5:15 مساءً / 2 ديسمبر، 2024
آخر الاخبار

الصين وتطورات الوضع في الشرق الأوسط ، بقلم : تشو شيوان

الصين وتطورات الوضع في الشرق الأوسط ، بقلم : تشو شيوان

الصين وتطورات الوضع في الشرق الأوسط ، بقلم : تشو شيوان


في ظل ما يحدث ويتطور على أرض الواقع في الشرق الأوسط خصوصاً بعد توسع نطاق الحرب في الجنوب اللبناني وإسرائيل وتحديداً بعد انفجار معدات الاتصالات في لبنان يبدو أن سيكون من الصعب القول بأن المنطقة بعيدة عن توسع للعمليات العسكرية والانجرار وراء حرب أشمل وأوسع، ولعل البعض يتساءل ما هو موقف الصين تجاه كل ما يحدث؟، والإجابة قد تكون معقدة وبسيطة في نفس الوقت، فالصين تربطها علاقات قوية بمنطقة الشرق الأوسط وبنفس الوقت تجد الصين نفسها دولة مسؤولة عن حماية الاستقرار العالمي، ولهذا الإجابة على تساؤلنا اليوم ليس بالأمر السهل، ولكن هناك حقيقة واضحة للعيان بأن الصين ومنذ بداية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأخير وهي تدعوا الجميع على ضبط النفس وتجنب الحسابات الخاطئة، وبالنسبة للصين فإن الأولوية القصوى حالياً هي عدم السماح للصراع اللبناني الإسرائيلي بالاستمرار في التصعيد أو حتى التطور إلى حرب واسعة النطاق.

إن الخطر الأكبر جراء هذا التصعيد الكبير للصراع في الشرق الأوسط يكمن في أن تتكبد الأطراف المتحاربة خسائر فادحة وتخلق أزمة إنسانية جديدة في المنطقة والأزمة الإنسانية في غزة نجدها تنتقل للبنان، ولن يكون بمقدور المجتمع الدولي من تقديم ما يلزم لحماية المدنيين أو تقديم ما يلزم للجرحى والمصابين، وهذا من جانب أما من جانب آخر فأجد بأن ما يحدث حالياً سيؤدي أيضًأ الى تصاعد الصراع بين معسكرات ما يمكن تسميته بمحور المقاومة في الشرق الأوسط واسرائيل، مما يؤدي الى أزمة جيوسياسية أكثر خطورة في قادم الأيام.

عندما نعود للوراء قليلاً وتحديداً ليوليو الماضي عندا وقعت الفصائل الفلسطينية لإعلان بكين التي يُعتبر خطوة مهمة نحو حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، خصوصاً وأنه يعد وثيقة المصالحة الفلسطينية الأولى التي تُرعى خارج الدول العربية، والصين تنظر للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والخلافات الفلسطينية الداخلية على أنه خلاف ينطوي على خلفيات ومصالح بالغة التعقيد، الشيء الذي يجعل من طريق المصالحة طويلاً ومتعرجاً، ولهذا وجدت الصين بأن من مسؤولياتها أن تسبق العالم بخطوة وتبادل في المصالحة الفلسطينية لخدمة المنطقة بأكملها ودفعها نحو الاستقرار، ولكن وجدنا أن المحور الغربي بقيادة الولايات المتحدة يعمل على الجهة المغايرة لدفع المنطقة نحو الهاوية.

تاريخياً حرصت الصين على اتخاذ موقف غير منحاز في الصراعات الإقليمية بعكس الولايات المتحدة التي دائما ما وجدناها تدفع جهة على حساب جهة بينما الصين تعمل للتأكيد على مبادئ السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وفي ظل التصاعد الأخير للعنف في المنطقة، تظل الصين متمسكة بنهجها القائم على التركيز على الدعوة للحوار وحل النزاعات بطرق سلمية، سواء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحتى فيما يخص الجبهة اللبنانية، مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله فإن الصين لن تتخذ موقف منحاز لأي من الطرفين، وتدرك الصين أن استقرار الشرق الأوسط ضروري ليس للمنطقة بل للعالم أجمع.

إن النظرة الصينية للأحداث في الشرق الأوسط تركز بشكل كبير على الاستقرار طويل الأمد. بالنسبة للصين، فإن أي تصعيد واسع النطاق في المنطقة من شأنه أن يعطل إمدادات الطاقة ويؤثر على الاقتصاد العالمي، ولذلك الصين تتبنى دبلوماسية هادئة تسعى من خلالها إلى تعزيز الحوار وإيجاد حلول سياسية للنزاعات.

وخلاصة لذلك فإن موقف الصين مما يحدث في الشرق الأوسط يتسم بالتوازن والحياد، حيث تحرص على الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع جميع الأطراف، مع التركيز على الدعوة للحوار والحلول السياسية، وتسعى الصين إلى تعزيز استقرار المنطقة كجزء من استراتيجيتها الأوسع لضمان الاستقرار العالمي، وفي الوقت نفسه تدعو الجميع بعدم الانخراط المباشر في الصراعات بشتى احجامها وطبيعتها، وتحاول من حين لآخر أن تقوم بدور الوسيط الدبلوماسي بعيدًا عن الانحياز.

شاهد أيضاً

الجيش الإسرائيلي يستعد لفرض سيطرة طويلة الأمد على قطاع غزة

شفا – قال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة “نيويورك تايمز”، ان الجيش قام بتوسيع وجوده وسط قطاع …