
جدارية بني نعيم… ذاكرة وطنية على جدار ، بقلم : رشاد أبو حميد
في بلدة بني نعيم، حيث تتعانق الحجارة مع التاريخ، ارتفعت جدارية وطنية لا تُقرأ بالعين فقط، بل تُستعاد بها الذاكرة، ويُستحضر عبرها معنى الانتماء الفلسطيني العميق. لم تكن هذه الجدارية عملاً تشكيليًا عابرًا، بل وثيقة بصرية تختصر الحكاية الفلسطينية، وتمنح الجدار صوتًا ينطق بالهوية.
تحية تقدير عالية للفنان الفلسطيني يوسف كتلو، الذي استطاع أن يحوّل الحجر الصامت إلى حكاية ناطقة، وأن يمنح الجدار روحًا تنبض بالأرض والإنسان والقدس. في تفاصيل الجدارية تتجلى فلسطين بكل رموزها: الأرض التي لا تُقتلع، الإنسان الذي لا ينكسر، والقدس التي تبقى في القلب مهما اشتدت العتمة.
هذه الجدارية لا تزيّن المكان فحسب، بل تحرس الذاكرة من النسيان، وتؤكد أن الفن في فلسطين ليس ترفًا، بل فعل مقاومة ناعمة، وأداة وعي، ورسالة بقاء. هنا يصبح اللون موقفًا، والخط شهادة، والصورة فعل انتماء.
جدارية بني نعيم تقول بوضوح إن فلسطين تُروى بالجمال كما تُصان بالصمود، وإن الهوية حين تُجسَّد فنًا تصبح أكثر قدرة على البقاء والعبور من جيل إلى جيل. إنها دعوة مفتوحة لأن نرى في الفن حارسًا أمينًا لذاكرتنا الوطنية، وجسرًا يربط الماضي بالحاضر، ويمنح المستقبل معنى.



شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .