5:22 مساءً / 29 مارس، 2024
آخر الاخبار

قطر علم التكامل والتناغم ، بقلم : رولا حسينات

قطر علم التكامل والتناغم ، بقلم : رولا حسينات

فيما ترويه الأساطير بأنَّ فتى في إحدى القرى البعيدة يجيد النحت ففي كل يوم كانت تحفة صغيرة يضعها على نافذة بيته الصغير عند أطراف القرية التي تنتهي عند فم ثعبان من يدخله يغيب في الغابة المخيفة، لم يكن الفتى يخاف مما يخافه أهل قريته، فقد كان يحتطب في النهار وعندما تبتلع الغابة المتشابكة الأشجار كحبر أسود قرص الشمس؛ يبدأ عمله بالنحت، حتى جاء يوم كان أن أعجبته صخرة عالقة عند باب البئر الحجري، لم يستطع أحد أن يزيلها من مكانها منذ زمن بعيد، ولهذا بنوا جدار البئر وتركوها كما هي، وفيما قيل بأن الصخرة قد التهمت كل من فكر بإجتثاثها من أرضها، حتى قيل بأن للصخرة قوة خارقة لم تكن لشيء من قبل…ولذا تركوها وتقربوا إليها بأن تقضي حاجاتهم.
لم يكن الفتى ليعلم بأمرها حتى مر ذات يوم قرب البئر الذيلا يأتيه إلا ليلاً حتى تتزود منه القرية بأكملها، غير أنه ذلك اليوم قد جاءه وقرص الشمس الملتهب يسيل بدمائه على صفحته…مما أثاره جمال الصخرة وحسنها، فما كان منه إلا أن أتى بعدته وجلس عند البئر وجعل ينحت بأنامله المرتعشة صفحة وجه الصخرة الرقيق…لم يكن الفتى ليصدق تلك الخرافات لكنه عندما جعل ينحت وينحت جعلت يداه تقطران دماً…لكنه لم يأبه وقد آمن بأنه سيصنع معجزة سيتذكرها البشر…عند البئر كانت حورية ينام في حضنها فتى…قيل بأن أهل القرية يجدون قطرات من الدماء عند التمثال المعجزة ويسمعون كل ليلة أغنية تبكيهم.
أسطورة التمثال المعجزة الذي بقي أهل القرية يتناقلونه في أحاديثهم، وهم لا يصدقون ما حدث وكيف حدث…وهكذا كانت قطر التي نحتت بأنامل كل قطري من أبناء شعبها حكاية لم نألفها أولها الإنتماء…الوطنية…الصدق ..المثابرة، الإيمان والعقيدة هي لغة لا يعرفها سوى من وصل إلى أعمق نقطة في أعماقه…يمكن أن يكون الامرعلى مستوى عدد من الأفراد بالأمر العادي ولكن بأن يعم ويشمل دولة بجميع أفرادها فهذا أمر له بان يكون من أعظم الإنجازات التي ليست بالحجر بقدر أن تكون بالإنسان؛ وهذا ما كان في قطر…
في التخطيط الاستراتيجي تبرز ضرورة التخطيط فإن لم تخطط لنفسك فإنك ضمن مخططات الآخرين، ولا يمكن الحصول على تخطيط ناجح دون أن تكون هناك رؤية واضحة ومهمة واضحة وأهداف واضحة، والشيء الأميز هو بأن تكون الرؤية تفوق حدود التصور، حدود الزمان، والمكان. وهذا ما كان في قطر…
من المفاهيم التي لها وقع حسي صنع القائد، والقائد يولد…يشكل…ما يعرف بفن التشكيل هو في الواقع فن الصناعة، فالعبرة في الفهم العميق للقدرات والمكامن والبعدين الذهني والبدني، والتي لا يمكن لها أن تكتمل سوى بالحكمة والتي تحدث المعجزات وكانت قطر مصنع صناعة القادة…
من الطبيعي أن تكون المصدات البشرية والمعاول الهدامة هي من تقوض الطموحات، ومن الطبيعي أيضاً أن أبواق المثبطين لها اليد الطولى بأن تهدم العزائم وتقضي على الرغبة والمقدرة معاً…غير أن لغة الصمود والاستمرار بنحت الصخر هي اللغة التي لا يفهمها أمثال هؤلاء، وقد عرفتها قطر وقد أتقنت اللعبة…
قطر لم تعد مجرد دولة ورسم على خريطة، بل نحتت وجودها في ذاكرة البشرية في الزمان والمكان، أوجدت علوماً جديدة أهمها علم التكامل والتناغم…
هانحن الآن على بعد أيام قلائل من إطلاق صفارة كأس العالم…ها نحن الآن نقطف العسل في أكبرتجمع بشري بكافة الأيدلوجيات، الأعراق والألوان…نعم لقد آن الأوان بأن تكون قطر صاحبة السبق في الإنجاز وقد أصبحت أسطورة من الأساطير.

شاهد أيضاً

الاحتلال يواصل إغلاق محافظة أريحا والأغوار ويغلق حاجز تياسير

شفا – واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إغلاق محافظة أريحا والأغوار بما فيها بلدة …