1:14 مساءً / 25 أبريل، 2024
آخر الاخبار

السلاح النووي.. ليس الحل بقلم : د. أيمن سمير

السلاح النووي.. ليس الحل بقلم : د. أيمن سمير

دخلت أوروبا مرحلة جديدة من التهديدات المتبادلة بين حلف دول شمال الأطلسي «الناتو» من جانب، وروسيا من جانب آخر، بعد أن كشف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، عن أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين نشروا نحو 200 رأس نووي تكتيكي في ست دول أوروبية، فضلاً عن أنّ 257 طائرة وقاذفة استراتيجية باتت جاهزة لنقل هذه القنابل النووية ضد روسيا، كما طلب الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، من نظيره الروسي، منح مينسك رؤوساً نووية، رداً على نشر «الناتو» قنابل نووية في بولندا، وهو ما يهدد بتحول أوروبا إلى ساحة لنشر وتخزين الأسلحة النووية بكل أحجامها وأجيالها، فما هي أبعاد التنافس النووي بين روسيا والغرب؟

رغم نجاح العالم في التوصل لسلسلة من الاتفاقيات التي تحد من نشر وإنتاج الرؤوس النووية، عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، إلا أنّ السنوات الخمس الأخيرة شهدت نكسة حقيقية في تلك الجهود، كان أبرزها انسحاب الولايات المتحدة وروسيا من اتفاقية «أي ان أف» في أغسطس 2019، وهي الاتفاقية التي كانت سارية منذ العام 1987، والتي كانت تمنع نشر الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى التي تحمل رؤوساً نووية في أوروبا، كما أن تجديد اتفاقية «ستارت 3» الخاصة بالصواريخ بعيد المدى التي تحمل رؤوساً نووية جرى تجديدها خمس سنوات فقط تنتهي عام 2026 بعد أن كان الاتفاق على تجديدها لعشر سنوات قادمة.

ولا يقتصر الحنين لاستعادة الأسلحة النووية على بيلاروسيا، فأوكرانيا عبرت أكثر من مرة وعلى لسان رئيسها فولوديمير زيلينسكي، عن الندم لتخليها عن الأسلحة النووية، فالمعروف أن أوكرانيا وبيلاروسيا وكازاخستان تخلت عن السلاح النووي بموجب مذكرة بودابيست عام 1994، وتم إعادة الأسلحة النووية التي كانت بحوزتهم أيام الاتحاد السوفيتي إلى روسيا، ولهذا يعتقد الرئيس البيلاروسي، أن بلاده جاهزة لنشر المنظومات النووية الروسية بأسرع وقت، فرغم إعادة الرؤوس والقطارات النووية البيلاروسية إلى روسيا، إلا أن معلومات الاستخبارات الغربية تقول إنها اكتشفت بعد نحو ثلاثة عقود أن الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، لم يدمّر البنية التحتية للأسلحة النووية في بلاده، وأن إعادة تركيب الصواريخ النووية لا تحتاج أكثر من شهور قلائل.

حنين أوكراني

نفس الحنين بات واضحاً لدى أوكرانيا التي تخلت عن أسلحتها النووية عام 1994 مقابل ضمانات أمنية من روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا، وتقول إنّ هذه الضمانات لم تحمها من روسيا التي قررت بدء الحرب في 24 فبراير الماضي، وكان لدى أوكرانيا نحو 1700 سلاح نووي قبل اتفاقية بودابيست عام 1994، وهو ما يعني أنها كانت ثالث دولة نووية بعد روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان لدى كييف نحو 100 صاروخ نووي عابر للقارات «يو آر 100»، و50 قطاراً تحمل رؤوساً نووية من طراز «آر تي موديست 23»، بالإضافة إلى أسطول هائل من القاذفات الاستراتيجية.

دروس حرب

تعتقد روسيا أنّ دخولها الحرب في أوكرانيا كان بسبب تجاهل مطالبها الأمنية خاصة أن «الناتو» نشر نحو 480 قنبلة نووية من طراز «بي 62 رايدر 21» الجديدة في أوروبا، وفق البيانات التي نشرتها جمعية العلماء الأمريكيين في 18 نوفمبر 2021، وأنه بحلول العام 2023 يمكن تحميل كل هذه القنابل على القاذفات الأوروبية والأمريكية والتي تضاف لنحو 150 قنبلة نووية من طراز «بي 61» القديمة التي نشرها الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب عام 2019 في خمس دول أوروبية، لكن المؤكد أنّ كل هذه الحشود النووية لا يمكن أن تصنع سلاماً حقيقياً، فالسلام والاستقرار يتحققان بالتعاون والبحث عن المصالح المشتركة، ولعل دروس الحرب العالمية الأولى والثانية خير دليل على ذلك.

شاهد أيضاً

السيسي يجدد التأكيد على رفض مصر لأي تهجير للفلسطينيين

السيسي يجدد التأكيد على رفض مصر لأي تهجير للفلسطينيين

شفا – جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد على رفض مصر لأي تهجير للفلسطينيين …