2:46 صباحًا / 9 مايو، 2024
آخر الاخبار

ما بين اعلام المقاومة و اعلام الكيان الصهيوني .. نصرٌ تحقق ، بقلم : رانيا لصوي

رانيا لصوي

ما بين اعلام المقاومة و اعلام الكيان الصهيوني .. نصرٌ تحقق ، بقلم : رانيا لصوي

خسرنا النكسة، في العام 1967 بدأت المعركة في ذهن الشعوب العربية، في الذي نقل صورة لم تكن على أرض الواقع، لم تكن على الأرض، لم تبدأ قط، وانتهت بهزيمة الجيوش العربية التي النكسة.


صدام حسين الذي قدم جيشه على أنه رابع قوة عسكرية في العالم، في يوم لن ننساه ابدا وبعد خطاب مشتعل عن النصر المحقق لمنظومته الاعلامية، يشد العزيمة، ويرفع الهامات، بأن العلوج لن ينتصروا… كان سقوط بغداد.


استمرت الأنظمة القادرة على قراءة الحقيقة، ولكنها لا تملك القدرة على تقديمها لشعوبها، سقط القذافي بعد سقوط عاصمته أمام الفضائيات، أُسقطت بالتغريدات قبل أن يتحرك الشارع فعلا ضده .


داعش هي الأخرى التي حركت منظومتها الاعلامية من اجل تعزيز صورتها القاتلة أمام الناس، نشرت الخوف قبل أن تنشر الدماء، فحصدت الولاء والطاعة، خاضت حربها الاعلامية قبل أن تخوضها في الميدان.


والأمثلة كثيرة تسبق نكسه 67 ولن تنتهي في يومنا هذا… إذا هي الحرب الاعلامية “فالمنتصر والقوي هو من تفوز روايته للأحداث بصرف النظر عن حقيقة الأحداث”، ولهذا نجد أن الكيان الصهيوني المهزوم ذهب الى محاولة كسب المعركة اعلاميا، فمنذ اليوم الأول بث أكاذيبه وادعاءه باجرام المقاومة الفلسطينية وقيامها بقطع الرؤوس، قتل الاطفال واغتصاب النساء. ليس هذا فحسب بل نشر أعداد قتلاه وجرحاه وخسائره محاولا الهروب الى الأمام.


حاول صياغة الرواية التي تناسبه وتجلب له تعاطف العالم، وتعطيه الضوء الأخضر الكافي لأن يدمي غزة التي هزمته فعليا على أرض الواقع، فيحقق ربما انتصار ما في روايته.


رغم سيطرت الكيان الصهيوني على وسائل الاعلام الحديثة، الفضائيات، قنوات التواصل الاجتماعي بأغلبها، ورغم قدرته على الحد من المنشورات ذات المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية، رغم كل امكانياته، إلا أنه عمل على صياغة محتوى متكامل يصف عملية طوفان الأقصى ويكرس أنها ارهابية، قدمه بكل اللغات، وبكل الصور الممكنة.


ولكن كان التطور الكبير والملحوظ في اعلام المقاومة، والقدرة على القراءة والخروج من ذهنية اللعب بالحقائق كان هو الآخر حاضرا بقوة في هذه المعركة المفتوحة الى الآن… لقد خرجنا أخيرا من الصورة في أننا نريد أن نرمي الصهاينة في البحر وتكون أرضنا حرة.


خرج اعلام المقاومة بشكل واضح وحقيقي من هاوية اللاجواب، اللاحقيقة، وبالتالي اللاتأثير… توجه الى “المجتمع الاسرائيلي”، وكسب ثقته بصدق الرواية، البعد عن المبالغات والعواطف، التوثيق الدقيق..


ابتداءا من القدرة على تصوير العمليات العسكرية كلها وتقديمها الى جمهور المقاومة لرفع معنوياته واثبات قدراته من جهة، ومن جهة أخرى هزيمة الكيان معنوياً.


وفي سياق متصل، حضرت ذهنية الرد على الرواية الصهيونية، والاستعداد لها، ففي الوقت الذي حاول الكيان الصهيوني اغراق العالم بصور مفبركة، كان الاعلام المقاوم جاهزا بالرد من خلال فيديوها قادرة على قلب الحقيقة واثباتها في طريقة تعاطيه مع الرهائن والاسرى الصهاينة، وجوهر هذه الخطوة برأيي هي الاستعداد والجهوزية في خوض الحرب الاعلامية مع الكيان الصهيوني.


الاعلام الحربي للمقاومة الفلسطينية وفي استدراك متصل مع اعلام المقاومة الاسلامية في لبنان، كرس نفسه ومصداقيته أمام جمهورة ابتداء، كرس أوقات ضربة للكيان المحتل، كرس مصداقيته في البيانات العسكرية، كرس روايته حتى أصبح القادة العسكريين هم ملوك الميدان والقادرين دوما على هزيمة الاحتلال الصهيوني وروايته، اصحاب الوعد الصادق.


ليس هذا فحسب، بل أصبح الاعلام الحربي هو السباق في الخبر، قبل يومين وفي استهداف لقوة “اسرائيلية” حاولت التسلل برا الى قطاع غزه، وبعد خوض المعارك والاشتباك، اعلن الاعلام الحربي بيانه، كيف بدأت وكيف انتهت، الآليات الى خرجت عن الخدمة وأُعطبت، عدد الاصابات والقتلى في صفوف الكيان، مما اجبر الكيان الاسرائيلي على الاعلان وفشل ايضا في تقديم رواية مختلفة تحقق نصرا غير موجود.


وقبلها أيضا وفي جدا، كان للاعلام الحربي القدرة على قراءة نقاط الضعف لدى الشارع “الاسرائيلي” وعرض التغريدة في وقتها المناسب، بعد ما تحرك الشارع ضد المدعو نتنياهو من اجل الرهائن، عزز هذا الشرخ والضعف بتغريدته معلنا عدم اكتراث الأخير بالافراج عن الرهائن وعدم جديته في هذا الملف.


بات اليوم العالم مجبرا على عرض الرواية الفلسطينية، رواية المقاومة بكل عناوينها وأطيافها، هذا التحول والاستدراك حقق انجازا يُبنى عليه.


لأجل هذا التقدم النوعي انحرفت وانحدرت فضائيات كبرى مثل العربية والجزيرة اللواتي يقدمن اعلامهم بأنه الرأي والرأي الآخر، لم يجدوا سوى تكذيب الرأي الآخر وفق مافند روايته الاعلام المقاوم. بات عليهم الآن الخروج من هذا المستنقع والاكتفاء باعلام المقاومة، الفرز اليوم أصبح ضرورة ملّحه وفق معادلة فرضتها المقاومة.


وفي الجانب العالمي رأينا انحدارا أخلاقيا يقيد الحريات والرأي الآخر مثل BBC ودورها المشبوه والمنحاز.


ما نريده اليوم اعلام يتجاوز غرور وعنجهية أنظمته، اعلام بعيد عن التوريط وخلق الاكاذيب التي تغرق أصحاب القرار فيها، قبل شعوبها، فهم يخلقون الوهم ويقعون فيه.

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال تقتحم بلدة تقوع جنوب بيت لحم

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال، مساء اليوم الأربعاء بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم. وأفادت …