11:49 مساءً / 29 أبريل، 2024
آخر الاخبار

الضربة الايرانية لإسرائيل .. اهدافها وتداعياتها، بقلم : اللواء سمير عباهره

اللواء سمير عباهره

الضربة الايرانية لإسرائيل .. اهدافها وتداعياتها، بقلم : اللواء سمير عباهره

انتظرت ايران طويلا في الرد على اسرائيل التي وجهت لها ضربات كثيرة متتالية كانت اخرها تلك الضربة التي وجهنها اسرائيل الى القنصلية الايرانية في دمشق وأحدثت دمارا هائلا وأوقعت عددا من القتلى من كبار قيادة الحرس الثوري.

وقد انتابت اسرائيل بعض المخاوف بحكم ان اختيار توقيت ضرب القنصلية لم يكن موفقا بالنظر الى سياق وظروف الحرب التي تشنها على غزه وهو ما اعتبر ان هجوم اسرائيل على القنصلية الايرانية كان عملا متهورا قد لا يقتصر على توسيع كبير للحرب فحسب بل قد يشمل اقحام الولايات المتحدة وما قد يتوقف على نطاق الانتقام الايراني وتوقيته.


كل ذلك ولد ردود فعل لدى ايران بالتسريع في الرد على الهجمات الاسرائيلية نظرا لأهمية الاهداف التي ضربتها اسرائيل ورمزيتها والاحتجاجات السياسية في طهران التي طالبت بالانتقام لاستعادة الشرف والردع وسمعة ايران التي كان لديها خيارات بمهاجمة مصالح اسرائيل في الخارج، لكنها وجدت ان في هذا الخيار مشكلة يمكن ان يؤدي الى اطلاق العنان لعمليات ذات خطوات تصعيدية متبادلة مع اسرائيل، قد لا تستطيع طهران تحمل تبعاتها، بحكم الحماية التي تتمتع بها اسرائيل وتحديدا من جانب الولايات المتحدة الامر الذي دفع بإيران لاختيار العمق الاسرائيلي في توجيه ضربتها.

لكن حجم الضربة التي وجهتها ايران لإسرائيل في نتائجها العسكرية والأمنية لم تكن بحجم الحدث الذي وقع على ايران بتفجير قنصليتها في دمشق وما خلفته من وراءها لكن ربما كانت نتائجه السياسية اكبر من ذلك على الطرفين اعني اسرائيل وإيران اولا والولايات المتحدة ثانيا ودول الاقليم ثالثا.

ربما تكون تداعيات الضربة في نتائجها السياسية على اسرائيل قد صبت في صالح نتنياهو في احد اوجهها حيث ساهمت في اخراجه من ازمته السياسية والحزبية والشعبية بعد ان ادرك الاسرائيليون ان كيانهم يتعرض لمخاطر خارجية ويجب الالتفاف حول حكومتهم اضافة الى ان الضربة اعطت مساحة لنتنياهو لإعادة ترتيب اوراقه في حربه على غزه في ظل انشغال المستويات الرسمية والإعلامية الدولية بضربة ايران وتداعياتها على كافة المستويات مع عودة الدعم الامريكي والبريطاني مجددا لإسرائيل والذي كان تراجع في وقت سابق نتيجة الخلافات مع نتنياهو حول سير الحرب على غزه.

لكن ايران ارسلت رسالة بأنها احدى القوى الاقليمية التي يجب ان يحسب لها حساب وأنها قادرة على احداث تغييرات في المعادلة الاقليمية في ظل التناقضات السياسية القائمة في الاقليم. وهنا يجب الاشارة الى ان المسيرات والصواريخ الايرانية التي استهدفت اسرائيل انتهكت سيادة عددا من الدول العربية باختراق مجالها الجوي وإسقاط عددا كبيرا منها في هذه الاجواء وهذا له دلالاته السياسية التي يمكن ان تتصاعد ردود الفعل عليها من حيث الزمان والمكان.

لكن نتائج الضربة في مجملها كانت سياسية اكثر منها عسكرية حيث لم يكن لها نتائج تذكر من هذه الناحية.


وعلى ما يبدو ان الضربة الايرانية لإسرائيل ربما تكون اعادت المنطقة ووضعتها مجددا في بؤرة الصراعات الدولية بحكم التحول الذي طرأ على سياسة طهران بتوجيه ضربة لإسرائيل والذي ترك اثرا بارزا على التوازنات الدولية بما تأثرت به بعض الدول العربية التي كانت ساحة للمسيرات الايرانية التي وجهت نحو اسرائيل وهذا يعيدنا الى الصراع الذي خاضته دول الخليج مع ايران في اليمن حيث افرزت تلك المعطيات تحالفا عربيا واضحا ضد الاطماع الايرانية وربما يعود الصراع مجددا الى واجهة الاحداث.

فإذا كانت الولايات المتحدة قد تعهدت بالحفاظ على امن اسرائيل وردع ايران فيما لو حاولت الاعتداء عليها فان الباب ترك مفتوحا في المحيط العربي للتعامل مع الاطماع الايرانية في المنطقة حيث كان تطمينات الولايات المتحدة لدول الخليج العربي خجولة واقتصرت على دعوة قادة دول الخليج للتباحث في تعزيز التعاون بين الطرفين ويحمل هذا الموقف تراجعا امريكيا بالالتزام بأمن دول الخليج على غرار دفاعها عنها او عن مصالحها تحديدا بعد سيطرة ايران على كل من العراق وسوريا ووضع قدمها في اليمن بواسطة حلفاءها الحوثيين وتهدف الى الوصول الى الممرات المائية في مضيق باب المندب لخنق دول الخليج وتهديد الامن القومي العربي.


هذه الضربة الايرانية لإسرائيل ربما تكون حررتها من الضغوطات الدولية فقد اتضح من خلال مجريات الاحداث الاخيرة ان الولايات المتحدة ليست معنية بإضعاف ايران التي تقيم توازنات في المنطقة تخدم في محصلتها النهائية السياسة الامريكية وقد يؤسس ذلك لبداية انهيار صيغة التحالفات في المنطقة وتشكل تحالفات جديدة لان ما يجري يعني تراجعا في السياسة الخارجية تجاه المنطقة وفي اهتمام الولايات المتحدة بشكل اعطى دورا واضحا لإيران للتحكم في مقاليد السياسة الاقليمية.

شاهد أيضاً

وزير الثقافة عماد حمدان يستقبل الرئيس التنفيذي لشركة أوريدو سامر الفارس

وزير الثقافة عماد حمدان يستقبل الرئيس التنفيذي لشركة أوريدو سامر الفارس

شفا – استقبل وزير الثقافة عماد حمدان الدكتور سامر الفارس الرئيس التنفيذي لشركة أوريدو في …