6:37 مساءً / 19 أبريل، 2024
آخر الاخبار

قتل الأمل الفلسطيني ! بقلم : سعيد مضيه

قتل الأمل الفلسطيني ! بقلم : سعيد مضيه

قتل الأمل الفلسطيني ! بقلم : سعيد مضيه

في حمى الهوجة الصهيونية المستظلة بعيد الفصح اليهودي خطب شلومو نيئمان ، رئيس مجلس المستوطنات بالضفة، وبحماس، غذاه احتلال المستوطنين السلطة التنفيذية بإسرائيل، طالب نيئمان ب” قتل الأمل الفلسطيني”.
يتوجب الإشارة أولا الى أن عيد الفصح تستثمره الصهيونية لتعميق ثقافة التفوق العرقي؛ إذ في كل عيد يجتمع الأب بأفراد أسرته يسرد حكاية الخروج من مصر، مستعرضا مسلسل اضطهادات اليهود عبر التاريخ، مركزا ، بطبيعة الحال، على شعب فلسطين.


يتكثف التحريض الشوفيني على شعب فلسطين خاصة وجميع الأغيار بعامة، اضطهدوا عبر التاريخ ويضطهدون اليهود “الضحية” .


إسسرائيل الضحية! اعتاد الصهاينة ومناصروهم في العالم كلما اقترفت إسرائيل عدوانا جديدا تبريره ب ” حق إسرائيل في الدفاع عن النفس”؛ إسرائيل، المبادرة بالعدوان دوما باعتبارها دولة وظيفية، هي الضحية، وجرائمها ردود أفعال أو حروب وقائية؛ تنكر بذلك طابعها العدواني المزمن، والمقرر منذ التبشير بها وقبل نشاتها حركة امبريالية عنصرية وعدوانية وإحدى أدوات السيطرة الامبريالية على المنطقة.

ماذا يحفظ التاريخ ؟

لنرجع الى البدايات كي نرى من الجاني ومن الضحية.


عام 1891 قام الزعيم الصهيوني أشر بن تسفي غينزبيرغ بجولة في انحاء فلسطين ، سجل مشاهداته في مقالة نشرها ذلك العام ، اختزل فيه التشوهات النفسية للمستوطنين حديثا بفلسطين:”كانوا عبيدا في أقطار منافيهم، وفجأة وجدوا انفسهم وسط برية غير محدودة الحرية، لآ وجود لها إلا في قطر مثل تركيا؛ هذا التغيير ولد لديهم ميلا الى الطغيان الذي ينمو حين يصبح العبد ملكا.


انهم يعاملون العرب بعداء وقسوة على أراضيهم بدون وجه حق ويتباهون بذلك”.


شارك غينزبيرغ في المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 ورفض قراره بإنشاء دولة يهودية.
كتب مقالاعنوانه ” ليس هذا هو الطريق” تحت اسم مستعار عرف به فيما بعد “أحد هعام” – أحد ابناءالشعب.
اعتزل الحركة وقاطع مؤتمراتها. دعا في المقالة الى “صهيونية ثقافية، مكان يجري في إحياء الثقافة اليهودية بمضمونها الإنساني.

أضمر الصهاينة منذ البداية ، كما ورد في كتاب هيرتزل ” الدولة اليهودية” فكرة إقصاء سكان البلاد الأصليين في المنطقة التي ستقام عليها الدولة اليهودية؛ لم يحسم الرأي اين ستقام الدولة- أميركا اللاتينية ، إفريقيا او الشرق الأوسط.
قرروا مسبقا موقفا عنصريا وعلاقة كراهية مع الشعب الذي سيقيمون وطنهم القومي ودولتهم في ربوعه !! حَسَم الخيار اعتبارات الدين ومصالح قوى الامبريالية في الشرق الأوسط، فتقرر توجيه مشاعر العداء العنصري للعرب عامة ولشعب فلسطين على وجه الخصوص.

