التعاون الصيني – العربي في المجالات الناشئة يشهد زخما قويا

شفا – مقالة خاصة – ( شينخوا ) – تعمل الصين والدول العربية بنشاط على استكشاف إمكانات التعاون في المجالات الناشئة المتطورة مثل التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. وأصبح الابتكار محورا رئيسيا في التعاون الثنائي بين الجانبين في السنوات الأخيرة، حيث قامت الشركات الصينية ببناء شبكات اتصالات بتكنولوجيا الجيل الخامس في الدول العربية، ما ساهم في تحسين مستوى المعلوماتية في الدول العربية، ودخلت منصات التجارة الإلكترونية الصينية تدريجيا أسواق المغرب والسعودية ومصر وغيرها من الدول العربية، ما عاد بالنفع على حياة السكان المحليين.

وفي أغسطس الماضي، أقيمت الدورة السابعة لمعرض الصين والدول العربية في مدينة يينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين، حيث أولت هذه الدورة اهتماما وثيقا بالتقنيات الجديدة والتطبيقات الجديدة وركزت على احتياجات الدول العربية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والصناعة الرقمية وغيرها من المجالات الناشئة، كما عرضت شركات اتصالات رائدة أحدث إنجازاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقال قو لي دونغ ، نائب رئيس شركة جويبينغ (بكين) المحدودة للروبوتات، والتي شاركت في المعرض، إن الشركة قامت بتطوير وإنتاج روبوت ذكي لإعداد الفطائر الصينية، وقد دخل السوق بالفعل وبدأ استخدامه في محطات مترو الأنفاق والمجتمعات السكنية والمناطق التجارية في بكين وشنتشن وغيرهما من المدن الكبرى في البلاد.

وأضاف قو أن الشركة تعمل أيضا على تطوير مجموعة متنوعة من الروبوتات، مثل روبوتات الطهي بالبخار والخبز، وسيتم طرحها في الأسواق تدريجيا. وأعرب عن رغبته في ترويج روبوتات الطهي الذكية الخاصة بالشركة في أسواق الدول العربية وحتى العالم من خلال منصات مثل معرض الصين والدول العربية، بما يسهم في تعزيز ثقافة الطعام الصينية.

وكشف تشنغ تيان يوي، مدير التسويق بمنطقة الشرق الأوسط لشركة “يونيتري” المحدودة للتكنولوجيا، أن الشركة عملت بنشاط على تطوير سوق الشرق الأوسط منذ عام 2019، ووجدت شركاء في السعودية والإمارات والكويت ودول أخرى، وأسست خطوط إنتاج للشركة وروجت لها في هذه الدول، كما تعاونت مع بعض الجامعات ومعاهد البحث العلمي المحلية.

وأشار التقرير السنوي بشأن تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية-العربية لعام 2024 الصادر في أغسطس الماضي، إلى أنه في ظل اغتنام الصين والدول العربية لفرص التنمية الرقمية وتعزيز الجانبين للتعاون الثنائي في مجالات الابتكار التكنولوجي وبناء البنية التحتية الرقمية وتطوير وتطبيق الطاقة الخضراء والاتصالات الرقمية وغيرها، أصبح التعاون العلمي والتكنولوجي أولوية لتحقيق التنمية الاقتصادية والتحول الصناعي والارتقاء التكنولوجي للجانبين.

وعلى سبيل المثال، حقق المركز الصيني-العربي لنقل التكنولوجيا أكثر من 1300 إنجاز تكنولوجي قابل للتطبيق منذ تأسيسه في منطقة نينغشيا في عام 2015، وساهم في توقيع 109 اتفاقيات للتعاون العلمي والتكنولوجي وساعد في تطبيق عدة تقنيات صينية مثل الري الذكي الموفر للمياه والزراعة الذكية ومعالجة المنتجات الزراعية في مصر والسعودية والإمارات ودول عربية أخرى.

هذا وتوطدت علاقات التبادل الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية واستمرت التجارة الثنائية في التحسن. وفي عام 2024، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والدول العربية حوالي 407.4 مليار دولار أمريكي، بزيادة 2.3 في المائة على أساس سنوي. وحتى عام 2024، وقعت الصين على وثائق تعاون للبناء المشترك لـ” الحزام والطريق “مع جميع الدول العربية الـ 22 وجامعة الدول العربية، ونفذ الجانبان أكثر من 200 مشروع كبير في إطار البناء المشترك لـ” الحزام والطريق “.