
شفا – تحت رعاية وزارة الثقافة الفلسطينية وجامعة الخليل، وفي إطار فعاليات معرض الكتاب الوطني الثاني، وضمن أجواءِ مؤتمر عز الدين المناصرة، احتفت الأسرة الثقافية في الخليل صباح يوم الاثنين الموافق 24-11-2025م بحدث أدبي لافت، تمثّل في إشهار وتوقيع رواية “سلالة من طين” للروائية المبدعة قمر عبد الرحمن، وسط حضور مهيب لنخبة من الأدباء والأكاديميين والمثقفين وطلبة الجامعة.
في الافتتاح، رحّب الدكتور صلاح أبو سنينة – ممثّلًا عن جامعة الخليل – بالحضور الكريم، مؤكداً أن الجامعة ستبقى بيتاً يحتضن الكلمة الفلسطينية أينما أزهرت، مشيراً إلى حرص الجامعة على توفير منابر تُنصت للإبداع وتتيح للكتّاب الشباب أن يقدّموا أصواتهم بثقة ووعي.
كما أثنى الأستاذ رشاد أبو حميد – مدير مكتب وزارة الثقافة في الخليل – على هذه الفعالية الثقافية، مؤكداً دور الوزارة الريادي في رعاية الأدباء والمفكرين الفلسطينيين، وحرصها على إقامة الأنشطة التي تُعيد للثقافة مكانتها في تشكيل الوعي والهوية. وأضاف أن المعرض الوطني الثاني للكتاب هو رسالة واضحة بأن الثقافة ستبقى رغم كل الظروف “سياجاً يحمي الذاكرة”، وأن الرواية الفلسطينية اليوم أكثر حضوراً وتأثيراً من أي وقت مضى.
واضاف ابو حميد أن الأدب الفلسطيني هو “ذاكرة المكان وروح الناس”، وأن رواية سلالة من طين تُجسّد جزءاً من الوجدان الجمعي، وأن احتفاء الجامعة بها هو احتفاءٌ بالإنسان الفلسطيني وصموده في مواجهة القهر.
من جهتها قدّمت الناقدة الدكتورة منى أبو حمدية قراءة نقدية معمّقة اتسمت بعمقٍ منهجيّ ورهافةٍ أدبية، إذ تتبعت خيوط السرد في الرواية بوصفها شهادة إنسانية على وجع المكان الفلسطيني، مسلّطةً الضوء على البنية الإنسانية للنص وثيمة الصمود في مواجهة القهر المزدوج—قهر الاحتلال من جهة، وقهر المجتمع والتقاليد من جهة أخرى.
وأشارت أبو حمدية إلى قدرة الروائية قمر عبد الرحمن على تشكيل عالمٍ روائي ينبض بالحياة رغم ثقل الفاجعة، مؤكدة أن سلالة من طين ليست مجرد رواية عن الألم، بل نصٌّ يمتح من جوهر الهوية الفلسطينية ويعيد صياغة مفهوم الصمود ضمن إطار جماليّ متقد.
كما تناولت الدكتورة ابو حمدية البنية الرمزية في العمل وعمق الشخصيات الرئيسة—مريم، نضال، والأم—مبينة كيف شكّلت هذه الشخوص ثلاثية تتقاطع فيها الأنثى المقهورة، والأسير الصامد، والأم التي تحمل الوطن على كتفيها. وامتدت قراءتها لتضيء أسلوب السرد ولغة الرواية العذبة التي تحوّل المأساة إلى جمالٍ مقاوم، وهو ما أكسب مداخلتها تفاعلاً واضحاً من الحضور لما حملته من رؤى نقدية كشفت القيمة الفنية والإنسانية للعمل الروائي.
وفي فقرة خاصة، قدّمت الروائية قمر عبد الرحمن مداخلة شاملة تضمّنت إلقاء قصيدتها “سلالة من طين”، لتأخذ الحضور إلى عمق تجربتها الإبداعية. كما تحدّثت بإحساس كبير عن تحديات الكتابة كون الاحداث في غزة التي كانت بمخيلتها، وعن علاقتها بشخوص الرواية الذين قالت إنهم “ليسوا أبطالًا ورقيين، بل وجوهٌ تشبهنا جميعًا”، مؤكدة أن رسالتها من الرواية هي أن يبقى الإنسان الفلسطيني حاضراً في الذاكرة رغم الألم والحصار.
وفي ختام الحفل، قدّم الأستاذ رشاد أبو حميد دروع تكريم لكل من الروائية قمر عبد الرحمن والدكتورة منى أبو حمدية، تقديراً لجهودهما المتميزة في إنجاح فعاليات معرض الكتاب الوطني الثاني، ولعطائهما في خدمة الأدب والثقافة الفلسطينية.










شبكة فلسطين للأنباء – شفا الشبكة الفلسطينية الاخبارية | وكالة شفا | شبكة فلسطين للأنباء شفا | شبكة أنباء فلسطينية مستقلة | من قلب الحدث ننقل لكم الحدث .