وفي العام 1919 توجهت بأمر من الرئيس الأميركي بعثة أميركية لتقصي رأي شعب فلسطين، الذي حرم من حق تقرير المصير انسجاما مع وفد بلفور.
حملت البعثة كنيتي عضويها، كينغ- كراين، وجالت في أنحاء فلسطين ، خاصة مدينة القدس، وزارت دمشق سجلت انطباعاتها في تقريرقدم الى مؤتمر فرساي، ضمنته أن المشروع الصهيوني لن ينجز بدون عنف مسلح؛ أوصت بالعدول عن دعم المشروع الصهيوني.


اهمل تقريرها حتى من قبل الرئيس الأميركي الذي أرسلها.

وفي بدايات العقد الثالث من القرن الماضي رفض جابوتينسكي، زعيم جناح حيروت في الحركة الصهيوينة(سلف الليكود الحالي) نهج بن غوريون المراوغ وتكتمه على نوايا الاستحواذ على كامل فلسطين التاريخية.
وبذلك اطلق اسم الصهيونية المراجعة ( ريفيجينيست) اي الرجوع الى الأصل الذي أقره المؤتمر الصهيوني الأول، حيث طالب بدولة يهودية.


( تكتم بن غوريون على فكرة دولة إسرائيل حتى المؤتمر الصهيوني المنعقد لأول مرة في الولايات المتحدة عام 1942).
أعلن جابوتينسكي صراحة مشروعه في مقال دونه عام 1923 مع سكرتيره الخاص ، بن زيون نتنياهو- والد بنجامين نتنياهو.


عنوان المقال “الجدارالحديدي.. نحن والعرب”، قال فيه ان الفلسطينيين شعب وليسوا رعاعا والمعارضة الفلسطينية للمشروع الصهيوني لا مفر منها، وبذا فالاتفاق الطوعي معهم بعيد المنال”.
فيما بعد تخلى بن زيون نتنياهو عن النظرة الإنسانية للشعب فلسطين وتبنى الرؤية الصهيونية كون شعب فلسطين “أشباه وحوش”.


اما بصدد رؤية جابوتينسكي بصدد اعتماد”القوة العسكرية المتفوقة” مع الاستيطان المكثف حتى يفقد الفلسطينيون الأمل ويضطروا للتسليم، فقد تمسك بها.
ورث الرؤية ميناحيم بيغن واختزلها بعبارته الأثيرة ” سوف نجبر الفلسطينيين على الخضوع لمشيئتنا” وتطوررت في حمى الحملات الاستيطانية ونزع الأراضي من ملاكها العرب الى ان صاغها تحت وهج عربدة القوة شلومو نيئمان، بقيادة نبنيامين نتنياهو، ” قتل الأمل الفلسطيني”.


ومن أحق من بنيامين نتنياهو من ورثة تركة أبيه؟!


في ثلاثينات القرن الماضي تشكلت مجموعة من المثقفين اليهود استلهموا التوجه الثقافي لأحد هعام (توفي عام 1929)، أطلقوا على تجمعهم “برت شالوم” من بينهم إيهودا ماغنس رئيس الجامعة العبرية وحنة ارندت الفيلسوفة الألمانية ومارتن بوبر،أستاذ الفلسفة بالجامعة العبرية، وهنريتا شولتزإحدى مؤسسات حركة هداسا النسوية.
كان البرت أينشتين من مؤيديها، وفي اوائل الثلاثينات صرح لصحيفة فلسطين الصادرة في يافا ان الحركة الصهيونية لا تنوي إٌقامة دولة بفلسطين؛ لم يصدر التصريح عن مراوغة حينئذ شأن بن غوريون، الذي كما سبق لم يعلن الدولة اليهودية ضمن البرنامج الصهيوني إلا عام 1942.


