11:11 مساءً / 21 أكتوبر، 2025
آخر الاخبار

نازية العصر الجديد إلى أين؟ بقلم : أ. خضير بشارات

نازية العصر الجديد إلى أين؟ بقلم : أ. خضير بشارات

منذ شرارة عام ( 1965 م ) و تفجير نفق عيلبون و انطلاقة الرصاصة الأولى في وجه الاحتلال و عبر التاريخ الطويل لكفاح الشعب الفلسطيني و الذي آخره السابع من أكتوبر من العام الماضي (2023م ) و الثورة الفلسطينية مستمرة و مشتعلة و شلال الدم الفلسطيني يتدفق ، لنيل الحرية و الاستقلال ، غير ملتفت إلى كل المشاريع الاستعمارية التي تهدف إلى تصفية القضية الوطنية ، و ذوبانها في دول الطوق تحت مسمى أرض بلا شعب ،


إن الأرض الفلسطينية كأبنائها الحقيقيين ترفض كل ما هو غريب و لا تقبل سيطرته عليها فهي تقاتل بكل مكوناتها ، الشجر يتشبث بمن زرعه ولا يتماشى مع اليد التي تحاول كسره فهو صلد أبي على الغربان ، الحجارة تتهاوى على العدو ، يقذفها الهواء النقي الرافض كل ملوثات الجو ، فهو جزء من المظاهر الكونية التي تتشكل منها فلسطين فيقاتل لبقائه نقيا طاهرا ، الإنسان الفلسطيني يناضل و يقاتل ، يواجه و يتحدى الهمجية الصهيونية ، ليدحض كل القرارات المزعومة التي تدعو لتوطين الاحتلال في وطنه ، المخيم رغم جرحه النازف الذي يمتد إلى سبعين عاما بل أكثر يوسع مدى ثورته ويطور أساليب الكفاح و يضيق الخناق على العدو فهو في حالة غير استقرار ليعود إلى مسقط راسه ، عهد اتخذه على نفسه و لم ترم الأجيال مفاتيح المنازل التي هجر منها الأجداد ، فالأحفاد حفظوا الوصية جيدا ، و لم ينسوا العهد و لم يتجاهلوا قسم النازحين أو اللاجئين ، فحق العودة تحفظه الذاكرة الوطنية مهما اشتعل الوطن سنينا من عمر الاحتلال ، الأرض ترفض الأقدام التي تسير عليها أجنبية الأرقام المدونة عليها و غريبة الصنع و ظلامية اللون الذي يطمس زي من يلبسها ، هي الأرض التي يلائمها من يخفف الوطء عليها ، و يرفق بتضاريسها ، و يتحسس جمالها ، و يعيش مع وعورة جبالها ،


إن ما تحياه الأرض الفلسطينية لهو حرب إبادة ، أطفال و نساء و رجال يحرقون بنيران العدو الصهيوني و المدعوم من رأس الشر أمريكا و معها عصبة الدول الاستعمارية ، فمن هنا يتحتم الحديث بلغة واحدة ، اما أن نطلق العنان للغة العقل أو أن نطلق أجنحة العاطفة ، فلا يجوز الدمج بينهما ، كما لا يعقل إن نكون عقلاء و مجانين في آن واحد ، فالتفريق بينهم واجب وطني ، و لا يمكن أن نحصرهما في وقت واحد أو مكان واحد فلكل منهما زمان و رجال ، فالحرب مؤلمة و لم يبدأ مشوار التعب بعد ، فساحة الحرب لازالت مستعرة و هاجة ، و نحن نقف في قارعة الليل ، نبحث عن حلم ينجينا ، جلدنا أنفسنا كثيرا في عمق السلم الذي لم تنبت بذوره بعد ، فجاءت عجلة الدورة الأخرى و وقفنا مذهولين لم نعرف ما نريد بعد ، فلحقنا الانقسام و الذي هو جزء من صفة القذارة التي منعت كل الاطياف من أن تقف في طريق واضحة الأهداف و معالمها معروفة ، تغطوا بقشور الأنا ، ليرفعوا عن صدورهم الملامة ، عروا ظهور الأبرياء لتبقى جباههم في أكياس البيع و الشراء ، من هنا لا أمل قريب ، فتلوح بشائره في أفق السماء المحروقة ، محرقة العصر و حرب الإبادة نعيشها اليوم بكل تفاصيلها الصغيرة منها و الكبيرة التي تقض مضاجع الإنسان ، فلا نعلق الآمال بالمحهول ، فلنتركه يأتي بما يحمل عسى أن يكون فرجا ، اليوم هو آلة البطش الصهيونية تضرب حممها ، تدمر ، تهدم ، تقتل ، تشرد لم تبق ما هو أهل للحياة ، تجعل الإنسان الفلسطيني يبحث عن أصغر حقوقه إن وجدها في قارعة الطرقات المتهدمة ، يفتش عن خيمة و ماء يقيه لهيب الصواريخ المتفجرة في أجساد الأطفال ، تعيدنا الهجمة الصهيونية إلى عقود حيث النكبة الأولى ، حيث الخيمة و كرت المؤن و علامة اللاجئ التي انطبعت على وجوه المشردين ، على الفلسطيني اليوم أن يحافظ على كمية الهواء النقي التي يمتلكها ليتنفس من خلالها ، و تمكنه من العيش في ظل السموم التي ترسلها طائرات العدو ، التي لا تحترم الإنسانية و لا تراعي قوانين الحروب ، فتقتل الأطفال و النساء و الرجال و تطحن البراءة و تخلطها مع ركام المنازل ، في ظل الدمار الذي اصاب القضية و ما يتبعه من الصمت العربي و الأجنبي تجاه الشعب الفلسطيني على الفلسطيني أن يصدح باعلى ما يملك من صوت ، أن يخرج عن صمته و إلا سيلحق بركب المتخاذلين الذين ينتظرون سقوط فلسطين من كبوتها لمرة آخرى أمام وحشية العدوان الإسرائيلي فاقد القيم و الأخلاق الإنسانية.

شاهد أيضاً

بيت لحم تحتفي بيوم التراث الفلسطيني بفعالية تؤكد دور الإعلام والفنون في صون الهوية الثقافية

بيت لحم تحتفي بيوم التراث الفلسطيني بفعالية تؤكد دور الإعلام والفنون في صون الهوية الثقافية

شفا – شاركت محافظة بيت لحم ممثلة بالأخ مراد حميد مدير دائرة الشباب والثقافة، في …