4:43 صباحًا / 27 يوليو، 2024
آخر الاخبار

سيكولوجية الإبادة الجماعية، بقلم : حنان بديع

سيكولوجية الإبادة الجماعية، بقلم : حنان بديع

سيكولوجية الإبادة الجماعية، بقلم : حنان بديع

بعد مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في اتهامها بممارسة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، تجدد الحديث عن مفهوم جرائم “الإبادة الجماعية”..


وفي تعريفها، هي التدمير المنهجي والمتعمد، كلياً أو جزئياً، على أسس عرقية أو دينية أو وطنية، وقد كان المحامي البولندي رافائيل ليمكين، الذي كان أول من صاغ مصطلح “Genocide” (إبادة جماعية) في عام 1944 من خلال الجمع بين “geno”، من الكلمة اليونانية التي تعني عرقية أو قبيلة، مع كلمة “cide”، المشتقة من الكلمة اللاتينية التي تعني القتل.


إلا أن هذه الممارسات الوحشية قديمة وليست حديثة العهد فقد كانت هناك إلى مذابح وعمليات إبادة جماعية، فإذا ما عدنا بالتاريخ للوراء نجده حافل بوقائع الإبادة الجماعية التي صدرت فيها أحكام منها الهولوكوست.. محرقة اليهود في ألمانيا، الإبادة الجماعية في البوسنة والهرسك، حرب الهوتو والتوتسي.. الإبادة الجماعية في رواندا، نظام الخمير الحمر.. محاكمات كمبوديا قضية إبادة جماعية لا تزال أمام المحاكم، نزاع دارفور، وهناك في الماضي غزوات تيمورلنك وجنكيز والقمع العثماني للصرب، و الحملة الصليبية الألبيجينية.


بعيداً عن تاريخ الإبادة ومعناها فإن علم النفس يحاول تفسير الإبادة الجماعية، ولماذا يصبح بعضُ الأشخاصِ مرتكبينَ للإبادةِ الجماعية، بينما البعض الآخر يكونُ منقذين أو فقط مشاهدين.


نظرًا لندرة الأدلة المتاحة، فإن دراسات علماء الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية منقسمة بشدة حول سؤال: ما هو سبب وعمر العنف البشري؟


وسواء كان البشر عنيفون بطبيعتهم، أو أنهم في الأساس غير عنيفين، إنما يتعلمون العنف بنفس الطريقة التي يتعلمون بها أنماط سلوك أخرى. فإن الحقيقة التي لا جدال فيها هي أن تصنيف الناس أو تصنيف الأجناس حسب العرق، أو اللون، أو الدين، أوالقومية، أو اللغة، يؤدي إلى تجريدهم من إنسانيتهم وبالتالي يمنحنا الشعور بالتفوق والحق في ممارسة العنف والإبادة ضدهم!


لذا فإننا كبشر وفي ظل الظروف المناسبة، نبدو جميعًا تقريبًا قادرون على الانزلاق إلى العقلية اللاإنسانية، وارتكاب أعمال وحشية كان من الصعب أو حتى المستحيل بالنسبة لنا القيام بها.


ماذا يعني هذا؟ يعني إن الاعتقاد بأن الآخر ليس شخصًا حقيقيًا يمكّننا من ارتكاب أعمال القسوة والدمار.

دون شعور بالخزي والعار!!


الغريب أننا نحن البشر، الكائن الوحيد على هذا الكوكب الذي تتجلى فيه كل المتناقضات، فنحب ونكره، نساعد ونؤذي، نمد يد العون ونغدر، وبالتالي نظلم ونتعرض للظلم في ذات الوقت، فهل كان الفيلسوف الفرنسي «بليز باسكال» على حق حين قال: أن البشر هم مجد الكون وحثالته أيضاً ! ؟.

شاهد أيضاً

حسين الشيخ يهاتف وزير خارجية سلطنة عُمان

حسين الشيخ يهاتف وزير خارجية سلطنة عُمان

شفا – هاتف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، وزير خارجية سلطنة …