وفي تصريح لاحق أفاد نوعام تشومسكي ان أبويه كانا من أنصار حركة بريت شالوم وأنه تزعم في ثلاثينات القرن الماضي اتحاد الشبيبة الصهيونية ولم يكن في برنامجها إقامة الدولة .
لم يكن لنشاط مجموعة بريت شالوم تأثير سلبي يذكر على البرنامج الصهيوني ، حيث كان الدعم الغزير يتدفق من جانب الاحتكارت اليهودية لمشروع بن غوريون( ملكية عبرية وعمل عبري ودفاع عبري)، الذي أشرف بنفسه على الإجراءات العملية والتنظيمية والثقافية للاستيطان.

عشق القوة العسكرية

بعد اندلاع ثورة 1936 بفلسطين تبنى بن غوريون مشروع الجدارالحديدي، واستمرت هذه الاستراتيجية عدوانا متواصلا، يتقطع بمفاوضات من موقع القوة.


كتب بن غوريون في مذكراته لفترة الثلاثينات حول دولة يهودية نقية.


توصل الى حتمية تهجير الفلسطينيين من أراضي الدولة اليهودية من خلال ” اعمال وحشية”، كما كتب في مذكراته ذلك الحين؛ بعد تأمل، توصل بن غوريون الى ان أن دولة يهودية يجب ان تكون صهيونية خالصة ونقية من “الأغيار” كي تكون “ليبرالية” تشارك الغرب في الولايات المتحدة واوروبا قيمهم ونظمهم.
وهذا لن يتحقق إلا بطرد المواطنين العرب عن طريق تدبير المذابح؛ وفي ذلك خروج على وعد بلفور الذي اشترط عدم المساس بحقوق ومصالح السكان الأصليين.
بالفعل ، لم يمض سوى تسعة عشر يوما على صدور قرار التقسيم، الذي أغفل مسألة الحفاظ على مصالح العرب في الدولة اليهودية، حتى بدأ مسلسل المجازر بقرية الخصاص في 18 كانون أول / ديسمبر 1947 ، نسفت البيوت، في التاسعة ليلا ،على الأهالي النائمين بتفجيرات وضعتها مفرزة من منظمة الهاجانا يقودها يغئال آلون.
ذلك هو التجسيد العملي ل”الأعمال الوحشية”.
منذ ذلك الحين ، وقع قادة إسرائيل في حب الجدار الحديدي، والقوة العسكرية، كما أفاد آفي شيلاييم، الأستاذ بجامعة أكسفورد وأحد المؤرخين الجدد في إسرائيل.

بعد قيام الدولة رفض بن غوريون الدخول فيحلف مع الولايات المتحدة ، خشية ان يمنعه ذلك من تنفيذ النسخة الثانية من النكبة.
أصر على ان تكون العلاقات عدائية مع دول الجوار العربية، وحرص الجيش على تدبير الاستفزازات المسلحة بين الحين والآخر.
حاول بن غوريون ثلاث مرات الاستيلاء على الضفة الغربية، واخيرا توصل الى إعداد خطة عام 1963لتنفيذ الاستيلاء على الضفة ، كما اورد إيلان بابه في كتابه ” اكبرسجن في العالم”.

حان موعد تنفيذ الخطة بعدوان حزيران جرى بالتعاون مع الإدارة الأميركية وتحت قناع “حرب وقائية “؛ دشن الاحتلال حملات متلاحقة من نهب الأراضي وبناء المستوطنات ونقل اليهود من دولة إسرائيلللإقامة بمستوطنات أقيمت على الضفة وقطاع غزة.


كان هدف الاحتلال العسكري خلق واقع جديد بالمنطقة بأسرها يخضعها لمشيئة التحالف الامبريالي – الإسرائيلي، يكبح أي دعم عربي لشعب فلسطين ، الذي حوصر داخل سجن كبير تكبله قيود تمنعه من تقرير مصيره ومصير الأراضي التي يقيم عليها .

