10:37 مساءً / 11 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

التعليم من أجل الأمل ، بقلم : د. فواز عقل

التعليم من أجل الأمل

التعليم من أجل الأمل ، بقلم : د. فواز عقل

قرأت مقالات كثيرة عن التعليم من أجل التسامح والديمقراطية و الانتماء و حقوق الانسان و لكن قليلة هي المقالات عن التعليم من أجل الأمل.


تهدق هذه المقالة إلى إلقاء الضوء على ضرورة ربط الأمل بالتعليم و ما أجمل ما قاله الطغرائي :
أعلل النفس بالآمال أرقبها               ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
و ما قاله المتنبي:
ليس التعلل بالآمال من أدبي            ولا القناعة بالإقلال من شيمي
و ما قاله شاعر آخر:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها          ولكن أحلام الرجال تضيق


الأمل هو وقود المستقبل و هو طريق المستقبل لطالما هناك حياة هناك أمل، و من تسلح بالأمل لا يعرف المستحيل و هنا أقول  رغم الظروف القاهرة و الأوقات العصيبة و الأزمات المتلاحقة و النيران المشتعلة في زوايا كثيرة من العالم العربي و رغم القلق والتشاؤم فإن الأمل هو عكس الألم،و نحن بحاجة لتعليم من أجل الأمل و زراعة الأمل و ملاحقة الأمل من قبل الشباب، و كلما شعر الطالب بالأمل زادت قدرته على التعامل مع القضايا التي تحيط به و أصبح فاعلا من خلال الممارسة التي تحدث الأمل عن طريق تحديد الاتجاه الذي يجب أن نتجه إليه أي امتلاك رؤية واضحة ، و كما يقال :

يجمح التعليم بدون رؤية، و ماذا يتعين علينا القيام به للوصول إلى ذلك المكان؟ و ما هي الخطوات اللازمة لتحرك في الاتجاه الصحيح؟ و كيف نعرف أننا وصلنا إلى ذلك المكان؟ أي حققنا الأمل، و هنالك دراسات مستقبلية لمساعدة الناس ليصبحوا أكثر نشاطا في تصور المستقبل و تعليمهم إيجاد الطرق التي يريدون أن يكون عليها المستقبل، وأعتقد أن وجود رؤية واضحة تجعل أي شيء ممكن إذا كانت مصحوبة بالعمل و الممارسة، و كما تقول مقولة قديمة: عدم وجود رؤية يهلك الناس ،

و هنا يجب ان نطلع على تجارب و أفكار المربين في مناطق كثيرة في العالم و كيف تمكنوا من بث روح الأمل في الأوقات العصيبة و هنالك عوامل مبعدة للأمل كاليأس و الإحباط و الغضب و السخط و الحرمان و الخوف و القلق و المعاناة، و يأتي الأمل من خلال قراءة الإبداعات الإنسانية ،كالشعر و القصص و الكتب و العلاقات الاجتماعية مع أصحاب الإنجازات العظيمة، و كما قال أحد الشعراء:


أبارك في الناس أهل الطموح           ومن يستلذ ركوب الخطر
شباب قنع لا خير فيهم               وبورك في الشباب الطامحين


إن الانتماء و شهور الإنسان بالارتباط بالمكان و الهوية و الإكثار من التنوع والمشاركة وتبادل قصص النجاح و الحكايات الشعبية و التحديات المثيرة التي لا يستطيع المعلم القيام بها لأنها نتيجة تعليم أكثر شمولية من تلك التي تعودنا عليها لأن المؤهلات السابقة لا تأخذ بالاعتبار التطورات الجديدة من خلال معلم قادر على نقل الطلاب من العصر الذي يعيشون به و جعل التعليم أكثر قدرة على مساعدة المتعلمين للدخول للمستقبل، فالتعليم مثل الحرية يؤخذ ولا يمنح،

أن أعظم طريقة يمكنك أن تحطم بها أفكار أي جيل سواء الدينية أو الاجتماعية أو السياسية أو الأخلاقية أو المستقبلية ليس بنقض هذه الأفكار أو تغييرها ولكن تحريفها عن مواضعها و ووضع تفسيرات جديدة لها و بث روح القلق و بث روح المعاناة و الاحباط و في هذا الزمان التي أتى على البشر قد يكون اليأس و الاحباط هو الوسيلة الجيدة للوصول للأمل، و نحن كعرب و كفلسطينيين ما أحوجنا إلى تعليم يتجاوز الاحباط و يقود إلى الأمل، و يقول شوبنهاور المعرو برمز التشاؤم : إذا انقطع الأمل عن الحياة لم يعد طعم للحياة


و هنا أقول لا تدعهم يحبطونك ستأتي أيام أفضل، ابدأ اليوم، غامر اليوم، افعل شيئا ما اليوم،و أرى أن ربط الأمل بالتربية هو ضرورة تربوية لأن الأمل قد يكون محرك لحياة الإنسان وبناء الوعي و صمود الإنسان أمام نائبات الدهر، وأقول: إن الأفكار الإيجابية التي يحملها الطالب ستكون المحرك الأساسي لكل نشاطاته الحياتية و الأكاديمية ، هنالك بعض الأفكار والمقولات التي تتحدث عن الأمل ،منها:


إن أروع هندسة في العالم أن تبني جسرا من الأمل للناس
إن الأمل في الوقع أسوأ الشرور لأنه يطيل عذاب الإنسان
الأمل هو إفطار جيد لكنه عشاء سيء
الآمال العظيمة تخلق الأفكار العظيمة
كل إنجاز عظيم كان حلما قبل أن يصبح حقيقة
إياك أن تقتل الأمل لدى أي شخص مهما كان  فقد يكون هذا كل ما يملك
يصبح الانسان عجوزا حين تحل الأعذار محل الآمال


عندما يغلق أمامنا باب من أبواب الأمل قد تفتح لنا أبواب أخرى و لكن لا نراها لأننا نمضي الوقت في التحسر على الباب المغلق فتفاءل و لا تتحسر على الماضي.


يمكن للإنسان أن يعيش بلا بصر ولكنه لا يمكن أن يعيش بلا أمل.
الفرص كثيرة و لكنها لا تتسكع أمام الأبواب أبدا.
الأمل لا يخيب ابدا


ان كل شي في عالمنا وكل وسيلة جديدة او اختراع وكل كتاب تم تأليفه وكل انجاز كبير او صغير تم بفكرة وكل انجاز رائع كان حلماً في عقل الشخص الذي قام به


واخيرا نحن التربويون المحاورون لا نصنع فقط مستقبل الاجيال بل نصنع الامل والالهام في قلوب الطلاب وعقولهم

  • – د. فواز عقل – باحث في شؤون التعليم و التعلم

شاهد أيضاً

مقررة أممية : الإبادة الجماعية في قطاع غزة تتم وسط تجاهل دولي

مقررة أممية : الإبادة الجماعية في قطاع غزة تتم وسط تجاهل دولي

شفا – قالت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، …