5:53 مساءً / 9 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

في الذكرى يزهر الغياب ، بقلم : وفاء داري

في الذكرى يزهر الغياب

في الذكرى يزهر الغياب ، بقلم : وفاء داري

(١)
منذ التاسع من تشرين
والزمن يَعُدُّ أنفاسَه بالجرح
بالشمعة التي تَأبى أن تنطفئ
حتى في محاولات التجاوز
تتلوّى الذِّكرَى بين أصابع الليل
وتُسائل المعنى في شقوقه..
على مرأى السنين

(٢)
في ذكرى الغياب
أعود إلى اليوم الأول..
الى الجُرحِ الغائرِ
كأن الأرضَ مسرحٌ لليقين
وقتٌ ينزف على جبين الحضور
طيفٌ مُترعٌ بالياسمين
يتسيد القصيدةَ ويتوسد السطور

(٣)
منذ رحيلِك كلَّ سنةٍ
يُزهر غيابُك في دفتر النهار
تنهض ملامحُك رايةً
بعد معركة
كمن يلمس وطنًا محفورًا
على جدران الصمود

(٤)
كنّا روحين تتماهَيان
كنّا وطنًا صغيرًا
يتسع لحلمٍ كبيرٍ لم يولد بعد
وكانَ قلبُكَ يكتبني،
بكلِّ حروف اليقين

(٥)
رحلتَ.. فرحلتُ معكَ
لكن صوتَك لم يرحل:
يُضيء في بسمة زهرة
تحمل عِطري ودِفأَكَ معًا
كلما نادَتْني عرفتُ أنّكَ هنا
بمقامٍ آخَرَ، عبقٍ برائحة الحنين

(٦)
تسع عشرةَ سنةً
وأنا أرمّم المعنى بعدَك،
أرتّبُ السنين
كي تبدو ممكنةً في غيابك
أروِي عطشَ الشوق
أُقلم أغصانَ الألم
ليُزهر الوطن من ذكرى شهيد

(٧)
كلَّ سنة أُشعِلُ شمعةً واحدة
لا أطفئها.. أترُكُها تحترق
كي تصيرَ حضورَك، ظلًّا يزهو
في الضوء والظلام معًا
نارٌ تتلظى، وتقول:
هل من مزيد؟

(٨)
القلب يقرع أبواب الحياة
حاولت أن أشعلَ شمعة أخرى
اعترفت: فشلت
وحدَه الغياب الصاخب
يتغذّى على الحنين

(٩)
الآن…
الثمار في عمر الورود
خُطاها أوراق على شجرة الزمن
لا يسألون عن الغياب
لأنكَ سيرةٌ لا تُنسى،
ذِكرَى تُعلِّمُنا أنّ الحبّ والشهادة
صوت واحدٌ مُقيم في الأبد.


وفاء داري – فلسطين

أشكر الأخ الفنان التشكيلي والخطاط المبدع نواف سليمان

شاهد أيضاً

إصابة شاب برصاص الاحتلال قرب الجدار الفاصل شمال القدس

إصابة شاب برصاص الاحتلال قرب الجدار الفاصل شمال القدس

شفا – أصيب شاب، برصاص الاحتلال، عصر اليوم الأحد، خلال محاولته اجتياز جدار الفصل العنصري …