7:54 مساءً / 1 يوليو، 2025
آخر الاخبار

ما يحدث داخل السجون يؤسس لما سيحدث في الخارج بعد عشرين عاما، بقلم : د. ناصر اللحام

ما يحدث داخل السجون يؤسس لما سيحدث في الخارج بعد عشرين عاما، بقلم : د. ناصر اللحام

ما يحدث داخل السجون يؤسس لما سيحدث في الخارج بعد عشرين عاما، بقلم : د. ناصر اللحام

أكبر عمليات اعتقال مرّت على الشعب الفلسطيني كانت فترة الانتفاضة الأولى .

حيث جرى اعتقال نحو 12 الف فلسطيني بشكل ثابت ونحو نصف مليون فلسطيني بشكل جرار في المعتقلات الإسرائيلية في قطاع غزة وفي كل مكان ، وقامت حكومتي رابين وشامير بفتح سجون جديدة ومعسكرات في الصحراء لاستيعاب وتسهيل قمع الاسرى الذين لم يخضع معظمهم لأية محاكمة طبيعية .

وفي الحالة التي تم تقديم الاسرى لمحاكمات كانت هذه المحاكم عسكرية وتأتمر بأمر السجن بموجب فرمان من الحاكم العسكري .


بعد سبع سنوات على الانتفاضة الأولى فوجئ الإسرائيليون والعامل ان قادة الأسرى هم نفسهم قادة الحركة الوطنية وقادة التنظيمات في الخارج ، وقد اعتمد الزعيم عرفات عليهم بشكل كامل في ضبط الأوضاع الميدانية في الأرض المحتلة واعتمد عليهم – وكان لهم دورا حاسما – في قبول اتفاقيات أوسلو . كما شاركوا في تشكيل الأجهزة الأمنية ومؤسسات السلطة حد وصل الامر ان يكون سبعة وزراء في احدى الحكومات اسرى سابقون في سجون الاحتلال .


هذه الأيام باتت الأمور اكثر وضوحا ولا داعي للمفاجئة مرة أخرى . المرشح الأقوى للرئاسة السلطة ولرئاسة حركة فتح هو الأسير مروان البرغوثي ، كما ان الأمين العام للجبهة الشعبية هو اسير أيضا ، ومثله قيادات وازنة من حماس والجهاد الإسلامي وقيادات المجتمع الفكرية والبرلمانية .


ان ما تفعله مصلحة السجون والوزير المتطرف بن غفير ضد الاسرى سيظهر بعد سنوات على شخصية هؤلاء القادة حين يتولوا القرار السياسي والأمني في الخارج ، وان التنكيل بهم وقمعهم والاعتداء عليهم وما نسمعه من قصص مهينة ومخزية سوف يتحول الى سلوك وفكر وردة فعل لديهم بعد ان يصبحوا هم أصحاب القرار .


ليس هم فحسب من يدفعون نتائج القمع وجنون التطرف ، وانما الجمهور الإسرائيلي والمجتمع الفلسطيني سوف يتأثر بهذا القمع وهذه الجرائم .
نظرة واحدة على القيادات الفلسطينية في الخارج من جميع القوى والتنظيمات سوف نجد الاسرى المحررين في موقع صنع القرار .


ان طريقة التعامل الإسرائيلي هذه الأيام مع الاسرى ، وطريقة تعامل المقاومة في غزة مع الاسرى الإسرائيليين . تخلق مقارنة لا بد وان تعكس ردة فعل كل جمهور مستقبلا على هذا الصراع الذي لا تبدو له اية نهاية حاليا .


وطالما ان الصراع مستمر .ولا تبدو نهايته قريبة . يبقى السلوك هو ما يميز الانسان الحضاري عن الحيوان .

شاهد أيضاً

فارسين أغابكيان شاهين تستقبل السفير الصيني تسنغ جيشن وتثمن مواقف الصين الداعمة للقضية الفلسطينية

فارسين أغابكيان شاهين تستقبل السفير الصيني تسنغ جيشن وتثمن مواقف الصين الداعمة للقضية الفلسطينية

شفا – استقبلت وزيرة الخارجية والمغتربين فارسين أغابكيان شاهين بمقر الوزارة في رام الله، اليوم …