
حنكة المقاومة ودرس في «مدارس الصمود» بقلم : نسيم خطاطبه
كيف استطاعت المقاومة أن تخدع الاحتلال وتُنقل الأسرى الإسرائيليين أمام أنظار قواته دون المساس بحياتهم؟ إنها خدعة لوجستية ذكية لا يتصورها العقل — ارتدت ثوب المعارضة فبدت كحركةٍ تبدو مهددة، لتمنح من خلف الكواليس أملاً في سقوطها. أمام كاميرات المحتل، بدا المشهد كما لو أن الأمور تحت سيطرةٍ واحدة، لكن الحقيقة كانت تكتيكًا محنكًا يحفظ الأرواح.
بعد الإفراج، شهد بعض الأسرى الإسرائيليين بأنهم كانوا يهتفون مع من حملوهم — هتافاتٌ قيلت حفاظًا على حياتهم. هذه الحنكة العسكرية تعكس مستوى تنظيميًّا واستراتيجياً يفتقر إليه خصمهم، رغم كل غضبهم وفقدانهم للأبناء والبيوت. أن يرى المقهورون من فقدوا كل شيء أن هناك من يحمي من وقعوا في الأسر يبدو للبعض هراءً… لكنني لست منتميًا لأي فصيل؛ ما دفعني إلى الكتابة هو الإعجاب بالطريقة الذكية والحكيمة التي تستحق أن تُدرَّس في جامعات ومناهج المقاومة.
تذكرني هذه التكتيكات بتلك الحوادث التاريخية — حين أُحاطت مدينة بخندقٍ فكسر الحصار، وكما فعل سلمان الفارسي حين نصح بحفر الخندق — فتلهمنا أمثلةٌ قليلةٌ أن العقل والتدبير قد يغيّران موازين القوى مهما كانت الأعداد. من غزة تبتكر «مدارس» الصمود والابتكار، كلُّ ما هو عظيم يبدأ بفكرةٍ ذكية؛ فلنتدارس هذه التجارب لنتعلم كيف نصمد ونثبّت العزم.