شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .
من أدرك الزمان أدرك المعنى الحقيقي للحياة، بقلم : ثروت زيد الكيلاني
وقت مثمر أمضيناه معاً في وحدة المكان عبر محطات المهنة في منظومة التعليم، ربما اختلفت اجتهاداتنا في تصوُّر أمر من الأمور، فذلك نابع من الإحساس العميق بتحمل المسؤولية ومن باب التعدد والتنوع والتدافع بما فيه المصلحة العليا، ويبقى في موضع الحوار الإيجابي الذي لا تنازع فيه لتضارب مصالح خاصة.
يأتي اليوم استجابة لقواعد رقمية وضعناها بصرامة، تتحدث عن وجودنا الإنساني الحيوي، سميناها العمر الزمني، الذي قد يعبر عنّا وربما لا يمت لنا بصلة على الإطلاق، كأشجار صمت كبرت من شدة الاعتكاف في جمرات الصبر، وأروح وأجئ بين أكوام نبض تعصف بذكريات فيها البرء والسقم، ونبض يحدث عن انطفاءات ما وراء النوى وأحلام عميقة.
ما أنا إلا كغيري من الناس خلاصة خبرات تجارب حياة يومية، تمزج بين المتناقضات الأصيلة وغيرها في إطار مفهوم الإنسان الشامل، الذي نبحث فيه عن إمكانية الخلاص من خلال الوعي وإعمال العقل الذي ينسجم مع كينونة الإنسان التي تتجاوز كل القوانين والهويات القومية والدينية والأيدلوجية، إنها حدود اللامحدود (الزمان والمكان).
وفي السعي نحو الحلم بنهضة تعليمية تستنبت في حاضنة دافئة أصيلة وفق مشروع وطني عروبي عقلاني تجديدي برؤية تتحرر من آفاق قيود الاقتصاد المطلق، وإزاحة التفكير الوثني عن عقل أطفالنا وروحهم، وتحريضه على المشاركة في صناعة التاريخ واستلهام عناصر التراث الإيجابية دون استنساخ، وصناعة المتعلم الإنساني القدوة قائد المدينة.
لنحتكم في تفسيرنا للواقع إما لقانون الهوية أو لقانون السببية، وألا نكون سجناء للعقل الجمعي أو الخلط بين المرئي والمعقول، والاستسلام لوهم التمادي الوجودي بالمظهر، وإدراك أنّ الحاجة للقدرة الأخلاقية أكثر من القدرة الفيزيائية، والجدارة بديل عن القوة.
لا يوجد متسع لنسيان أطفال كانوا قبل أكتوبر يمدحون ظلال أمواج البحر، وأخذتهم الخطى إلى مدن الرماد، عندما جاءهم الغرباء، حتى تجاوزت أصوات البراءة الشرفات لتعانق صحن السماء، وكأنهم منارات مستهدفة لأمراء الحرب، وقيل لأطفال الساحل أن المدينة ليس فيها وفرة لذاكرة الأحفاد.
يروح بنا الزمان ويمضي، ومن أدركه فقد أدرك المعنى الحقيقي للحياة.
