
شفا – (شينخوا) – داخل عيادتها في أحد المراكز الطبية بالقاهرة، ترتب أخصائية العلاج الطبيعي والعلاج بالأبر الصينية الدكتورة عبير النجار أدواتها من الإبر وكؤوس الحجامة بعناية وهدوء شديدين.
وبخبرة تمتد لأكثر من 20 عاما، تجمع عبير النجار بين ممارسة الطب الصيني التقليدي ومتابعة تنامي تأثيره وازدياد الإقبال عليه في مصر.
وقالت لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن “الطب الصيني يرى الإنسان جسدا وروحا ونفسا معا كوحدة واحدة”، مضيفة أنه “من خلال اختيار النقاط الصحيحة ووضع الإبر بشكل سليم، تساعد الجسم على أن يشفي نفسه من دون مواد كيميائية”. وكانت هذه الفلسفة هي ما جذبها إلى هذا المجال منذ أكثر من عقدين.
وأوضحت أن الإقبال على الطب الصيني في مصر يتزايد لأنه “يعالج جذور المرض وليس الأعراض فقط”، مشيرة إلى أن كثيرا من المرضى بعد جلسات قليلة يخبرونها بأنهم يشعرون أن الطاقة أصبحت تسير في أجسادهم، وتصف هذه اللحظة بأنها “لا تقدر بثمن”.
وتعود رحلة عبير النجار مع الطب الصيني إلى عام 2001 بعد سنوات من تخرجها في كلية العلاج الطبيعي بجامعة القاهرة، لتتجه بعدها إلى الدنمارك حيث أكملت برنامجا مدته ثلاث سنوات في العلاج بالإبر الصينية في إحدى الكليات الخاصة في كوبنهاغن عام 2006 متضمنا شهرا من الدراسة في جامعة بكين للطب الصيني، ثم واصلت تدريبها ودراستها لاحقا حتى حصلت على درجة الدكتوراة من جامعة نانجينغ للطب الصيني عام 2012.
وتعالج عبير النجار في عيادتها بالقاهرة طيفا واسعا من الحالات، بما في ذلك آلام الظهر والرقبة المزمنة، والصداع النصفي، والمشكلات المرتبطة بالضغط النفسي، إضافة إلى الحالات العصبية مثل الشلل التشنجي عند الأطفال، وهي مجالات تقول إن العلاج بالإبر الصينية يحقق فيها تحسنا ملحوظا.
ومن بين مرضاها سلطان منصور، مدرب كرة القدم النسائية، الذي قال إن العلاج بالإبر الصينية خفف آلام الغضروف الهلالي التي ظل يعاني منها لسنوات بعد الجراحة، رغم خضوعه لجلسات علاج طبيعي دون تحسن كبير. وأضاف أن جلساته مع الدكتورة عبير “أحدثت فرقا حقيقيا وشعرت بتحسن كبير”.
وبعد أن لمس فعالية الطب الصيني، بدأ منصور يوصي به لمدربين ولاعبين وجيران وأصدقاء يعانون من إصابات رياضية أو آلام مزمنة أو غيرها من المشكلات. وقال “أي شخص يسألني، أقول له جرب الطب الصيني، فإنه يمكن أن يحدث فرقا حقيقيا”.
وأضاف أنه لاحظ تحسنا في حالات أكثر صعوبة أحالها إلى الدكتورة عبير، مثل حالات الشلل النصفي والجلطات، وأنه يرى أن العلاج بالإبر الصينية سيصبح أداة علاجية أكثر أهمية، خاصة بالنسبة للرياضيين.
وبالنسبة لنعمت جلال، وهي ربة منزل، فقد أثبت العلاج بالإبر الصينية فعاليته عندما خفف آلام الكعب الشديدة لديها. ثم لجأت بعد ذلك إلى عبير النجار لعلاج آلام مزمنة في الرقبة والكتفين.
وأضافت قائلة “أنا مؤمنة بالطب الصيني جدا. لقد علمت أن العلاج بالإبر الصينية يقوم بعمل شيئين: يفتح مراكز الطاقة ويخفف الألم”، مشيرة إلى أنها لا تشعر بالراحة إذا مرت ستة أشهر دون جلسة، وأنها توصي أيضا أقاربها وأصدقاءها بتجربة العلاج بالإبر الصينية.
وتسمح النقابة العامة للعلاج الطبيعي في مصر بممارسة العلاج بالإبر الصينية وغيره من أساليب الطب الصيني التقليدي فقط للحاصلين على مؤهلات معتمدة بممارستها.
وقال الدكتور سامي سعد النقيب العام للعلاج الطبيعي في مصر إن السنوات الأخيرة شهدت اهتماما متزايدا بالأساليب العلاجية الصينية في مصر، موضحا أن تقنيات مثل الوخز بالإبر والحجامة باتت تمارس على نطاق أوسع في مراكز العلاج الطبيعي المرخصة.
وشدد سعد على أن أخصائيي العلاج الطبيعي المؤهلين فقط هم المسموح لهم بممارسة هذه الأساليب في مصر، مضيفا أن الجهاز ينظم ورش عمل حول العلاج بالإبر والحجامة وفقا للمعايير المعتمدة في الصين ومصر.
وقال نقيب العلاج الطبيعي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن “الصين دولة عظيمة ومتقدمة جدا في العلوم الطبية، ومصر حريصة على تعزيز التعاون مع الصين في جميع المجالات، بما في ذلك المجال الطبي”.
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .