3:18 مساءً / 4 مايو، 2024
آخر الاخبار

من الكذب إلى السرقة: سيرة احتلاليّة ، بقلم : د. صلاح جرّار

من الكذب إلى السرقة: سيرة احتلاليّة ، بقلم : د. صلاح جرّار

من الكذب إلى السرقة: سيرة احتلاليّة ، بقلم : د. صلاح جرّار


ارتبط قيام دولة الاحتلال الصهيوني بكلّ الموبقات التي عرفتها البشرية، فقد استندت بدايتها الأولى على جملة من الأكاذيب المصطنعة التي روّج لها اليهود، ودعمتها الدول الغربيّة مثل: أرض بلا شعب لشعبٍ بلا أرض، بالإضافة إلى أكذوبة الحقّ التاريخي والديني التوراتي، ثم توالت الأكاذيب في كلّ جوانب حياتهم ووجودهم وممارساتهم على أرض فلسطين، وهي الأكاذيب التي يسوّغ بها هؤلاء الصهاينة وحلفاؤهم الغربيون جميع أشكال الجرائم الوحشية التي يمارسونها ضدّ الشعب الفلسطيني منذ اليوم الأول لحلولهم في أرض فلسطين.

ومن ممارساتهم البشعة التي تولّدت عن طبع الكذب لديهم ممارسة السرقة بكلّ صورها وأشكالها التي يمكن أن تخطر في البال، فمثلما بدأوا احتلالهم لأرض فلسطين بالكذب فقد بدأوه أيضاً بالسرقة، وما الاحتلال إلاّ سرقة وطن الآخرين، وهو من أعلى درجات السرقة وأخطرها. ولم يكتف هذا الاحتلال بالاستيلاء على مساحة واسعة من أرض فلسطين وارتكاب المجازر ضدّ أهلها وتشريد بعضهم، بل استمرّ تدريجيّاً بالاستيلاء على ما تبقى من الأرض ومصادرة الأملاك والمنازل وإحلال المستوطنين فيها، وما زالوا يفعلون ذلك عاماً بعد عام ويوماً بعد يوم، ويقاس نجاح أيّ مسؤول منهم بمقدار ما يحققه من مصادرة الأراضي والممتلكات وضمّها والتوسّع في إقامة المستوطنات عليها.

وقد تطوّرت مجالات سرقتهم حتى شملت سرقة الآثار الفلسطينية والمخطوطات والوثائق وكلّ ما يمكن أن يثبت الهوية العربية الفلسطينية للبلاد التي سرقوها، وفي عدوانهم الأخير على غزّة سرق جنود الصهاينة ثلاثة آلاف قطعة أثرية من المتحف الوطني الذي يتخذ من جامعة الإسراء مقرّاً له.

ومن أبشع السرقات التي يمارسها الصهاينة في فلسطين سرقة جثامين الشهداء ثم سرقة الأعضاء من هذه الجثامين، ومن أجل الحصول على مزيد من الجثامين نبشوا المقابر في غزّة وسرقوا الجثامين منها، وعندما أعادوا بضع عشرات من الجثامين تبيّن أنّها قد نزعت منها أعضاء كثيرة مثل الرؤوس وفروات الرؤوس والجلود وغيرها.

ولم يتورّع الإسرائيليون عن سرقة الأطفال الرضّع، وقد كشف العدوان الذي يشنه الصهاينة على غزة أنّ جندياً خطف طفلة رضيعة من غزّة وهرب بها خارج غزّة ولم يعرف مصيرها حتى الآن.

وما زال المحتلّون الصهاينة منذ قيام دولتهم يسرقون التراث الفلسطيني في المأكل والملبس والغناء والموسيقى والدبكات والمصنوعات التراثية وينسبونها لأنفسهم ويدّعون أنّها من تراثهم.

ومنذ أن أطلقت حكومة الصهاينة أيدي المستوطنين ليعيثوا فساداً في الضفّة الغربيّة أخذ هؤلاء المستوطنون يهاجمون القرى والتجمعات السكانية الفلسطينية ويعتدون عليها ويسرقون أغنام الأهالي ومواشيهم وسيّاراتهم ومحاصيل حقولهم وبحماية الجنود الصهاينة.

أمّا سرقة الأموال والذهب والمجوهرات وحلي النساء فحدّث ولا حرج، وممّا اعتاد عليه الجنود الصهاينة أنّهم عندما يعتقلون المدنيين يقومون أول ما يقومون به سرقة كلّ ما في جيوبهم من أموال بالإضافة إلى ساعاتهم وهواتفهم المحمولة. كما قامت القوّات الصهيونية بمداهمة شركات الصرافة في مدن الضفّة الغربيّة ومصادرة أموالها التي تقدّر بملايين الدولارات. كما قام جنود الاحتلال بسرقة ما يقرب من خمسة وعشرين مليون دولار من أموال وذهب ومصاغ من منازل قطاع غزّة في عدوانهم المتواصل.

هذا إلى جانب أنواع كثيرة من السرقات التي مارسها وما زال يمارسها هؤلاء الصهاينة في فلسطين وخارجها.

إنّ من يبني كيانه على الكذب لا يتورّع عن اقتراف كلّ الموبقات ومنها السرقة، ومن يقيم وجوده على الكذب والسرقة لا يتورّع عن سرقة أيّ شيء يمكن أن تصل يداه إليه.

وما دامت الشرائع والقوانين الدينية والدنيوية تنصّ على عقوبة للسارق فلا بدّ من إنزال العقوبة المناسبة على من سرق الأرض والمنازل والآثار والتراث والمواشي والأموال والمجوهرات والأطفال والمقابر وجثامين الأموات، ومتى صمت العالم على هذا السارق فإنّه يصبح شريكاً له في جريمته.

شاهد أيضاً

مستوطنون يعطبون مضخات مياه في الأغوار الشمالية

مستوطنون يعطبون مضخات مياه في الأغوار الشمالية

شفا – أعطب مستوطنون، اليوم السبت، مضخات مياه لأحد المزارعين في خربة الدير بالأغوار الشمالية. …