
الايمان بالله والرضى بالقدر وتأثيرها على الحاله النفسيه ، بقلم : ا.د عطاف الزيات
الإيمان بالله والرضى بالقضاء والقدر ليسا مجرد معتقدين دينيين، بل لهما أثر نفسي عميق ينعكس مباشرة على استقرار الإنسان الداخلي وجودة حياته. ويمكن بيان هذا التأثير في عدة جوانب مترابطة:
أولًا: الطمأنينة والسلام الداخلي
الإيمان بأن الله حكيم ولطيف، وأن ما يحدث في الحياة ليس عبثًا، يزرع في النفس شعورًا بالأمان. فالإنسان المؤمن يدرك أن وراء كل حدث قدرًا إلهيًا يحمل معنى، فيهدأ قلبه حتى في أوقات الشدة، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾.
ثانيًا: التخفيف من القلق والخوف من المستقبل
الرضى بالقضاء والقدر يحرر النفس من القلق المفرط؛ لأن المؤمن يوقن أن رزقه وأجله وأحداث حياته بيد الله. هذا اليقين يقلل من الخوف من المجهول، ويمنح النفس قدرة أكبر على التكيف مع التغيرات المفاجئة.
ثالثًا: الصبر والمرونة النفسية
عندما يواجه الإنسان ابتلاءً وهو راضٍ بقضاء الله، يتحول الألم من عبء نفسي خانق إلى تجربة تحمل معنى ورسالة. الرضى لا يعني إنكار الحزن، بل يعني عدم الاستسلام له، مما يعزز الصبر ويقوي المرونة النفسية في مواجهة الأزمات.
رابعًا: تعزيز الأمل والتفاؤل
الإيمان يربط كل محنة بأمل، وكل ضيق بفرج. هذا الإحساس يولد طاقة نفسية إيجابية، ويمنع الوقوع في اليأس أو الاكتئاب، لأن المؤمن يرى في الشدائد أبوابًا للثواب والنمو الروحي.
خامسًا: التحرر من جلد الذات والشعور بالذنب المفرط
الرضى بالقضاء والقدر يساعد الإنسان على تقبّل ما فات دون تحطيم الذات باللوم المستمر. فهو يراجع نفسه ويتعلم، لكنه لا ينهار نفسيًا؛ لأنه يعلم أن ما لم يكن ليصيبه لم يكن، وما أصابه لم يكن ليخطئه.
سادسًا: الإحساس بالمعنى والقيمة
الإيمان يمنح الحياة معنى أعمق، ويجعل المعاناة جزءًا من مسار إنساني هادف، لا مجرد سلسلة من الخسارات. وهذا الإحساس بالمعنى يعد من أهم عوامل الصحة النفسية.
خلاصة القول:
الإيمان بالله والرضى بالقضاء والقدر يشكلان درعًا نفسيًا يحمي الإنسان من الانهيار أمام تقلبات الحياة، ويمنحانه سكينة، وتوازنًا، وقدرة على الاستمرار بثبات وأمل، مهما اشتدت الظروف.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .