8:14 صباحًا / 17 ديسمبر، 2025
آخر الاخبار

هو القويُ الشجاع …. والمُعلم الملهم ! بقلم : مريم سميح سويطي

هو القويُ الشجاع …. والمُعلم الملهم ! بقلم : مريم سميح سويطي

وأنا أتمعنُ النظرَ في هذه الصورة , فتحت لي باباً من الذكريات لسنين مضى عليها الزمن, وبدأت فوضى المشاعر ما بين الدهشةِ والحُزن , فعند روايتنا لقصص الآخرين نحفر أسمائهم على جدار الزمن ومساكن الذاكرة , فأذكر قبل عدة سنوات عندما ذهبُت برفقةِ صديقتي ;تالا; لإجراء حديث صحفي مع رئيس بلدية دورا; أحمد سلهوب;, رأينا ذلك الرجل الذي يشحذُ الهمم ويبعثُ الأمل لمن حوله, فكان أشبهُ بالمدرسةِ التي تشعُ حضارةً وعلم , مثقفاً ونيراً يُقدم لنا النصائح والإرشادات.

متفانياً ومخلصاً في عمله, جلَ تركيزه تحقيق مطالب وآمال المواطنين, صادق القولِ والفعل, يثمر ثابتاً على الحق ومواجهة الأزمات , وقوة في بذل جهده لتحقيق الأهداف , فما أجمل حياة الإنسان عندما تصبح قصة تُروى , فهذا الرجل التي ترفع نحوه الهامات والأنظار , ولد اللواء;أحمد سلهوب; عام 1958 في مدينة;دورا; , كان محُباً ومخلصاً للقضية الفلسطينية , وجامعةً بالبطولة والصمود , فقضى ما يقاربُ الثمانية سنوات داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي , وكان من أوائل المعتقلين الإداريين في أواسط الثمانينات , ذلك الاعتقال الإداري الذي دفع الآلاف من الفلسطينيين ثمناً باهظاً من أعمارهم وحياتهم الاجتماعية واستنزفَ أعمارهم, لمدة تصل إلى 6 شهور، قابلة للتمديد دون سقف زمني , فلم يكتفِ الاحتلال الإسرائيلي باعتقاله بل فرض عليه قوانينه الظالمة , والإقامة الجبرية لمدة سنتين ونصف.

بالرغم من محاولات الاحتلال ال غير مجدية في سبيل إضعاف نضاله , إلا أن اللواء; أحمد سلهوب; استمر بالوقوف في وجه العدو وظلمه , وأصبح عضو لجنة جناح في حركة فتح المحلية في محافظة الخليل عام (1989 -1986 ) , والتحق بجامعة النجاح عام 1980 , ليؤسس حركات الشبيبة والحركة الطلابية الوطنية وعضوية قيادة مركز فتح في الجامعة ومناطق الشمال, فملِ كنائب رئيس مجلس الطلبة وناشط سياسي وطلابي ونقابي , فكان أيقونة الانتفاضة الأولى , وبات عضواً في اللجنة النضالية لسجن النقب , وموجهاً ثقافياً وسياسياً في سجون الاحتلال الإسرائيلي , والتحق بالعمل في نقابة الصحفيين الفلسطينيين , ورئيس نقابة عمال التجارة ,وعضواً لحركة فتح في مدينة دورا جنوب الخليل , وكان من مؤسسي جهاز الأمن الوقائي في مدينة دورا ليشغل منصب مدير الأمن الوقائي في مدينة دورا عام 1996 , ومن ثم مدير منصب الأمن الوقائي في مدينة جنين عام 1997 , ‏والتحق بالعمل في وزارة الداخلية لتأسيس غرفة عمليات الضبط والتحكم للأجهزة الأمنية الفلسطينية عام 2003 , ليصبح نائب رئيس بلدية دورا عام 2012-2013.

ويتولى منصب رئيس بلدية دورا من عام 2018- حتى وفاته.

كان صلباً , حازماً , متمرداً , ثابتاً على مبادئه قوياً , وشجاعاً وترك بصمة راسخةً في الأذهان وحاضرةً في القلوب , فهو من أبرز رجال الإصلاح في محافظة الخليل , واتسم بالكرم والطيبة , والعطفِ على الأخرين ومساعدتهم لترتقي نحو العلياء حتى آخر رمق وفقدانه خسارةً لأهالي مدينة دورا , في أوج دعوته إلى الوحدة الوطنية الصادقة، المترفعة عن المناصب , وكرسَ جلّ حياته للوطن بعيونه الساهرة وسواعده القوية ، فكان معطاءً و مخلصاً ، وتعلمنا منه الكثيرَ والكثير .

شاهد أيضاً

الكنيست الإسرائيلي يصادق على إحالة مشروع قانون فصل الماء والكهرباء عن مكاتب "أونروا" للتصويت

الكنيست الإسرائيلي يصادق على إحالة مشروع قانون فصل الماء والكهرباء عن مكاتب “أونروا” للتصويت

شفا – صادقت “لجنة الخارجية والأمن” بـ”الكنيست” الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، على إحالة مشروع قانون لفصل …