لم يقتصرالتفوق الإسرائيلي على القوة العسكرية؛ فإلى جانب التفوق العسكري كان التحالف الاستراتيجي مع الامبريالية يدعم بالسبل ؛ وفي الداخل أحيلت سياسة الاستيطان ثقافة تفوق وكراهية عرقيين، عبأت طاقة شعبية مشحونة بالكراهية العنصرية وإعلاء جدار الأبارتهايد.


ذراع العسكر تدعمها طاقة تأييد جماهيري متمحس لكل ما تقوم به الذؤاع العسكرية! كذلك استطاع التحالف الاستراتيجي دفع الأنظمة الأبوية والتابعة لرفع اليد عن الشعب الفلسطيني، إما كرها أو بحكم التبعية للامبريالية.
تضافرت هذه القوى مجتمعة في مرحلة حالكة كادت ان تسد ابواب الأمل بوجه شعب فلسطين .

وجاء منعطف اوسلو يستثمر المأزق الفلسطيني، في عملية تفاوض عقيم مضت مع اختلال التوازن.
دخل الجانب الفلسطيني المفاوضات ضعيفا بسبب موقفه من حرب الخليج.


استهدف الجانب الإسرائيلي ان تشعر العالم بأن السلام وشيك، وان تغطي المفاوضات على حملة استيطان مكثفة . ما جذب رابين لاتفاق اوسلو عدم المطالبة بتفكيك المستوطنات.
تفاوضت منظمة التحرير من موقف ضعف شديد، أبعدت احتمال تجميد الاستيطان او تفكيك المستوطنات. ادوار سعيد شبه الاتفاق بالاستسلام ولن ينشأ جديد نظرا لاختلال توازن القوى. اغتيل رابين ولم يعقبه من يواصل نهجه.

مازق القوة المسلحة

في بدايات القرن الحالي صعدت الامبريالية هجومها على المنطقة، غزت العراق ومع تعثر الهجوم استعانت بتغذية الفتن والحروب الأهلية في مختلف الأقطار العربية.


ولكن مقاومة حزب الله في لبنان أجبرت الاحتلال الإسرائيلي على الهرب من لبنان بدون شرط.

لأول مرة يقهر الجيش الذي لا يقهر، وتتجلى محدودية القوة العسكرية. كان تحرير لبنان عام الألفين مبعث امل وثقة بالذات لدى شعوب المنطقة. واجترحت المقاومة اللبنانية مأثرة أخرى برد الهجوم العسكري عام 2006. وجهت لطمة للقوة الهمجية قلصت مغامراتها الحربية على الأرض؛ انتهت المقولة الشهيرة المتداولة في أوساط مجتمع اليهود في إسرائيل ” أجمل من حملة عسكرية”!! بقي لجيش العدوان خيار قصف بالصواريخ، وإيقاع الأضرار المادية والبشرية.

أفلح حزب الله في حشد وتعبئة طاقة كفاحية رادعة للعدوان العسكري؛ غير ان حزب الله اخفق سياسيا في ردع التآمر الداخلي المدعوم من التحالف الاستراتيجي . وتحت إشراف حزب الله ومشاركته في حكم لبنان امكن للحصار الأميركي وتآمره الاقتصادي إحداث انهيار اقتصادي واجتماعي، اتخذتهما القوى المتسببة المحلية والإقليمية والدولية، تكئة للهجوم على حزب الله وتحميلة مسئولية الأزمة المركبة في البلاد. ظهر بجلاء أن لا غنى للقوة المسلحة من الاستناد الى جماهير معبأة واعية مشاركة في نضالات سلمية . نظرة الى عوامل نجاح إسرائيل، تضافر الجيش والجماهير الشعبية، في هيئة ميليشيات لقمع الشعب الفلسطيني. تواصلت بدعم التحالف الاستراتيجي حروب بالوكالة وتصدير الأزمات داخل المجتمعات العربية كي تعزل الشعب الفلسطيني في محنته الجديدة. ازمات نشبت في العراق وسوريا وليبيا واليمن ومصر العراق، ثم إجهاض الانتفاضات الشعبية ، خاصة في تونس ومصر والبحرين ، لإبقاء الأنظمة الأبوية في كنف التبعية للامبريالية ولنموذج الليبرالية الجديدة.

