11:51 مساءً / 12 أكتوبر، 2024
آخر الاخبار

القائد الشهيد فهد القواسمي ، الرمز الخالد للنضال الفلسطيني، بقلم : م. غسان جابر

القائد الشهيد فهد القواسمي ، الرمز الخالد للنضال الفلسطيني، بقلم : م. غسان جابر

في مسيرة النضال الفلسطيني الطويلة والمليئة بالتضحيات، برز اسم القائد الشهيد فهد القواسمي (أبو خالد) كأحد أبرز الرموز الوطنية التي جسدت صمود الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل الحرية والاستقلال.


كان القواسمي شخصية قيادية بارزة في حركة التحرر الوطني الفلسطينية، فساهم بشكل فاعل في رسم مسار النضال الوطني في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني على مدار عقود.


ولد فهد القواسمي في مدينة الخليل عام 1939 في أسرة تربت على قيم الوطنية والنضال ضد الاحتلال.


أكمل دراسته الابتدائية في مدارس الخليل قبل أن تنتقل عائلته إلى القاهرة عام 1948. هناك واصل تعليمه الثانوي في المدارس المصرية، ثم انتقل إلى جامعة القاهرة ليحصل على شهادة البكالوريوس والماجستير في الزراعة. عاد القواسمي إلى الخليل بعد إنهاء دراسته العليا، مستعداً لخوض معركة تحرير الوطن.

كان القواسمي أحد القادة البارزين في حركة فتح، وفي عام 1976 انتُخب رئيساً لبلدية الخليل، ليكون أول رئيس منتخب للبلدية.


خلال فترة ولايته، وضع نصب عينيه تطوير البنية التحتية والخدمات البلدية في المدينة، مما أسهم في تحقيق نهضة اقتصادية وعمرانية ملحوظة.

كما واجه بقوة موجات الاستيطان الإسرائيلي، وعمل على تعزيز الوجود الفلسطيني في المدينة وحماية حقوق سكانها.


أطلق العديد من المشاريع التنموية والاقتصادية التي هدفت إلى تحسين مستوى المعيشة للمواطنين.

في عام 1980، وأثناء توليه منصب رئيس بلدية الخليل، تم ترحيله إلى الأردن من قبل السلطات الإسرائيلية. لكن ذلك لم يثن عزيمته، فواصل نشاطه السياسي والنضالي من المنفى. عُرف القواسمي بكونه سفيراً متجولاً للقضية الفلسطينية، إذ شارك في العديد من المؤتمرات الدولية وعقد ندوات لشرح المطالب الفلسطينية للعالم.


في عام 1984، تم انتخابه عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ليتولى مسؤولية رئاسة شؤون الوطن المحتل.

الاغتيال والاستشهاد:


في 29 ديسمبر 1984، ارتكبت يد الغدر والخيانة جريمة اغتيال القائد فهد القواسمي في العاصمة الأردنية عمان.
تلك الجريمة الآثمة أحدثت صدمة عميقة في الشارع الفلسطيني وأثارت غضباً شعبياً واسعاً.


شهدت المناطق الفلسطينية فعاليات حداد وتأبين للشهيد القائد، والذي اعتُبر رمزاً للنضال والتضحية في سبيل تحرير الأرض والشعب.

رحل فهد القواسمي جسدياً، لكن بقي حاضراً في ذاكرة الشعب الفلسطيني كقامة وطنية خالدة. إنجازاته كرئيس بلدية الخليل وجهوده في مواجهة الاحتلال والدفاع عن الحقوق الفلسطينية، جعلت منه رمزاً للنضال المستمر.


تركت تضحيته أثراً عميقاً على حركة التحرر الوطني، وأسهمت في توحيد الصفوف الفلسطينية وتعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية على الساحة المحلية والدولية.

اليوم، لا يزال اسم فهد القواسمي يرفرف بفخر على راية الكفاح الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال.

في سجل النضال الفلسطيني الحافل، يبقى اسم القائد الشهيد فهد القواسمي رمزاً خالداً للقيادة الوطنية الملتزمة بتحرير الأرض والشعب. إنجازاته التنموية والسياسية في الخليل، ودوره البارز في المحافل الدولية، وتضحيته بالغالي والنفيس، جعلت منه أيقونة فلسطينية لا تُنسى.

فهد القواسمي هو مثال للقائد الذي عاش وضحى من أجل قضيته الوطنية، تاركاً وراءه إرثاً نضالياً خالداً.

شاهد أيضاً

7 شهداء ومصابون بمجزرة إسرائيلية جديدة وسط جباليا

شفا – استشهد مواطنون مدنيون، وأصيب آخرون، مساء اليوم السبت، في مجزرة إسرائيلية جديدة ضد …