
أين الفن ؟ بقلم : ياسمين فؤاد عنبتاوي
يا سادة، أين الفن؟ أين روعة الإبداع؟
أين أُسٌّ ضاءت منه شموسُ الإمتاع؟
أين صوت البلابل في سحر الأسحار؟
أين همسُ المحابر في ليلِ الأقمار؟
الكلُّ مشهورٌ، لكن أين ذاك العبق؟
أين روحُ الفنانِ؟ أين صدقُ الصدق؟
الكلُّ يغني، لكن أين لحنُ الأزل؟
أين نغمُ الحياةِ في دفقِ الأمل؟
أرى وجوهاً تتراقصُ على الشاشات،
أرى أصواتاً تتصاعدُ كالنغمات،
لكنني أفتقدُ روحاً تُحيي القلوب،
أفتقدُ فنّاً يرقى فوقَ الدروب.
أين العازفون الذين عزفوا على الوتر؟
أين الشعراء الذين نسجوا الشعرَ عبر الدهر؟
أين الفنانون الذين رسموا الجمال؟
أين المبدعون الذين أضاءوا كلّ مجال؟
أين الأغاني التي تهزُّ الوجدان؟
أين القصائد التي تشعلُ النيران؟
أين المسرحيات التي تحكي عن الحياة؟
أين الأفلام التي تتركُ في النفسِ آيات؟
تبدلتِ الأساليب، وتغيّرتِ الأذواق،
وباتتِ الشهرةُ هي الهدفُ، لا الإبداق.
الكلُّ يبحثُ عن الترندِ، وعن اللايكات،
والفنُّ يختنقُ بينَ ضجيجِ الشبكات.
أين صوتُ الفنانِ؟ أين عمقُ الإحساس؟
أين التعبيرُ عن أسمى معانِ الناس؟
أرى صخباً يملأُ الفضاء،
ولا أجدُ فيه إلاّ فراغاً وعناء.
يا قومي، عودوا إلى ينابيعِ الفن،
إلى الأصالةِ التي تُحيي الزمن.
اهتموا بالفنانين الصادقين المخلصين،
الذين يزرعون في القلوبِ الطيبين.
دعونا نبني عالمًا من الفنِّ الرفيع،
عالمًا يجمعُ بينَ الجمالِ والصنيع.
عالمًا يصدحُ فيه صوتُ الإبداع،
عالمًا يُشرقُ فيه نورُ الإمتاع.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .