4:46 مساءً / 3 مايو، 2024
آخر الاخبار

نهاية المشروع الصهيوني وتنامي المشروع الوطني الفلسطيني(ج١) بقلم : غسان ابو نجم

نهاية المشروع الصهيوني وتنامي المشروع الوطني الفلسطيني(ج١) بقلم : غسان ابو نجم

السابع من أكتوبر تاريخ كتبته المقاومة الوطنية الفلسطينية بأحرف من ذهب وسيؤرخ للقضية الفلسطينية ما قبل السابع من أكتوبر وما بعده.
لم يكن يتوقع قادة الكيان الصهيوني ان تصل بهم معركة طوفان الأقصى إلى ما وصلت اليه حالهم فجيشهم غارق في وحل غزة يتلقى الضربات ويحصد الهزيمة تلو الأخرى ويقف عاجزا عن تحقيق أي من الأهداف التي رسمها وقادته السياسيون يتخبطون ويطلقون التهديدات ضد المقاومة وهم يعلمون انهم مهزومون ويطلقون الوعود لأهالي الأسرى بقرب عودتهم ويعدون اهالي المغتصبات بأنهم عائدون لمنازلهم قريبا وهم يعلمون انهم يكذبون ويعيش السكان حالة من الهلع والخوف دفع الكثير منهم لمغادرة البلاد عدا عن حالة الركود الاقتصادي وعجز الموازنة وفقدان المنفعة من سلة الغذاء التي كانت توفرها المغتصبات في جنوب وشمال البلاد.
وكانت الصفعة الأهم هي الدعوى التي رفعتها دولة جنوب افريقيا أمام محكمة العدل الدولية تتهم الكيان الصهيوني بموجبها بالإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني حاشدة كم هائل من الأدلة الجنائية التي ارتكبها أخطر منظمة إرهابية عرفها التاريخ هي الجيش الصهيوني والتي بموجبها في حال اتخذت المحكمة قرارا بإدانة الكيان الصهيوني ان يصنف كنظام نازي وتفرض عليه سلسلة عقوبات عسكرية واقتصادية وتفرض عليه مغادرة غزة.

لينكسر ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني تابو المحرمات الذي فرضته دول العالم الغربي على محاسبة الكيان الصهيوني الذي قام أصلا على نظام المظلومية نتيجة الهولوكوست.
وهذا الانهيار للمشروع الصهيوني لم يعد فرضية او أمنية تداعب أحلام الشعب الفلسطيني بل تخوف واقعي يقلق قادة الكيان الصهيوني ومفكريه ويتم طرحه في اوساط مؤرخيه وربما كان الان بابيه الأكثر وضوحا في طرح هذا التخوف

حيث
رأى المؤرخ الإسرائيلي المعروف، البروفيسور إيلان بابيه، أن ثمة مؤشرات على نهاية المشروع الصهيوني، داعيا “حركة التحرير الفلسطينية” إلى الاستعداد لملء الفراغ كي لا تسود فترة فوضى طويلة كما حصل في سورية ودول أخرى في العالم العربي وشمال أفريقيا.
وتحت عنوان: “بداية نهاية المشروع الصهيوني”، قال المؤرخ بابيه، خلال ندوة عقدت السبت في مدينة حيفا في الداخل الفلسطيني، إن بداية نهاية هذا المشروع هي “مرحلة طويلة وخطيرة، ولن نتحدث عن المستقبل القريب للأسف، بل عن المستقبل البعيد، لكن يجب أن نكون جاهزين لذلك”، معرباً عن تفاؤله بـ”أننا في مرحلة بداية نهاية المشروع الصهيوني”. وقال: “يجب أن نكون جزءا من الجهود لتقصير هذه الفترة”.
وأشار المؤرخ الإسرائيلي وأستاذ كلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة “إكسيتر” البريطانية، ومدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية، إلى خمسة مؤشرات على بداية نهاية المشروع الصهيوني، حسب اعتقاده:

