
لماذا نحب المطر ؟ بقلم : شذا برهوش
إنه الوقت المناسب للبدء بتصفح الحالة الجوية لنصبج جميعنا خبراء بالطقس ونحاول الإجابة على مئات الأسئلة التي تدور برأسنا ستجف الملابس في حال غسلها ؟ أطبخ العدس اليوم أم أنتظر دخول الشتاء بقوة ؟ نجهز الأطفال للمدرسة أم أن اليوم غيابهم مبرر ؟ وسنصاحب الأكواب الساخنة ومشروبات مهدئة أم أن الشاي سيد الموقف ؟ مئات من الأسئلة تجوب بمخيلتنا عند سماع الراصد الجوي يقول ستسقط زخات قلية من المطر صباح الغد ! انه الضيف المنتظر ونستعد لاستقباله بأبهى طريقة ! فدماغ النساء يتلخص بتنزيل الملابس الشتوية وتفقد الغسيل مرة تلو الأخرى
ترتخي ضفائر النساء ويستعدن لاستقبال الشتاء بأبهى حلة انه الموسم المناسب لتقشير البشرة وصبغة الشعر باللون البرغندي فتراهن يودعن الصيف الثقيل بابتسامات صفراء ويحين الوقت لتدفئة الأيادي الباردة المرتجفة وارتداء اللون الأحمر القاتم والتلذذ بصنع الحلويات وأكواب السحلب الساخنة ويصبح اللعب مع الأطفال ممتعاً والمساحة مفتوحة لسرد الحكايا والقصص وتعبئة الوقت بالأنشطة اللامنتهية , يصبح التسوق والركض نحو شراء الجوارب الدافية مطلباً لا رفاهية وتتدفق مشاعر الأمومة اللامنتهية فكلما شعرنا بالبرد نزيد قطعة لأطفالنا ونلتحف بالشالات المطرزة المفعمة بالألوان المحببة لتعطينا طاقة لا تموت انه موسم خدود التفاح المحمرة وزهر النرجس المضفى على الطرقات نلتقطه لصنع أجمل المجوهرات ! ولا ارادياً تزداد الصور بالشتاء نحب الشبابيك ونقف بلحظات هادئة وأيدينا نحو السماء نردد “اللهم اجعله صيبا نافعا “الدعوات محببة بالشتاء الكلام يصبح لا اراديا سهلاً نستطيع سرد قصة كاملة عبر مكالمة هاتفية ! ولا نضجر! نركض باحثين عن روايات وكتب جديدة وننتظر قوس قزح بلهفة الأطفال , ونستلذ بالنوم المجبب والليل الطويل ومشاهدة أمتع الدراما وأكثرها تشويقاً يزين الجلسة رأس العبد اللذيذ , انه الوقت الأطول لنقضيه مع أزواجنا لترميم العلاقات والتخطيط لمستقبل أفضل بطريقة محببة ومجانية ! ولا قلق بعد اليوم لرويّة الزهرة المفضلة فالماء الوفير سيقوم بالواجب وتغدو زهرة يانعة مشرقة تماماً كبساطتنا
يعيدنا الشتاء للحنين المسروق وتصفى قلوبنا فنجعل من التسامح مفتاحاً لأيامنا ومن الحب شعاراً لمواقفنا , يأتينا الشتاء بكل مرة بموعده المناسب ليزيل عنا ثقل الأيام وسوادة العالم الضائع المنكوب , يبشرنا بالخير وينهي لنا السنة بطيف ودود فنتسابق لشراء المذكرات السنوية وأنا على يقين ان السنة لو انتهت بالصيف لما باعوا منتجين هذه المذكرات شيئاًً الصيف غير مناسب للتخطيط أبداً !
لا أعلم كيف كانت أمهاتنا تخيفنا من المطر ويرددن دوماً شبح المطر سيأكلك وعندما كبرت استنتجت أن الشبح يتلخص بعبارة الأمهات الثابتة على مدار العام ” بس ييجي أبوك لأخليه يفرجيك ” وتزداد حدتها بالشتاء دامت أمهاتنا فاكهة الشتاء فعادة ما نربط الشتاء بعادات كانت وما زالت أمهاتنا تصنعها بكل حب ولا غيب الله عنا هذا الدفء
كل شتاء وأنتم بخير
شذا برهوش
شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .