4:17 صباحًا / 27 يوليو، 2024
آخر الاخبار

هل ينجح التحالف الثلاثي بإسقاط نتنياهو؟ بقلم : فتحي أحمد

هل ينجح التحالف الثلاثي بإسقاط نتنياهو؟ بقلم : فتحي أحمد

هل ينجح التحالف الثلاثي بإسقاط نتنياهو؟ بقلم : فتحي أحمد

من الواضح أننا أمام صيف يزداد سخونة يوما بعد يوم، هذا وقد التقى رئيس المعارضة الاسرائيلية ورئيس حزب “يش عتيد”، يائير لابيد، ورئيس حزب “يسرائيل بيتينو”، أفيغدور ليبرمان، ورئيس حزب “اليمين الوطني” جدعون ساعر، مؤخراً واتفقوا على تشكيل تحالف ووضع خطة عمل لإسقاط حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأعلن زعماء أحزاب المعارضة أنهم يتوقعون استقالة غانتس من الحكومة وانضمامه إلى المنتدى ليحل محل الحكومة الحالية وعقد الاجتماع الثلاثي بعد أن خاطب عضو الكنيست ليبرمان الاثنين خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في الكنيست يوم الاثنين الماضي بهدف إسقاط الحكومة: “دعونا نشكل ائتلافا مشتركا حتى نتمكن من إسقاط هذه الحكومة وتشكيل حكومة أخرى.


زئيف إلكين، أحد قادة حزب ساعر، قال، إن «السبيل الوحيد لإسقاط حكومة نتنياهو طرح قوة يمينية كبيرة في مواجهته، فاليسار لن يفيد بهذه المعركة، ولذلك لم يدع أي حزب يساري للمشاركة (ولا حتى الأحزاب العربية).

ما يلفت الانتباه، ما وصفه لبيد عن حل الدولتين بأنه “الأفضل بالنسبة لأمن الإسرائيليين”، ومن دون أن يتحدث عن الخيار الآخر البديل، أي دولة ثنائية القومية، الأمر الذي دفع بأكثر من معلّق إسرائيلي إلى البحث عن دوافعه الفعلية؟ وقد كان وقتئذ الحديث عن اعتبارات انتخابية، هدفها جذب اهتمام ناخبي حزب العمل وحركة ميرتس، أو ناخبي يوجد مستقبل من ذوي التوجهات اليسارية.

ويمكن الافتراض أيضاً أنه أراد أن يبعث برسالة للعالم برمته بأنه حمامة سلام.


فعلى نحو تفصيلي وفيما يخص افيغدور ليبرمان لا يحمل نفس التوجه، فليبرمان وساعر يريدان سياسة أكثر تشدداً من سياسة نتنياهو، ويطلقان تصريحات ضد المجتمع الدولي ومحكمتَي لاهاي، ويطالبان بتوسيع الحرب لتشمل اجتياح لبنان، ويرفضان أي تفاهمات مع السلطة الفلسطينية، وكذلك جدعون ساعر، يتكلمون عن حل الدولتين، ويتبعون نهج الحل المؤجل، هذا أولا، وثانيا في حال تم ذلك فالنظرة للدولة الفلسطينية في نظرهم لا تلبي حتما الطموح الفلسطيني على حدود 67 وعاصمتها القدس.

إذن نحن أمام تحول في الطرح ما بين حكومة يمينية تريد كل شيء، وبين طرح يساري علماني يميني يريد أن يقدم تنازلات خجولة، على حساب الايدولوجية الدينية المتطرفة.

يتفق العالم مع هذا الطرح اليساري اليميني العلماني، ويتساوق كثيرا مع ما يطرحه العالم من تسوية للقضية الفلسطينية، وهو توافق ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين برضا الطرفين، بمعنى أنهم يريدون أن يتوصل الطرفان لدولة حسب ما يتفقون عليه، كيف شكلها وما هي، هذا لا يهم في نظر حكام المعمورة، ولكن ما يعارضه العالم اليوم ما يحدث في غزة من قتل للمدنيين وتدمير البيوت.