غزة لا يتشبث بها الصهاينة لأنها لم تكن جزءا من الوطن التاريخي المزعوم؛ لكن يتوجب ان تبقى محاصرة، ضعيفة ومنهكة، شأن دول الجوار، تعجز عن تقديم أبسط نجدة للشعب المحاصر بالضفة. رفض شارون التفاوض او اي تلاق مع فلسطينيين حين أعاد موضعة الجيش في محيط القطاع ، معلنا صراحة انه ماض لتهويد الضفة، وصعد حملة الاستيطان المكثفة؛ قاد شارون أضخم توسع استيطاني. أفصح الرئيس الأميركي بوش عن مؤامرة للإطاحة بنفوذ حماس بالضفة؛ ردت حماس بالانفراد بالسيطرة على القطاع بالقوة، اعقبه فرض حصار على غزة –عقاب جماعي. اتبعت إسرائيل نهج عدم التنميىة في غزة، ثم استخدموا استراتيجية “جز العشب”، هجمات تدميرية كل فترة زمنية يدمر ما عمرته الإمكانات الفردية الهزيلة.

امكن في ظروف إيجابية تزويد منظمات غزة بأسلحة دفاعية محدودة قيدت القدرة الهجومية على الأرض لجيش الاحتلال . تبين مع تكرار اقتحامات الأقصى والاستيطان المتواصل في الشيخ جراح وسلوان والأقصى والتوسع الاستيطاني بالضفة وضرب غزة بالصواريخ ان صواريخ القطاع ليست قوة ردع لتجاوزات الاحتلال ، ناهيك عن توفير الأمن والاستقرار لسكان القطاع ذاته. المنظمات المسلحة بالقطاع وقعت بين بديلين شديدي المرارة: إما محاولة ردع العدوان على الضفة مع استجلاب الصواريخ تنهمر على القطاع او الامتناع عن التدخل وترك الاستيطان يتغول بالضفة . حينئذ تهيب فصائل غزة ، مضطرة، بجماهير الضفة الزحف لحماية الأقصى . تضطر الى دعوة الفزعات الشعبية، وتغفل الخيار الأمثل حيث ما من قوة تقهر الجماهير المعباة والمتمرسة في النضالات الشعبية.

تم القضاء على حل الدولتين ؛ وما تبقى بدائل الفصل العنصري او الترحيل والطرد الجماعي على المدى القريب، او انتظار تقوض الحركة الصهيونية والسيطرة الامبريالية بالمنطقة وحينئذ تتوفي ظروف إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية لجميع سكانها بدون تمييز عرقي.

الفاشية هل هي النهاية؟

فاوض نتنياهو بنوايا تآمرية ” إن فكرة إبقاء الفلسطينيين في موقع التبعية الدائمة تبدو وكأنها تلخيص مثالي لمقاربة نتنياهو للصراع”، كما يلاحظ آفي شيلاييم. اما الفاشية الدينية فتضغط من أجل الاستيلاء على كامل فلسطين التاريخية ؛ يؤيد نتنياهو خيار الصهيونية الدينية ويتمنى إنجاحه متخذا موقف الصمت، حتى يلقي اللوم على حلفائه ، وهو الذي وحدهم وسمح لهم الحصول على مقاعد في الكنيست كي يدعموا رغبته في العودة الى الحكم وفرض التعديلات القضائية بما يضمن شل تدخل المحكمة العليا في قرارات الفاشية.

