5:57 صباحًا / 19 مارس، 2024
آخر الاخبار

هدافُ فِلسطين ، بقلم : مريم سميح سويطي

هدافُ فِلسطين ، بقلم : مريم سميح سويطي

يقتلون الطفل الذي يلهو بكرة القدم في الساحات, والطفلة التي تقطف الزهراء, ويغتالون طيورا تحوم فوق الهضبات الشاهقات, لنستيقظ رويداً رويداً على جرائم الاحتلال ينتابنا شعوراً صارخاً بمجرد رؤيتنا لأولئك الذين يقتلون البراءة في عيون الأطفال, ويردونِ أحلام الشباب بقلب بارد لا تتحرك به دماء الرحمة أقسى من الصخر, وأجلد من الحجارة.

“أحمد عاطف يسجل حضوره كأفضل بديل, ويغزو شباك بلاطة بإصابةٍ قاتلة ” بهذه الكلمات عنونت إحدى الصحف الفلسطينية “” تقريرها, ليعود هداف فلسطين مرةً أخرى ويسجل حضوره كمقاتلٍ أساسي ليتصدى بجسده لرصاصات الاحتلال الغادرة التي استهدفت مدينة نابلس وبعد تسجيله ستة أهداف في دوري المحترفين الفلسطينيين, يعتزل شهيداً, برصاصةٍ أنهت مسيرتهُ الكروية.

هذا اللاعب الذي يبلغ من العمر 23 ربيعاً كان يحلم بالوصول إلى العالمية, واقتحم قائمة الهدافين في دوري المحترفين الفلسطينيين ليصنع الأمل, ويغدو أمنية لكل فلسطيني بأن يقود هجوم الفدائي مستقبلاً, ليسدل الاحتلال حقده , ويكشف عن أنيابه ووجهه القائم على الإرهاب والإجرام ويقتل أحلام وأمال أحمد الكروية.

فيقول زميل أحمد في منتخب ” ثقافي طولكرم” “في كل هدفٍ كان يحرزه أحمد, يقرأ الفاتحة عن أرواحِ شهداء فلسطين ” فتزين قلبهُ بالمقاومة وحب الشهادة, فشهداؤنا يهبون الحياة للقلب, والدم للشرايين البائسة وإني على خطى الشهداء وإن تأخرت قدماي, فروحي متقدمة” وكأن الشهيد أحمد دراغمة يصف أمنيته المنشودة بهذه الكلمات التي أرفقها عبر حسابه, أن يرتوي دمه بتراب الوطن, وتلامسُ نعشه زهرات الياسمين, وسط زغاريت والدته الممزوجة بالفخر والعزيمة , ليترجلَ الفارسُ عن صهوة جواده وترحلُ روحه إلى العلياء ملتحقاً بكوكبة الشهداء.

الاحتلال الإسرائيلي يتعمد فلسفة الانتقام من الفلسطينيين , أحمد هو حالة فردية من معاناة الاف الفلسطينيين, بحقده قتل أمال اللاعب الفلسطيني سعيد عودة برصاصة اخترقت صدره ،وكذلك اللاعب والمحلل الرياضي عاهد زقوت، وشارك عام 1994 في أول مباراة مع المنتخب الوطني الفلسطيني, لتنهي قذائف الاحتلال المدمرة أحلامه, وبرصاصات حقده أنهى حياة اللاعب لويس الشوملي لاعب النادي الأرثوذكسي, وغيرهم الكثير على مرأى ومسمع العالم ودون ساكن.

“أليس من حق الفلسطينيين الوصول إلى كأس العالم؟” اليوم يحتفل الجميع بتتويج بطل العالم, وسط صمت دولي يسود الأرجاء, وازدواجية المعايير حول جرائم الاحتلال الاسرائيلي في اغتيال اللاعبين الفلسطينيين وإراقة دمائهم, فنتساءل ماذل لو كان أحمد غير فلسطيني هل سنرى قضيته تتصدر الإعلام الدولي, هل سيقف اللاعبين دقيقة صمتٍ على روحه, هل ستدين “الفيفا” جرائم الاحتلال الإسرائيلي, والكثير الكثير من التساؤلات التي تدورُ في أذهاننا دون إجابة.

شاهد أيضاً

الاحتلال يستولي على أرض وثلاثة منازل جنوب القدس

شفا – أصدرت محكمة الاحتلال الإسرائيلي، قرارا بالاستيلاء على أرض مقام عليها ثلاثة منازل جنوب …