2:37 مساءً / 8 نوفمبر، 2025
آخر الاخبار

زرع الثقة… حصاد النجاح: كيف نصنع جيلاً يؤمن بقدراته؟ بقلم : ا.د. عطاف الزيات

زرع الثقة… حصاد النجاح: كيف نصنع جيلاً يؤمن بقدراته؟ بقلم : ا.د. عطاف الزيات

الملخص

يُعَدُّ بناء الثقة بالنفس لدى الأطفال والشباب من أهم ركائز التنمية الإنسانية المستدامة، إذ تمثل الثقة بالنفس قاعدة الانطلاق نحو الإبداع، وتحمل المسؤولية، وتحقيق الإنجاز. يهدف هذا المقال إلى توضيح مفهوم الثقة بالنفس من منظور تربوي ونفسي، وبيان دور المربي والمؤسسة التعليمية في تنميتها، مع تقديم بعض الممارسات الفعالة التي تضمن إعداد جيل واعٍ بذاته، مؤمن بقدراته، ومنتج في مجتمعه.

المقدمة

تواجه المجتمعات المعاصرة تحديات متزايدة تتطلب إعداد جيل قادر على المبادرة والإبداع، لا جيلًا مترددًا أو خائفًا من الفشل. إن زرع الثقة بالنفس في نفوس الأبناء يمثل استثمارًا طويل المدى في بناء إنسان متوازن نفسيًا، ومؤمن بإمكاناته. فالثقة ليست سمة فطرية فحسب، بل هي نتاج تربية واعية وتجارب حياتية إيجابية تعزز الشعور بالكفاءة والجدارة.

أولًا: مفهوم الثقة بالنفس وأبعادها التربوية

تُعرَّف الثقة بالنفس بأنها “إدراك الفرد لقدراته ومهاراته، وإيمانه بقدرته على تحقيق الأهداف رغم التحديات”.
من منظور تربوي، تتجلى الثقة في سلوك الطفل الذي يعبّر عن رأيه دون خوف، ويتخذ قراراته باستقلالية مدروسة، ويتحمل نتائج أفعاله بوعي ومسؤولية.


وتتكون الثقة من ثلاثة أبعاد رئيسة:

البعد المعرفي: الوعي بالقدرات والإمكانات الشخصية.

البعد الانفعالي: الاتزان العاطفي أمام المواقف الصعبة.

البعد السلوكي: الجرأة في المحاولة والمبادرة نحو الإنجاز.

ثانيًا: دور الأسرة في بناء الثقة بالنفس

الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء الثقة. فعندما يتلقى الطفل دعمًا وتشجيعًا من والديه، تنمو لديه قناعة داخلية بأنه قادر على النجاح. من أهم ممارسات الأسرة:

تقدير الجهد وليس النتيجة فقط: فالثناء على المحاولة يغرس روح المثابرة.

منح فرص للاختيار: كالسماح للطفل باتخاذ قرارات بسيطة تناسب عمره.

الابتعاد عن المقارنة: لأن المقارنة تضعف الشعور بالكفاءة وتولد القلق.

استخدام لغة إيجابية: مثل “أنت تستطيع”، “ثق بنفسك”، بدلاً من “لن تنجح”.

ثالثًا: دور المدرسة والمربي

تُعَدُّ المدرسة البيئة الثانية لبناء الثقة. فالمعلم الواعي لا يكتفي بنقل المعرفة، بل يصنع شخصية متوازنة. وتشمل أدواره:

توفير بيئة صفية آمنة: تشجع التعبير عن الرأي دون خوف من السخرية.

اعتماد التعلم القائم على المشروعات: الذي يمنح المتعلم إحساسًا بالإنجاز.

توظيف التغذية الراجعة الإيجابية: لمساعدة الطالب على تحسين أدائه بثقة.

احتضان الفشل كتجربة تعلم: بدل اعتباره مؤشر ضعف.

رابعًا: الثقة بالنفس في ضوء علم النفس الإيجابي

يربط علم النفس الإيجابي بين الثقة بالنفس والسعادة النفسية. فالشخص الواثق أكثر قدرة على التعامل مع ضغوط الحياة وتحويلها إلى فرص للتعلم.
وتشير الدراسات إلى أن تعزيز الثقة يُسهم في رفع مستوى الدافعية الداخلية، ويقلل من مظاهر القلق والخوف الاجتماعي، مما يجعلها عاملاً حاسمًا في التكيف الأكاديمي والاجتماعي.

خامسًا: ممارسات عملية لبناء الثقة بالنفس لدى الطلبة

تنظيم ورش عمل للتعبير الذاتي والقيادة الطلابية.

تشجيع المسابقات التعاونية التي تعتمد على العمل الجماعي لا التنافس الفردي فقط.

تنفيذ برامج إرشادية نفسية تركز على مهارات التفكير الإيجابي وإدارة الانفعالات.

إشراك الطلبة في اتخاذ القرارات المدرسية، لتعزيز الشعور بالمسؤولية

شاهد أيضاً

قوات الاحتلال تقتحم تقوع جنوب شرق بيت لحم وتداهم منزلا

قوات الاحتلال تقتحم تقوع جنوب شرق بيت لحم وتداهم منزلا

شفا – اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، بلدة تقوع، جنوب شرق بيت لحم. وأفادت …