7:18 صباحًا / 13 أكتوبر، 2024
آخر الاخبار

احتلال ديني للحرم الإبراهيمي، بقلم : بديعة النعيمي

احتلال ديني للحرم الإبراهيمي، بقلم : بديعة النعيمي

احتلال ديني للحرم الإبراهيمي، بقلم : بديعة النعيمي

كان الخليل كأي بلد إسلامي استقبل اليهود حين حلوا فيه وأكرموا وفادتهم بل وأسسوا معهم جمعية الصداقة العربية اليهودية عام ١٩٢٠. غير أن أهل الخليل رفضوا بيع اليهود قطعة أرض لاستعمالها كمقبرة ووافقوا على تأجيرهم قطعة أرض تابعة لأوقاف تميم الداري.


وجاءت هذه الخطوة من رفض البيع حتى لا يكون لهم في المستقبل حق الادعاء أن الخليل “وطنهم”.


غير أنه وبعد حرب ١٩٦٧ استولت دولة الاحتلال على كامل فلسطين. وحصلت بذلك على ما نادى به “ديفيد بن غوريون” من الاستيلاء على أهم ثلاث مدن إسلامية هي القدس ونابلس والخليل.


حيث قال حينها أن الحصول على هذه المدن لا يحتاج إلا الاعتماد على سياسة القوة وتزوير الوقائع والتاريخ وإعداد الشعب اليهودي للإيمان بأن هذه الأرض هي أرض آبائه وأجداده. وبهذا يتم القضاء على عروبة هذه المدن والتخلص من الوجود العربي الإسلامي فيها. بالإضافة إلى إعداد اليهود ليكونوا القوة الوحيدة التي ستنطلق لتحكم العالم وتقيم الهيكل المزعوم.


وقد اتضح منذ بدايات الاحتلال لمدينة الخليل بأنه احتلال ديني عندما اقتحمت أول دباباته المدينة تُقلّ الحاخام الأكبر “شلومو غورون” الذي توجه فورا إلى الحرم الإبراهيمي الشريف، وأمر برفع علم الكيان الغاصب على مئذنته.


وكان هذا الحاخام قبل الاحتلال بليلة قد ألقى خطابا في مستوطنة “كفار عتسيون” حيث تجمع الجنود. وقد قام بتعبئتهم وغسل دماغهم بأنهم سوف يدخلوا مدينة يهودية اغتصبها المسلمون منذ ألفي سنة.


وأمرهم خلال الخطاب أن لا يشفقوا على أحد في المدينة وأن يقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ ويحرقوا الشجر والزرع ويذبحوا الحيوان.


وكانت هذه البدايات فقط في تاريخ الطغيان والكذب والتزوير. ففي ٢٥/فبراير/١٩٩٤ وتحديدا الخامس عشر من فجر يوم الجمعة من شهر رمضان في حادثة كشفت عن المخطط الصهيوني الذي يستهدف تهويد المدن الثلاث والتي من ضمنها مدينة خليل الرحمن، قام المدعو “باروخ جولدشتاين” الطبيب اليهودي العسكري الإرهابي بتنفيذ مذبحة في الحرم الإبراهيمي. حيث فتح النار على المصلين المسلمين تحت تواطئ المستوطنين والجيش اليهودي الذي قام بإغلاق أبواب المسجد لمنع المصلين من النجاة بالخروج من المسجد. وهذا يثبت تورط هذا الجيش الدموي بهذه الجريمة.
وقد استشهد خلال المذبحة ٢٩ مصليا وجرح قرابة ١٥٠ قبل أن تغادر روح “جولدشتاين” النجسة المسجد الطاهر على يد المصلين.


فما حصل في الماضي وما يحصل اليوم بعد عملية طوفان الأقصى في الخليل ما هي إلا قضية دينية تستهدف الوجود العربي الإسلامي. والدليل ما قامت به سلطات الاحتلال بتاريخ ٢/أيلول/٢٠٢٤ من إغلاق للحرم أمام المصلين وفتحه أمام المستوطنين بمناسبة ما يسمى “أعياد أول من أيلول اليهودي”. حيث تم على إثرها إقامة حفلات صاخبة وما يطلق عليها “بالصلوات التلمودية”، وهذا يأتي في إطار تقسيم الحرم زمانيا ومكانيا.


حيث تقوم تلك السلطات بإغلاقه لمدة ١٠ أيام سنويا وبشكل كامل.


وحصل أن قامت أيضا بمنع الأذان ٤٣ وقتا فيه بهدف فرض التقسيم، كما قامت بتاريخ ١١/يوليو/٢٠٢٤ بسقف الجزء المكشوف من صحن الحرم الواقع في الجزء المغتصب.


فمتى يدرك العالم الإسلامي النائم ذلك الخطر من تحويل كامل لأول مسجد في تاريخ الإسلام إلى “كنيست” وتحويل مدينة الخليل إلى مدينة “يهودية” وتحقيق حلم اليهود في استعادة مملكة سليمان المزعومة عن طريق هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم؟؟؟


فهلا اسيقظتم يا أمة المليار، يا من تنشغلون اليوم عن مقدساتكم بمهرجانات العهر وما تسمونها أعراس الأوطان؟
اعلموا أنكم غير بعيدين عن إرهابهم وإصحاحهم الخامس عشر “بريشت” يقول:


“في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا..لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات.

وإذا كنتم عند حسن ظن الرب وقد حررتم مدينتنا الخليل وطردتم أو قتلتم أهلها فإن ذلك سيقودكم لتنفيذ أوامر الرب في استعادة ملك آبائكم من النيل إلى الفرات”

شاهد أيضاً

7 شهداء ومصابون بمجزرة إسرائيلية جديدة وسط جباليا

شفا – استشهد مواطنون مدنيون، وأصيب آخرون، مساء اليوم السبت، في مجزرة إسرائيلية جديدة ضد …