لا أحد يعرف في حال تم اسقاط حكومة نتنياهو وتشكيل حكومة من هذا الثلاثي كيف يكون حال اليوم التالي للحرب؟ يفهم من تصريحاتهم بأنهم مع القضاء على حماس كحركة مقاومة، وهو ما تنادي به الحركة الدينية المتطرفة في إسرائيل بكل تشعباتها.

ما تسعى له كل الأحزاب في إسرائيل باستثناء اليمين كما اسلفت، حماس كحركة سياسية منزوعة السلاح، والاعتراف بإسرائيل كدولة موجودة على الخارطة، ولها الحق في فلسطين، هنا يكمن الخلاف العميق الذي لا يستطيع اليمين المتطرف في إسرائيل قبوله على جميع الأحوال.

على جميع الأحوال المجتمع الإسرائيلي اليوم لا يمثل سواده الأعظم يمين ديني حسب الاحصائيات الإسرائيلية، فإن ما تشكله أحزاب الصهيونية الدينية ما يقارب 35% من مجموع سكان إسرائيل، بهذه الإحصائية لا نستطيع القول بأن المجتمع الإسرائيلي جله من المتدينين، بمعنى آخر حلول ضم الضفة الغربية وبناء الاستيطان في غزة لا يتحقق أبداً في المدى المنظور، إلا في حال انقلبت المعادلة رأساً على عقب.

المؤشر الخطير على التحديات لأي حكومة إسرائيلية قادمة في حال تم سيطرة التحالف الثلاثي على الحكم، هل تعود هيبة الدولة كما كانت قبل 7 أكتوبر؟

في السياق الراهن، ما يسعى اليه التحالف وهو إعادة التموضع في دول العالم، ومحو الصورة السيئة التي خلفها بن غفير وسموتريتش في الفترة السابقة عن إسرائيل، إذن أمامهم أيام عصيبة منها الخروج من غزة بأقل الخسائر، وإعادة الأسرى الإسرائيليين ضمن صفقة تبادل حتى لو كانت مؤلمة في نظرهم، اما مصير نتنياهو بعدها خارج الحلبة السياسية، ويبقى حلفاؤه على قارعة الطريق لأجل غير مسمى.

المشهد الحقيقي تختلف الأحزاب العقائدية عن الأحزاب السياسية في كونها تحتفظ دائما ببوصلة وظيفتها أن تضع صيغة التعامل مع اللحظة السياسية الراهنة في خدمة مبادئها التاريخية، ومتى ما فقدت تلك الأحزاب هذه البوصلة الهامة فهي غالبا ما تتحول إلى حزب سياسي لا صلة له بالعقائدية.

هذا الحال الذي ستبدو عليه إسرائيل في حال حقق التحالف النصر على حكومة نتنياهو وتربع على كرسي الحكم، ولكن ثعلب السياسة الإسرائيلية لهم بالمرصاد، فكل الارواق بيده وهو، يناور ويقاتل حتى الرمق الأخير.

واستدلالاً على ذلك يمكن القول بأن الحل الذي يسعى اليه الشعب الفلسطيني في منعطفات حادة، وبالنظر لواقع الأحزاب السياسية في إسرائيل فليس بحوزتها ما تقدمه لحلحلة ملف المفاوضات مع الفلسطينيين.

المختلف بين حزب وآخر هو نوع العلاج، ليس إلا، فمنه المخدر، ومنه الذي لا يطبب جراحنا حتى نشفى تماما، فبين العلاجين ضاعت قضيتنا، وإنه من الظلم الفادح وعدم الانصاف إذا لم يكن هناك قول فصل من العرب اجمعين سنبقى في مهب الريح.


ليبرمان وساعر يريدان سياسة أكثر تشدداً من سياسة نتنياهو، ويطلقان تصريحات ضد المجتمع الدولي ومحكمتَي لاهاي، ويطالبان بتوسيع الحرب لتشمل اجتياح لبنان، ويرفضان أي تفاهمات مع السلطة الفلسطينية

شاهد أيضاً

حسين الشيخ يهاتف وزير خارجية سلطنة عُمان

حسين الشيخ يهاتف وزير خارجية سلطنة عُمان

شفا – هاتف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وزير خارجية سلطنة …