لطالما أراد بن غفير، الذي أدين في السابق بأعمال إرهابية، إنشاء قوة شبه عسكرية من المنظمات الإرهابية العاملة ضد الجماهير الفلسطينية منذ أعوام، يحشدها ويقودها، ويريدها ميلشيا فاشية “تركز على الحفاظ على النظام” من خلال استهداف المواطنين الفلسطينيين في مناطق 1948 وإرهابهم لتعطيل مشاركتهم في المقاومة كفلسطينيين.
في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما توقعه روبرت أندروز، المدافع عن حقوق الإنسان ومسؤول العلاقات العامة في “منتدى التواصل الأوروبي-الفلسطيني” (يوروبال فورم)، الذي رأى أن “إعطاء ميليشيا خاصة للوزير الكاهاني إيتمار بن غفير، الذي أدين في الماضي، من المرجح أن يمثل انتكاسة تاريخية لأمن الفلسطينيين في جميع أنحاء الأراضي المحتلة”، مقدّراً أن “من المتوقع أن تستمر ميليشيا بن غفير في أعمال العنف والإرهاب ضد الفلسطينيين، لكنها ترتدي زياً رسمياً وتشكل رسمياً جزءاً من جهاز الدولة”. وأضاف، في تصريحات لموقع “ميدل إيست آي”: “مع وجود ميليشيا خاصة تحت سيطرته المطلقة الآن، من الواضح بالفعل – بما يتفق مع تصريحاته حتى الآن – أن بن غفير سيستخدم هذه الميليشيا لإضفاء المزيد من الشرعية على عنف المستوطنين ضد المجتمعات الفلسطينية تحت ستار الحفاظ على النظام”. اطلق العنصريون حملة تحريض فاشية ضد لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل؛ منها صحيفة “مكور ريشون” نشرت مقالا يحرض ضد الرفيق محمد بركة ، حيث يستنفر التحريض الأرعن حملة تضامن مع الرفيق الشجاع محمد بركة. لن يخبو الأمل الفلسطيني في الصمود بوجه نهج الاقتلاع ، ولسوف تنتصر إرادة الصمود على أرض الوطن ، إلى ان تكتمل شروط التحرر من الصهيونية ونفوذ الامبريالية بالمنطقة.


صراع القوى محتدم بالمنطقة في ظروف تغيرات في موازين القوى مع تراجع القوة الامبريالية بالنسبة لأطماعها في السيطرة الكونية. ضمن التغيرات على المسرح الدولي يومض ضوء في نهاية النفق يشبك النضال الفلسطيني بنضالات الشعوب العربية ومجمل النضال العالمي ضد الهيمنة الأحادية للامبريالية الأميركية. تنفتح أفاق مبشرة للشعوب المضطهدة كي تخرج من إطار التبعية وتمضي في دروب التحرر و السيادة الوطنية وانتزاع حق تقرير المصير.
إن تخلف النضال التحرري بالمنطقة عن بقية شعوب العالم واستفحال أزمات المنطقة يكمن في كون القوى الوطنية تشارك النظم الأبوية في تبخيس دور الجماهيرفي النشاط السياسي. في ألإضل الحالات تحتفظ الفصائل الوطنية ، حتى اليسار، بالجماهير احتياطي فزعات ولصناديق الاقتراع. المنظمات المسلحة دأبت ولم تزل على تطوير ترسانتها العسكرية وإعداد الكوادرلتشغيل الأسلحة. ما زالت القوى اليسارية تغفل حقيقة ان النضال المسلح يعتمد على الحراك الجماهيري المتصاعد يغذيه ويتغذى منه. القوة المسلحة تستقوي بالحراك الشعبي، بتفعيل الطاقات الكفاحية المجمدة.

شاهد أيضاً

الرئيس محمود عباس يستقبل وزير الخارجية البحريني في رام الله

الرئيس محمود عباس يستقبل وزير الخارجية البحريني في رام الله

شفا – استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الجمعة، بمقر الرئاسة في مدينة رام …