفرض واقعاً تعليمياً هشاً معقداً محفوفاً بالمخاطر والهلكات ، اذ أن الاجتياحات المستمرة التي تشهدها الضفة الغربية و الحروب التي أنهكت القطاع تؤدي حتما لانقطاع الدراسة لأيام و قد تمتد أحياناً لأسابيع وأشهر ولسنة دراسية كاملة ، بالإضافة الى غياب البيئة التعليمية الآمنة المستقرة و غياب القدرة في الحصول على الموارد والإمكانات التعليمية المناسبة لتعلم اللغة الانجليزية بفاعلية ، و التي تتجسد بضعف البنية التحتية الرقمية وغياب البيئة التعليمية المحفزة حيث تؤثر الأوضاع السياسية اللامستقرة ( كبيئة طاردة) سلباً على سلام وسلامة الطلبة النفسي والإجتماعي ، و بالتالي ضعف تركيزهم و تفاعلهم مع المواد التعليمية و انخفاض رغبتهم بالتعلم الموضوعي ، و بالتالي فإن هذه العوامل مجتمعة تجعل من تعلم اللغة الإنجليزية تحدياً يعيق انخراطهم مع العالم الخارجي وفيه.

إن تعلم اللغة الانجليزية في ظل الحرب و الاجتياحات المتكررة يثير جدلاً كبيراً حول دوره كنافذة مطلة على العالم ، ووسيلة لإيصال أصوات الطلبة الفلسطينيين في المحافل الدولية لضمان ديمومة المناصرة العالمية للقضية الفلسطينية ، و الذي من الممكن تحقيقه من خلال تجهيز جيل متقن لمهارات اللغة الانجليزية الأساسية ، و بين كونه عبئاً اضافياً تراكميا يُضاف إلى معاناة أطفال فلسطين في ظل صراعهم من أجل البقاء والحياة ، مما قد يجعل اللغة الانجليزية أقل أولوية مقارنة بالاحتياجات الأساسية.

وبين هذين التوجهين، يظل توفير بيئة تعليمية تعلمية آمنة و داعمة و مستقرة ، هو عاملًا أساسيًا فاعلاً في تحويل تعلُّم اللغة الإنجليزية من تحدٍّ يُضاف على كاهل الطلبة ، إلى فرصة تمكينيه حقيقية قد تضمن لهم مستقبلاً مشرقاً.

لهذا، ينبغي النظر إلى هذه القضية من منظور شمولي كلّي يراعي ظروف الطلبة الاجتماعية والنفسية و السياسية، ويعمل بفاعلية في تسخير تعلّم اللغة الانجليزية كوسيلة لتعزيز الهوية والصمود على أرضنا ، وتمكين الأجيال الناشئة كالأوتاد الواعية ، دون أن يُشكّل عبئًا اضافيًا يُثقل كاهلهم و كاهل أولياء أمورهم في ظل المعاناة المستمرة التي تشهدها البلاد جرّاء التغوّل الصهيوني المقصود في بيئة طاردة للحياة في فلسطين ، وأولها التعليم.

  • – الاستاذة شيراز فؤاد بكر – مشرفة لغة انجليزية – مديرية تربية وتعليم طولكرم – فلسطين

شاهد أيضاً

فارسين أغابكيان شاهين تستقبل السفير الصيني تسنغ جيشن وتثمن مواقف الصين الداعمة للقضية الفلسطينية

فارسين أغابكيان شاهين تستقبل السفير الصيني تسنغ جيشن وتثمن مواقف الصين الداعمة للقضية الفلسطينية

شفا – استقبلت وزيرة الخارجية والمغتربين فارسين أغابكيان شاهين بمقر الوزارة في رام الله، اليوم …