الأول يتمثل في “الحرب اليهودية الأهلية التي شهدناها قبل 7 أكتوبر الماضي، بين المعسكر العلماني والمعسكر المتدين في المجتمع اليهودي في اسرائيل”. وقال إن المجتمع العلماني، ومعظمه يهودي أوروبي، يسعى إلى حياة ليبرالية مفتوحة، في حين أنه على استعداد لمواصلة قمع الفلسطينيين، وإن كان على استعداد للتخلي عن أجزاء من الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، أما التيار المقابل فيتمثل في “دولة يهودا”، ونشأ في المستوطنات المقامة في الضفة، ويطمح إلى تحويل إسرائيل إلى دولة دينية يهودية عنصرية، لافتاً إلى أن هذين المعسكرين “سيشهدان حروبا في المستقبل، كون “الإسمنت الذي يجمع الاثنين معًا هو التهديد الأمني، ولكن حتى هذا لا يبدو أنه يعمل بعد الآن، وهو يفشل أمام عيوننا”.

أما المؤشر الثاني، بحسب بابيه
الدعم غير المسبوق للقضية الفلسطينية في العالم واستعداد معظم المنخرطين في حركة التضامن لتبني النموذج المناهض للفصل العنصري الذي ساعد في إسقاط هذا النظام في جنوب أفريقيا، مشيرا في هذا السياق إلى حركة مقاطعة إسرائيل
وسحب الاستثمارات منها (BDS).

وقال: “هذا أمر هام جدا. إضافة إلى تأطير إسرائيل كدولة فصل عنصري من قبل المنظمات غير الحكومية المحترمة مثل منظمة العفو الدولية “أمنستي”، و”هيومن رايتس ووتش” و”بيتسيلم”. أرى أننا ندخل في فترة جديدة بتحوّل الضغط من المجتمع إلى الحكومات”.

يرتبط المؤشر الثالث بالعامل الاقتصادي، إذ يرى بابيه أنه “يضم أعلى فجوة بين من يملك ومن لا يملك.. بالكاد يستطيع أي شخص شراء منزل، وفي كل عام يجد الكثيرون أنفسهم تحت خط الفقر”. وأضاف: “على الرغم من الإنفاق الضخم على الحرب بعد 7 أكتوبر، ورغم دعم الولايات المتحدة، هناك رؤية قاتمة لمستقبل الصلابة الاقتصادية لدولة إسرائيل”.

يتجلى المؤشر الرابع، بحسب المؤرخ ذاته، في “عدم قدرة الجيش على حماية المجتمع اليهودي في الجنوب والشمال”. وقال في هذا السياق إن “هناك 120 ألف نازح من الشمال لاجئون، كلهم من اليهود في الجليل، ولا يوجد أي لاجئ فلسطيني بينهم (..) بعد 7 أكتوبر فشلت الحكومة في توفير المساعدة لعائلات القتلى والجرحى”.

يتمثل المؤشر الأخير في موقف الجيل الجديد من اليهود، بما في ذلك في الولايات المتحدة الأميركية، والذي يأتي على عكس الأجيال السابقة، “التي حتى أثناء انتقادها لإسرائيل، اعتقدت أن هذه الدولة كانت تأمينًا ضد محرقة أخرى أو موجات من معاداة السامية”. وقال: “هذا الافتراض لم يعد يحظى بتأييد العديدين من الجيل الشاب من اليهود. وعدد غير قليل منهم ينشطون بالفعل في حركة التضامن مع الفلسطينيين. هذا الجيل يترك الأصوليين المسيحيين كأساس رئيسي للوبي المؤيد لإسرائيل في المستقبل، وليس قاعدة صلبة للشرعية الدولية”
يتبع……

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: نحتاج 18 مليار دولار لإعادة بناء مستشفى الشفاء في غزة

الأمم المتحدة: نحتاج 18 مليار دولار لإعادة بناء مستشفى الشفاء في غزة

شفا – أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ينس لايركه أن المنظمة بحاجة إلى …